"تفاصيل التفاصيل" وبعثة فلسطين الأولـمبـية

كتب محمود السقا- رام الله
التعاطي مع مهنة القلم، يحتاج إلى توفر عدة عناصر ومرتكزات، لكنني ومن وجهة نظر شخصية بحتة، أسمح لنفسي باختزالها في عنوان واحد، ويتمثل بالموضوعية والصدق والثبات والابتعاد عن كل ما هو شخصي وعاطفي، من شأنه أن يؤثر في الأهواء والأمزجة والمواقف والقرارات المصيرية.
أعترف بأن العاطفة موجودة في الكائن البشري، وهذا أمر طبيعي وفطري، لكن عندما يتعلق الأمر بالتقييم والاختيار وعملية الفرز، فإن العاطفة، ينبغي أن تنتفي وتتنحى جانباً.
شهادتي بالرياضي المُخضرم، محمد البكري، مجروحة، وهذه حقيقة ولا شُبهة بالمجاملة فيها، فهو كادر وطني رياضي قادر على الإثراء والعطاء، ليس فقط في الشق الرياضي، وكل ما يتفرع عنه، بل في مجالات أخرى، فقد اكتشفت، حديثاً وقديماً، أن الرجل مشروع كاتب، قادر على الإبداع والإمتاع والإقلاع والإثراء، من خلال أسلوبه العذب والرشيق ومفرداته الوفيرة والجزلة، وبقدرته على الإقناع، مستنداً إلى قوة الحجة والبرهان ووجاهة المنطق.
البكري كتب على موقع "فيسبوك" مُنافحاً عن أداء بعثة فلسطين الأولمبية في "ريو"، وأستغرب ردود الفعل والتعليقات، التي تداولتها، بكثرة، مواقع التواصل الاجتماعي، وأعتبر أنها ذات طابع تحاملي بحت، خصوصاً حيال اللاعبين، وأدافع عن عطائهم، وأعتبره طبيعياً، وضمن حدود المنطق، وربما المتوقع.
الشيء الذي لفتني في تعقيب البكري هو أنه وضع "روشتة" دواء مناسبة وقابلة للتطبيق والتنفيذ شريطة تضافر عدة عناصر، وأذكر من بينها "توفير البيئة المناسبة، لا سيما، التي تتحقق في مناخاتها وأجوائها وتربتها الإنجاز والتميز"، وطالب بالدخول فيما أسماه: "تفاصيل التفاصيل"، وأنا أغبطه وأؤيده على مثل هذه اللفتات، التي تنم عن غيرة حقيقية، وعن وجود أفق ورؤية للمستقبل بشقيه: القريب والبعيد.