شريط الأخبار

ماذا لو قرر الرجوب نقل مباراة السعودية إلى خارج فلسطين ؟

ماذا لو قرر الرجوب نقل مباراة السعودية إلى خارج فلسطين ؟
بال سبورت :  


بقلم صفوان أبو شنب / الإعلامي في قناة بي ان سبورت

سؤال تبادر إلى ذهني وأعتقد إلى أذهان الكثيرين من الفلسطينيين والسعوديين وسط حالة من الحيرة من أسباب عدم موافقة جبريل الرجوب على نقل المباراة نزولاً عند رغبة أشقائنا السعوديين الذين يعتبرون دخول الأراضي المحتلة بمثابة تطبيع مع الإسرائيليين شأنهم شأن السواد الأعظم من الدول العربية،ودون الخوض في متاهات الحسابات السياسية سأتخيل بأن الرجوب قرر بالفعل الذهاب إلى الجزائر كحل بديل أو إلى أي بلد عربي آخر يتفق عليه.

أعتقد إن أعلن الرجوب بالفعل موافقته فإن أول نتائج ذلك هو مباركة الاتحاد السعودي لهذه الخطوة والذي سيتنفس الصعداء بخروجه من مأزق لم يسبق له وأن وقع به فقد حافظ على فرص حصد النقاط الثلاثة التي من شأنها أن تعزز من حظوظ منتخبه للتأهل للمونديال وكأس أسيا فضلاً عن تفادي عقوبة فقدانها أو إلغاء نتائج المنتخب السعودي السابقة بل وانتهاء كابوس الدخول في نفق عقوبات أطول وأقسى قد تتسبب بضرر بالغ للكرة السعودية عدة سنوات لا سمح الله، وكان سيتحول التهديد والوعيد وحالة العداء والهجوم الشرس على الرجوب من قبل بعض الإعلاميين السعوديين إلى حالة أخوة وصداقة لا أعلم أين كانت قبل موافقة الرجوب.

كما وسيحظى اللواء جبريل بالإطراء والثناء في كل برنامج تلفزيوني أو مقالة صحفية ولربما أيضاً سيتم تناول مسيرته النضالية الطويلة ضد قوات الاحتلال سياسياً ورياضياً، مادة أساسية في تلك البرامج التلفزيونية للتذكير بانجازات الرجل لشعبه وللرياضة في بلاده، كما سيصبح سوء إدارة الملف من قبل الاتحاد السعودي لكرة القدم حسب الكثيرين من المحسوبين على الكرة السعودية الآن، إلى حكمة ورزانة وذكاء في استيعاب الفلسطينيين المتحمسين لمشاهدة منتخب بلادهم يلعب على أرضه، وقد يذهب البعض إلى استباق الأمور والمطالبة بتجديد الثقة واعادة انتخاب أحمد عيد رئيساً لاتحاد كرة القدم عهدة أخرى، مكافأة له على صبره وكفاحه ضد التطبيع مع العدو الصهيوني، ولن أستغرب أبداً ان تم ترشيح الرجوب بدعم سعودي لشغل منصب هام في الاتحاد الأسيوي لكرة القدم، بمساعدة المتنفذين من حلفائها الكويتيين والبحرينيين أو حتى يمنح الدكتوراة الفخرية من إحدى الجامعات السعودية المرموقة….لا لن أستغرب

في فلسطين مشاعر الارتياح ستسود في أروقة السياسيين وسيتنفسون هم بدورهم الصعداء بعد ان كادت علاقتهم بالسعودية وكل ما تمثله المملكة من ثقل ودعم سياسي ومادي للسلطة الوطنية تتدهور، في وقت تقاعست فيه الكثير من الأنظمة العربية عن أداء واجباتها تجاه السلطة الفلسطينية وستنتهي الضغوط الكبيرة على الرجوب المتهم بتعكير صفو العلاقة بين الشعبين !!.

مكاسب كبيرة سيحققها الرجوب خلال وقت قصير إن وافق على المطالب السعودية ولكن ماذا عن ردود الأفعال في الفيفا ؟ وفي الإمارات وماليزيا التي تلعب منتخباتها في ذات المجموعة في التصفيات، وكيف سيتلقى الشارع الرياضي الفلسطيني الخبر؟

تماماً وكما هو حال السعوديين اليوم لا ضمانات من الفيفا في أن لا تطبق عقوبات على الاتحاد الفلسطيني بنقله المباراة خارج فلسطين وبمخالفته قوانين الفيفا بالرضوخ لتدخلات السياسيين في شؤون الرياضة، فلم يعد سراً أن أعلى سلطة سياسية في البلدين تعملان على ايجاد حل لهذه المسألة من خلال اتصالات وزيارات متكررة منذ أسابيع، أي أن ما يخشاه السعوديون اليوم، على الفلسطينيين أن يخشوه غداً، بإيقاف النشاط الكروي في بلادهم، ومواجهة خطر خسارة عمل السنوات الأخيرة والانجازات غير المسبوقة، وفي أخف الأضرار خسارة الملعب البيتي الذي انتزعه الفلسطينييون من الفيفا بشق الأنفس، أما هناك في الامارات العربية فلن تنتابهم إلا مشاعر خيبة الأمل مما فعلوه بقدومهم للعب في فلسطين دعماً لحق الفلسطينيين باللعب على أرضهم بل وسيجدون أنفسهم وكأنهم ذهبوا للتطبيع مع اسرائيل باعتبار أن عدم الذهاب لفلسطين كان خياراً قبل مجيئهم والدليل أن السعودية لم تفعل، وينطبق ذات الأمر على الاتحاد الماليزي الذي لن يتردد في المطالبة بذات الامتياز الذي حصل عليه السعوديون باعتبار أن ماليزيا بلد اسلامي لا يعترف بإسرائيل وليس لديه تمثيل دبلوماسي فيه ومن حقه أيضاً أن يقاوم التطبيع.

أما في فلسطين فمن بطل قومي متمسك بحقوقه لدى شريحة كبيرة من شعبه سيتحول الرجوب إلى خائن باع حق وطنه وسيادته ورضخ لسطوة النفوذ أو ربما المال وسيسألونه قبضت كام يا رجوب؟ سيخسر الرجوب دعم وتعاطف جل الشارع الرياضي الفلسطيني الذي سيتذكر أيضاً أنه سحب طلب إيقاف عضوية اسرائيل من الفيفا قبل أشهر قليلة بطلب من عدد كبير من المتنفذين في امبراطورية كرة القدم كما وسيجد خصوم الرجوب السياسيون سبباً آخر لتشويه صورته واتهامه بالتلاعب بحقوق شعبه.

لا أدعي أنني أعرف إجابة السؤال الذي طرحته في مقدمة مقالي هذا، لكنني ومن واقع التجارب السابقة أستقرئ ما سيحدث لكن بقلق وحيرة، حتى تمنيت لو لم توقع القرعة السعودية في مجموعة فلسطين حتى لا أرى مشهد قطيعة مع بلد عربي مسلم يعيش في وجداننا، وشعب عزيز كريم نحبه سيكتب التاريخ أن سببه كان مباراة كرة قدم لم تلعب.

مواضيع قد تهمك