كتب محمود السقا- رام الله

قرع اللاعب حسام وادي جرس الإنذار بقوة ربما كي يسمعه جميع أفراد الأسرة الرياضية عندما قال في حوار نشرته الزميلة جريدة الحياة الجديدة يوم أمس السبت الموافق 29-7-2023 أجراه الزميل فايز نصار، وأنقل بالحرف التماساً للدقة: "أعتقد أنه يجب على اتحاد الكرة مراجعة حساباته، لأن الرياضة الفلسطينية تتجه نحو الهاوية على صعيد أندية المحترفين، والدوري الغزي، ويجب وضع خطة لتطوير الرياضة واللاعبين، سواء بسواء".

أكتفي بهذا القدر من الاقتباس مع أن هناك مفاصل أخرى تحتاج إلى وقفات، وعلى رأسها الإعلام، الذي تطرق له وادي، وقال رأيه بالواقع والمآل، الذي يتجه إليه خصوصاً في ظل احتجاب العديد من رموزه.

قبل التعليق على ما صدر على لسان حسام وادي، فإن من الأهمية بمكان الإشارة إلى خلفية اللاعب من حيث انطلاقته في محافظات الوطن الجنوبية مع اتحاد الشجاعية، وانتقاله للعب في عدة أندية بمحافظات الوطن الشمالية، وانغماسه على مدار سنوات في دوري المحترفين، ما يعني أنه يدرك كافة الحيثيات والتفاصيل والكواليس وأدق الجزئيات المتعلقة بهذا الدوري، الذي بدأ تطبيقه العام 2011.

تُرى ما الذي دفع حسام وادي لأن يقرع جرس الخطر المحدق بدوري المحترفين الآن؟

ولماذا اختار الإفصاح عن ذلك اليوم، ولم يفعل ذلك أثناء وجوده في دوري المحترفين، وليس عندما ابتعد عن منافساته، وقفلّ عائداً إلى قطاع غزة الذي شهد انطلاقته الأولى؟

شخصياً أرى أن دوري المحترفين يحتاج إلى استحداث آليات تطوير جديدة، كي تعود له الروح التنافسية المثيرة والوثابة، وتعود له الجماهير التي كان تملأ المدرجات، وتتفاعل معه النخب، أكانت رياضية أم سياسية أم مجتمعية، كل هذا، وغيره كثير، يحتاجه دوري المحترفين، بدلاً من إبقائه على حاله، تقليدياً في كل شيء، في الوقت الذي تسعى فيه سائر البلدان إلى تطوير مسابقاتها للحيلولة دون إبقائها على ما هي عليه خوفاً من أن تتكلس كرتها وتصدأ، وتصبح مستهلكة وقليلة الفائدة والجدوى.