وشهد شاهد من أهله
القدس- كتب ياسين الرازم / ان معظم ما تحدث عنه رجل الاعمال الفلسطيني والداعم الوحيد للمنتخب الوطني تيسير بركات في المؤتمر الصحفي الذي عقده في العاصمة الاردنية عمان بعد الفوز على منتخب سنغافورة، لم يكن مفاجئا لشريحة كبيرة من الرياضيين وخاصة رجال الصحافة والاعلام، لأن الاخبار التي تسربت من أروقة المعسكر التدريبي بالاردن قبل وبعد لقاء الصين وقبل لقاء سنغافورة، كانت اكثر بكثير واكثر خطورة مما صرح به بركات والتي فضلنا عدم الاشارة اليها خشية التأثير على معنويات اللاعبين والجهاز التدريبي، وهذا ايضا ما دفع بركات الى تأجيل فتح الملفات المغلقة والانتظار الى ما بعد الفوز على سنغافورة بساعة واحدة من الزمن، ونشكر الله على الفوز الذي اعاد لنا الفرصة بالتأهل واطلق لسان رجل الاعمال بركات بعد ثلاثة اعوام من الصمت.
ان المهم في تصريحات بركات انها جاءت من قبل شخصية هامة وقريبة جدا من اصحاب القرار، لأن ما قاله شهادة موثقة خرجت من بين اهل البيت وليس من خارجه، فشكرا لبركات الذي لم يبخل يوما على المنتخب ولا على الاتحاد ورجاله، وشكرا له لأنه خرج عن صمته وقال بعض ما عنده واشار بأصابع الاتهام للمسؤولين على المنتخب والاتحاد، وان كان تحفظ على ذكر بعض الاسماء، الا انه قرع وبقوة على جدران الخزان ليؤكد لنا جميعا ان الشائعات التي كان يتناولها الشارع الرياضي كانت وقائع ملموسة وحقائق دامغة، وانه بات من غير الممكن السكوت على هذه الاخطاء وهذه التجاوزات التي طالت الجهاز التدربي واللاعبين وتلاعبت بمستقبل الكرة الفلسطينية لتحقيق مآرب ومصالح ذاتية وجهوية، وان المنتخب بات بحاجة ماسة وسريعة لوقفه جادة ومسؤولة واجراء عملية تقييم شاملة وسريعة وقبل فوات الاوان.
عندما يتحدث بركات عن وجود خلال كبير في الاتحاد وتداخل للصلاحيات والمسؤوليات، فان منبع حديثه هو الحرص على المنتخب لأن التهاون في الامور الادارية سيقود الى تعطيل مسيرة المنتخب الذي ينظر اليه البعض انه فرصة للسياحة والسفر في بلدان العالم، بدلا من ان يكون فرصة للعمل والاعداد الجيدين وتنظيم المعسكرات الخارجية المفيدة واقامة المباريات الدولية مع منتخبات ذات سمعة طيبة وليس مع أندية بالصف الثاني.
ان من حق الشارع الرياضي على الاتحاد ولجنة منتخباته ان يخرج الاتحاد عن صمته المعهود ويوضح جميع الملابسات ويتخذ القرارات اللازمة بحق كل من اساء لفلسطين واستغل منصبه ووجوده في المنتخب، ولا اظن ان الاتحاد بحاجة الى تقرير من تيسير بركات لأن هذا التقرير سيدين الاتحاد اولا، وان على الجمعية العمومية خاصة اذا ما لزم الاتحاد الصمت وواصل سياسته المعهودة (بالتطنيش) وادارة الظهر الدعوة لعقد جلسة طارئة وعاجلة لمناقشة كل التجاوزات التي رافقت مسيرة المنتخب خاصة في التصفيات الاخيرة وقبل فوات الاوان.
اقول قبل فوات الاوان لأن الفترة الزمنية التي تفصلنا عن لقاء العراق الشقيق ولا تزيد عن خمسة اشهر كافية لاجراء التقييم المناسب ومحاسبة المقصرين على تقصيرهم بمعزل عن المنتخب الذي يجب ان يدخل في معسكر تدريبي مكثف تمهيدا لمشاركته في بطولة التحدي الدولية مطلع الشهر القادم باشراف لجنة من الخبراء الاداريين والفنيين وباشراف المدرب عزمي نصار الذي ندعو له بالشفاء العاجل ومدرب اللياقة البدنية توماس فيسكو الذي نشكره على جهوده ونثمن شجاعته على قبول المهمة ونأمل ان يبقى على رأس عمله رغم ما عاناه من تدخلات في صلاحياته وتجاوزات لمسؤولياته من قبل اعضاء البعثة.
اختتم حديثي بالقول ان من حق الشعب الفلسطيني الذي قدم وما زال يقدم الكثير من التضحيات والعديد من الشهداء من حقه ان يقف خلف منتخب جدير بالمنافسة علىاحدى بطاقتي التأهل الى نهائيات أمم اسيا ورفع العلم الفلسطيني خفاقا بين اعلام الدول الاخرى وان هذا الحلم يتطلب وجود اتحاد مهني وعلى قدر عظيم من المسؤولية والانتماء للوطن والعلم فكفانا اخفاقات وهزائم ويجب استثمار فرصة الفوز على سنغافورة جيدا والا فليرحل هذا الاتحاد فالوطن يزخر بالكفاءات الرياضية والادارية.