أبو سنينة.. غياب التخطيط علة الرياضة الفلسطينية
الخليل- حوار - فايز نصار/ يعيش المدرب زايد سلمان أبو سنينة منذ عشر سنوات في مدينة الخليل ، بعد قدومه من الأردن ، حيث تخصص في التربية الرياضية من الجامعة الأردنية ، وهو الآن يحضر للدراسات العليا في العلوم الرياضية ، وهو متخصص في تدريب فرق المراحل السنية ، وأشرف على تدريب أشبال شباب الخليل ، وأشبال طارق بن زياد ، الى جانب عمله في التدريب في المدرسة الكروية لنادي شباب الخليل .
ويقترب الرياضيون في عاصمة جنوب الضفة من المدرب زايد ، مستفيدين من خبراته الرياضية، ومعارفه الكثيرة في جميع الرياضات ، وخاصة في رياضة العاب القوى ، التي يعتبر ابو سنينة مرجعا في احصائياتها ، وأرقامها ، وأبطالها عبر العصور.
عولمة الرياضة
ويرى ابو سنينة ان الرياضة العالمية دخلت في سلك العولمة ، وخاصة الرياضة الأكثر شعبية كرة القدم من خلال قوانين الجذب المفتوحة ، التي ركزت أفضل نجوم اللعبة في بعض الأندية ، ما صعب مهام الأندية التي لا تملك امكانيات الجذب ، وأبعد عن الواجهة اندية مثل: دينامو تبليسي ودينامو كييف ورد ستار وستيوا بوخارست ، التي نجحت في الوصول الى رأس هرم الكرة الأوروبية ، وقارعت الكبار ، ولكنها الآن اختفت عن الخارطة .
ويرى ابو سنينة أن التغييرات السياسية قد تنعكس على الحالة الرياضية ، مستذكرا نادي الرشيد العراقي ، الذي اعتلى قمم الأندية العربية عدة سنوات ، تماما كما حصل في الجزائر التي وصلت قمة افريقيا سنة 1990 ، وشاركت في مونديالي اسبانيا ومكسيكو ، قبل الأحداث السياسية ، التي جعلت الجزائر تغيب عن الواجهة ، ولا تتأهل حتى لنهائيات افريقيا ، فأين انتصارات الجزائر على نيجيريا 5-1 وعلى تونس 4- 1 في تونس وعلى المغرب 5- 1 في المغرب ؟ واين انجازات الجزائر التي فازت ببطولة افريقيا ست مرات في كرة اليد؟
ويرى ابو سنينة ان هجرة النجوم من صفوة اللاعبين الى أوروبا من افريقيا، وبدرجة أقل من آسيا يزيد في اتساع الهوة الرياضية بين الشمال والجنوب ، حتى أصبحت الأندية الافريقية أسيرة مستواها القديم ، عكس المنتخبات الافريقية التي أصبحت تقارع كل مدارس الكرة في العالم.
استعجال المشاركة الخارجية
ويتحدث زايد ابو سنينة عن الرياضة الفلسطينية التي تعاني من مشاكل لا تساعد على تقدمها ، وما زاد الطين بلة أن المسؤولين يستعجلون المشاركة في كل البطولات لدواع غير رياضية ، دون حساب النتائج ، حتى أن فريق كرة يد فلسطيني خسر في احدى البطولات العربية 56-5 ، وفي بطولة غرب آسيا الكروية خسر منتخب الكرة سنة 2001 امام الكويت 7-صفر ، وهذا بسبب تشتت الجهود ، وتوزيع الطاقات، وكان الأولى أن نركز على بعض الرياضات ، ككرة الطاولة وألعاب القوى الى جانب كرة القدم ، حتى نقترب من المستوى العربي في هذه الرياضات ، ما سيساهم في ازالة الحاجز النفسي من أمام شبابنا ، وتعزيز هذه الرياضات كل سنة بلعبة أو لعبتين.
ويرى ابو سنينة أن غياب التخطيط أخطر من قلة الامكانيات في هذا المجال ، خاصة ان غياب البرمجة والتخطيط أدى الى ابتعاد القيادات الرياضية ، التي تستطيع تقديم شيء للرياضة الفلسطينية.
الدوري التصنيفي
وبخصوص الدوري الممتاز يقول ابو سنينة: إن المقدمات توحي بالنتائج ، وما شاهدنا من مقدمات لا يبشر بنتائج في المستوى ، خاصة عندما يتعلق الأمر بعدم وضوح اللوائح والقوانين ، وعدم العدالة والنزاهة في تطبيقها على الجميع ، ودليل ذلك جبل من الاعتراضات ، التي وقفت لجنة المسابقات عاجزة عن ايجاد حل لها .
اما المستوى الفني للدوري فيرى أبو سنينة انه متقارب بين جميع الفرق ، كما حصل مع واد النيص الذي انهزم من الاسلامي بعد فوزه على المتصدر الثقافي ، وبصراحة الفرق بين الفرق هو في وجود شيء من الابداع الفردي، وخاصة مع ضعف اللياقة البدنية، وسوء التحكيم ، حيث علمت ان حكاما يديرون مباراتين للاولى والممتازة في نفس اليوم ! مضيفا أن التنافس سينحصر بين الفرق التي تملك نفسا طويلا ، وتملك بدلاء قادرون على تعويض غياب الأساسين للأسباب القانونية والصحية في الجولات الـ 15 القادمة.
أما بخصوص الدرجة الاولى فيرى ابو سنينة أن الفرق في هذه الدرجة ضحية تراكم الأخطاء في السنوات الماضية، والتي أوصلت عدد الفرق الى أربعين ، مما جعل الاتحاد يقسم الفرق الى أربع مجموعات ، ويضع جدولا صعبا لم يستطع تطبيقه ، بسبب سوء التخطيط ، مما يجعل مستقبل الفرق غير مضمون لأن نتيجة مباراة واحدة قد تعصف بمستقبل فريق في درجته ، مشيرا الى أن الاتحاد معذور في هذا الجانب ، لأنه ورث حملا ثقيلا في هذا الملف !
مقترحات واقعية
ومن أجل المساهمة في تطور الرياضة الفلسطينية يقترح المدرب زايد ما يلي :
أولا: تأهيل المدربين والحكام والفنيين والاداريين في مختلف الرياضات.
ثانيا : الاعتماد على الكوادر الرياضية من حاملي المؤهلات العلمية وشهادات التدريب.
ثالثا: وضع نظام للحوافز والعقوبات.
رابعا : تحرير جميع اللاعبين ، وتخييرهم بين الأندية التي سيلعبون لها ، حتى لا يتشتت النجوم بين فرق الدرجات المختلفة .
خامسا : التركيز على تأهيل الملاعب وتعشيبها ، ومطالبة أندية الممتازة بالعمل مع البلديات في هذا المجال كشرط للعب في الدرجة الممتازة .
سادسا : دمج الأندية من خلال معايير تطبق على الجميع ، وشطب الأندية التي لا تستجيب للمعايير العلمية .
سابعا : الاهتمام بالرياضة المدرسية، طوال العام وليس في يوم واحد تقام فيه البطولة.