لغة التحدي البائسة
كتب محمود السقا- رام الله
لا أحب لغة
التحدي، ولا النزوع باتجاه سلوك ليّ الأذرع لإيماني أنها ليست السلاح الناجع
والفعال والقادر على ترجمة الأهداف، وأفضل عليها العمل بهدوء وسكينة ودأب، وصولاً
إلى تحقيق المبتغى؟
انتخابات
نادي برشلونة، التي جرت في وقت سابق، أباحت بكل أسرارها، ففي حين ترك المحامي
"لابورتا" الفائز بالانتخابات، بأريحية، منافسيه يستغلون كل ما يخطر على
بالهم في مقاطعة كتالونيا، معقل فريق برشلونة، فإنه ارتأى الذهاب الى معقل غريمه
التقليدي، ريال مدريد، فاستأجر واجهة بناية تشرف على إستاد "سانتياغو
برنابيو"، وطبع "بوستراً" بمساحة مائة متر، تضمن عبارة وحيدة فقط
تقول: "مشتاق لرؤيتكم مجدداً" في إشارة لـ"الريال".
صحيفة
"ماركا"، لسان حال الفريق "الملكي"، انتقدت مبادرة
"لابورتا"، ووصفتها بـ"المستفزة"، خصوصاً أنه شبه نفسه
بـ"الشبح"، الذي يعود كي يبث الرعب في قلعة "الميرنغي".
من
حق "لابورتا" ان يختار البرنامج الانتخابي، الذي يراه مناسباً، ويساهم
في فوزه في الانتخابات، لكن ليس من حقه ان يستفز أنصار "الريال"، وهم
بالملايين، فالرياضة، بشكل عام، وكرة القدم على وجه الخصوص، وُجدت من اجل أن تمد
جسوراً راسخة بين الشباب، وان تُروج لمفاهيم ومصطلحات وقيم تُعلي من التسامح
والمحبة والتنافس بشرف وروح رياضية خالصة.
هذا
هو دور الرياضة، لكن حرفها عن هذا المسار السوي، ينطوي على سوء نية، وقِصر نظر.
تمسك
"لابورتا" بمنطق الإيطالي "ميكافيللي"، الذي ينهض على ان
الغاية تبرر الوسيلة، أمر يدعو الى الدهشة والأسف، خصوصاً ان الرئيس الفائز صاحب
تاريخ حافل، وإنجازات واسعة مع "البارسا"، ففي عصره حقق برشلونة
السداسية العام 2009.