لا نبكي على اللبن المسكوب،،، ولكن...؟
كتب خالد القواسمي... فلسطين
في خضم الجدل الذي صاحب الأحداث الأخيرة انشغل الكثيرون بالسؤال عما إذا كان الحكم المصري أمين عمر قد استُبعد أم لا وكأن الإجابة ستغير الواقع شيئا.
والحقيقة أن ما حدث قد انتهى بالفعل وأصبح من الماضي الذي لا يمكن تعديله أو الرجوع عنه من هنا تبرز الحكمة القديمة لا تبكي على اللبن المسكوب.
التركيز المفرط على الأخطاء بعد وقوعها لا يؤدي إلا إلى مزيد من الإحباط ويستهلك طاقة كان من الأفضل توجيهها نحو المستقبل.
فالقرارات اتخذت والمباريات لعبت والنتائج سجلت مهما اختلفت الآراء حول عدالتها أو صوابها الاستمرار في اجترار الجدل لا يصنع إنصافا متأخرا ولا يمنح المتضرر حقه الضائع.
ظلم الحكم للمنتخب الفلسطيني لن يمحى من ذاكرة البطولات فالظلم لا يمحى ويبقى علامة سوداء في تاريخ البطولات والمباريات التي شهدت أخطاء تحكيمية واضحة كان لها تأثير وأثارت مشاعر الجماهير.
الأهم في هذه المرحلة هو استخلاص الدروس إن كان هناك تقصير تحكيمي أو أخطاء فالعقلانية تفرض التعامل معها بأسلوب يضمن عدم تكرارها بدلا من تحويلها إلى مادة للاتهامات والانفعالات. فالنقد البناء وحده القادر على تحسين المنظومة أما الغضب وحده فلا ينتج حلولا.
في النهاية، الحياة الرياضية كما الحياة عموما لا تتوقف عند حادثة واحدة مهما كانت مؤثرة.
النظر إلى الأمام والاستعداد لما هو قادم والعمل على الإصلاح بهدوء ووعي هو الخيار الأكثر نضجا أما البكاء على ما سكب فلن يعيد اللبن إلى الإناء.
ويبقى الظلم التحكيم الرياضي لا يستحق الذكر فهي أخطاء يتجاوزها العقل البشري لكن ما تتعرض له البلاد والعباد من ظلم تاريخي لن ينسى مهما طالت السنين ومرت الأيام واللحظات .
وعلى رأي الاعلامي جورج قرداحي "المسامح كريم" سامحك الله يا أمين عمر ابن جمهورية مصر المحروسة...