تيسير جابر.. الغائب الحاضر
كتب محمود السقا- رام الله
ليس هناك ما
هو اعظم شأناً وأرفع قيمة ومنزلة من الوفاء، انه كما البلسم الشافي، الذي يأذن
بعودة الحياة الطبيعية الى الجسد العليل فينبعث، من جديد، بقوة وعنفوان.
لا
يمارس الوفاء إلا الأوفياء، ولا يتمسك بهذا النهج الصحي إلا أصحاب النفوس الطيبة،
والتي تُقدر معنى الوفاء، وتسارع الى ممارسته، قولاً وفعلاً وسلوكاً ونهجاً، من
اجل ترسيخه وتعزيزه وحفره في ذاكرة الأجيال المتعاقبة.
يقفز
الى الذاكرة العديد من الأشخاص، لكني أتوقف، هنا، عند الزميل منتصر العناني، فقد
دأب على التذكير بذكرى رحيل الزميل تيسير جابر، رئيس رابطة الصحافيين، الذي ترجل،
مبكراً، قبل احد عشر عاماً، عن اثنين وخمسين عاماً.
حرص
منتصر العناني على التذكير برحيل تيسير جابر، يُشكل أسمى معاني الوفاء، فكما هو
واضح، فإن الراحل لم يبرح ذاكرة العناني ولم يغادرها رغم تراكم السنين، بل إنه
دائم الحضور والتواجد، ومثل هذا السلوك يكشف، بوضوح، عن نقاء سريرة، وعن مدى
الارتباط الروحي والوجداني بين الاثنين.
العلاقة
التي كانت تربط تيسير جابر بالعناني متعددة الأوجه فقد كان للراحل فضل كبير بعد
الله، سبحانه وتعالى، على العناني، وتحديداً في الشق المهني، فـأدناه وقربه منه
ولم يبخل عليه بشيء، وهذا النهج مارسه مع غيره أيضاً.
يرحم
الله الراحل تيسير جابر، فقد عملنا، سوياً، على مدار سنوات، وكنا نختلف ونشتبك،
وهذا من طبيعة وموجبات العمل، الذي يكتنفه، عادة، الاختلاف في الرأي والرؤى
والمواقف.
تحية
إكبار وإجلال وإعزاز ومحبة طافحة بالصدق والعرفان لكل مَنْ يعتصم بقيمة عظيمة مثل
قيمة الوفاء، التي نُريدها ان تكون جزءاً رئيساً في تفكيرنا وحياتنا، وأن نُورثها
لأبنائنا كي يسيروا على خطاها.