بين التخطيط والارتجال

كتب محمود السقا- رام الله
التخطيط الصحيح، وتحديداً المستند إلى رؤيا ثاقبة، غالباً ما يفضي الى نجاحات كثيرة ومتعددة، بعكس العشوائية والارتجال، والاجتهادات الشخصية، غير المبنية على حسابات دقيقة وعلمية، فإنها تسفر عن فشل ذريع، وعن نتائج أشبه بالكارثية.
لقد أصاب القائمون على اتحاد الكرة الأوروبية عندما قرروا رفع سقف عدد الفرق من: 16 الى 24 فريقاً، فقد شاهدنا الملاعب تمتلئ عن بكرة أبيها، مثلما شاهدنا ان المنتخبات الوافدة، تبذل قصارى جهدها، من اجل إثبات ذاتها ووجودها في المحفل الأوروبي الكروي، وهذا ما بدأنا نلمس إرهاصاته ومقدماته، من خلال منتخب آيسلندا الجامح، هذا المنتخب، الذي خرج من رحم جزيرة لا يزيد عدد سكانها على 320 ألف نسمة، ومع ذلك، فان الآيسلندي نجح في إطاحة أعرق المنتخبات، ممثلاً بالمنتخب الإنكليزي، الهش والضعيف، والفاقد للقدرة والحيلة.
منتخب ويلز سبق الآيسلندي في التأهل للدور ربع النهائي، والفريق مرشح لمواصلة زحفه، خصوصاً اذا أفلح في تخطي عقبة بلجيكا، المرشحة للمنافسة على اللقب، خصوصاً وان المنتخبات، التي سوف تصادفها في حال فوزها على ويلز، هما بولندا او البرتغال، وكلا المنتخبين عادي حتى اللحظة.
في تقديري ان الفائز في لقاء إيطاليا وألمانيا، سيكون صاحب الحظوة الأولى في حيازة تاج اليورو، لأن كلا المنتخبين جاهز، بدنياً ونفسياً وتكتيكياً، وشخصياً أرى ان المنتخب الإيطالي قادر على التعمق في البطولة، لاسيما وانه غيّر من جلده، فاستبدل الطريقة الدفاعية "الكاتناتشو" بالهجوم الضاغط، مُستغلاً وجود وفرة في المواهب ضمن صفوفه.
قد يتساءل البعض: وأين المنتخب الفرنسي، ولماذا لا يتم إدراجه كمنافس، وهو صاحب الضيافة والجماهيرية؟
وأرد: حتى اللحظة، فإن "الديك الفرنسي" غير مُقنع