شريط الأخبار

لماذا ندعوه الزمن الجميل...

لماذا ندعوه الزمن الجميل...
بال سبورت :  


كتب واصف ضاهر/ القدس

كثيرا ما نسمع ونقرأ عن الزمن الجميل فإذا جاء ذكر الرياضة الفن قالوا اين الزمن الجميل وإذا ذكر الفن استذكروا الزمن الجميل وهكذا في كل موضوع وحقل يترحمون على الزمن الجميل لماذا وماله هذا الزمن ؟؟؟

اول الأسباب التي تدعو الكثيرين من أجيال الخمسينات والستينات والسبعينات وحتى الثمانينات إلى إطلاق صفة الزمن الجميل على تلك الحقبة من الزمن هو للأسف الممزوج بالمرارة والألم والحزن أن هذا الزمن ليس جميل.....

قبل أن نخوض بموضوع الرياضة والفن وغيرهما من الحقول دعونا إلى وقفة تأمل في أحوالنا وأحوال سائر الدول العربية وأين وصلت أحوالنا واحوالهم من احتلال وانقسام وقتل ودمار وانحلال وخصام وما إلى ذلك من انحطاط سياسي وتعصب ديني يفرق ويقتل باسم الدين واسم الله مما أدى إلى الهجرة والنزوح واللجوء والهروب من وجه الطغاة والاضطهاد والموت ليواجهوا مرارة العيش في الغربة ....!!!

ورياضة الزمن الجميل هي الأمتع ولنأخذ مثلا كرة القدم فبالرغم من النهضة الرياضية التي نشهدها الآن ونعبر عن تقديرنا للمسؤولين عنها إلا أنها ليست جميلة إذا ما قيست بجمال رياضة أيام زمان التي خلت من التصنع والإمكانيات والملاعب والدعم إذ كانت جميعها اجتهادات ومبادرات فردية معتمدة فقط على مبدء اللعب والرياضة والمنافسة الودية والتي خلقت فرق كنا نجاهر بها ونتحدى بها الفرق الأجنبية كما خلقت نجوم في سماء فلسطين لم تأتي بمثيلتها رياضة هذا الزمن.

فلا نزال نستذكر دائما ولن ننسى نجوم الزمن الجميل مثل موسى الطوباسي وحاتم صلاح ويوسف البجالي وعارف عوفه والعباسي وغيرهم....كانوا كلهم يتنافسون في ملاعب ترابية ملأى بالصخور واحيانا رملية وها نحن وبهمة المسؤولين ولهم منا الشكر والتقدير ننعم بملاعب معشبة ولكن خالية من النجوم ولا تجتذب الجماهير التي كانت تتدفق على الملاعب لمشاهدة فرقها ونجومها...وقد ذكر البعض أن أيام زمان كان هناك نجوم ولم يكن لنا ملاعب أم الآن فلنا ملاعب ولكن بدون نجوم...

اعترف أنني لست قريبا جداً من ملاعب اليوم وقد ذكرت أمام من هو مراقب وإعلامي رياضي كبير أنني ارغب أن أشاهد إحدى المباريات المحلية الهامة وقد هالني رده حينما اكد لي انه لم يرتاد الملاعب منذ سنين!!!!!

أما الفن ولنأخذ مثلا الفن السينمائي فإننا حينما نشاهد أفلام الزمن الحاضر بالألوان والديكورات والماكياج والتصنع والمواضيع الباهتة إللاهادفة التي تعتمد على الكوميديا فقط وعلى مواضيع العنف وآلمخدرات والجنس والمافيا نترحم على أيام افلام الابيض والاسود مثل سيدة القصر وصراع في الوادي وإيامنا الحلوة ولحن الخلود ودعاء الكيروان وغيرهم من الأفلام الرفيعة المستوى الهادفة المبنية على المادة الأدبية والإخراج والتصوير والسيناريو والتمثيل والنجومية فان السينما الآن تفتقد ولم تعوض شكري سرحان وعمر الشريف وفاتن حمامة ورشدي إباظة وفريد شوقي وعبد الحليم حافظ وغيرهم كثر ....

حتى حياتنا الاجتماعية تغيرت فالعلاقات الأسرية والصداقة والزيارات الودية والتواصل الشخصي وغيرها من ميزات الماضي حل محلها الإنترنت والفيسبوك والإيفون والسكياب وغيرها من وساءل التواصل الاجتماعي فبات الريموت كونترول شعارنا وبوصلتنا في هذا الزمن فالزاءر والمضيف تراهما منشغلان في الايفون في أي لقاء اسري أو حتى رسمي !!!!

توجد حقول أخرى يختلف فيها الزمان وجماله وإنني حتى أكون أمينا وعادلا اعترف ان الزمان والظروف تتغير وان ما تعيشه بلدنا اليوم تحول من تحقيق كل الأماني ولكن كل ما تقدم لن يفقدنا الأمل في التقدم والمضي في بناء الدولة وإضفاء الجمال على هذا الزمان أيضاً بعون الله وصمود شعبنا وثباته.

مواضيع قد تهمك