رياضيون يتسلحون بالمبادئ
كتب محمود السقا- رام الله
في مشوار العمر، تعلمت دروساً شتى، وهي متعددة الأشكال والألوان.
أكثر وأهم درس تعلمته في رحلة الحياة أن المبادئ لا يمكن أن تتجزأ، وأنها لا تقبل بأنصاف الحلول، وأنها تتسامى وتترفع عن الاصطفاف والتمركز في المناطق الرمادية.
نماذج رياضية كثيرة كانت عنواناً عريضاً للتمسك بالمبادئ وإعلاء اسقفها برفضها المطلق المساومة عليها مهما كان حجم الإغراءات والمكاسب، أكانت معنوية أم مادية.
أبرز النماذج وأنصعها لاعب الكرة الدولي المصري السابق محمد أبو تريكة، فهو عنوان للنقاء والصفاء والثبات والتمسك بالقيم والمبادئ والموروثات السامية والنبيلة.
إذا أردنا أن نتسلح بالأمثلة التي تُدلل على مبدئية اللاعب الموهوب، والمحلل المتوهج في قنوات "بي أن سبورت" القطرية، فإنها من الكثرة الكاثرة، على أن أبرزها وأحدثها ما تجلى في المونديال القطري الغارب 2022، فقد حمل بشدة على دعاة الترويج للمثليين خلال المونديال، وقد سبق هذا الموقف، المتوقع، الرفض المطلق التعليق أو المشاركة في الاستوديو التحليلي الخاص بمنافسات البطولات الأوروبية لا سيما التي تدعم المثليين.
مواقف عظيمة وراسخة ومتقدمة جسدها أبو تريكة في مشواره الحافل، ومن ضمنها تعاطفه مع غزة عندما كتب باللغتين العربية والإنكليزية على قميصه الداخلي عبارة تقول: "تعاطفاً مع غزة"، وتابع المشهد ملايين البشر على امتداد العالم فحظيت القضية الفلسطينية بأفضل وأعظم ترويج.
على خطى أبو تريكة سار الدولي السنغالي "ادريسا جي" المحترف في صفوف فريق إيفرتون الإنكليزي عندما رفض، بإصرار، ارتداء شارة المثليين.
وعلى قاعدة وشهد شاهد من أهله، فإن اللاعب الدولي الألماني السابق "مايكل بالاك" عبّر عن امتعاضه جراء الإصرار على الترويج للمثليين في المونديال القطري قائلاً: "كيف نريد الفوز بكأس العالم للرجال، ونحن منذ أن بدأ مونديال 2022 ندعم قضية لا تمت للرجال بصلة"؟