شريط الأخبار

العملة: تشكيل منتخب وطني لألعاب القوى على رأس اولوياتنا والهدف تحقيق الانجازات المرجوة

العملة: تشكيل منتخب وطني لألعاب القوى على رأس اولوياتنا والهدف تحقيق الانجازات المرجوة
بال سبورت :  

رام الله- أجرت الحوار عبير البرغوثي/ يربط العديد من الكتاب والمؤرخين موضوع الرياضه والبناء الجسدي على اساس المنافسات المنظمه الى المرحلة الاولى من الحقبة اليونانية من التاريخ البشري، ولعل ذلك يعيد للاذهان اهمية هذا الارتباط ليس من باب دور اليونانيين المجرد، وانما في طبيعة المرحلة التي اشتهرت بها تلك الرياضات، ففي أوج النضج الفكري والفلسفي والصحة العامه للمجتمع كان هناك مساحة كبيرة للرياضه، وهذه حقيقه ينبغي علينا التوقف امامها، فالمجتمعات السليمه هي التي تولي كافة مركبات بنائها الاهتمام المتوازن وتخصص لها الموارد اللازمه للتميز والابداع.
وفي حالة اتحادات العاب القوى، فانها تنطوي على مسارين: الاول بنية المؤسسات باعتبارها الحاضنه للتطور المنظم، وتتطلب توفير المخصصات المتنامية لابداعها، والثاني يتمثل بتطوير فكر وممارسة الالعاب التي تندرج تحت مظلة العاب القوى واشاعة الاقبال عليها في اوساط المواطنين، باعتبار ذلك الوسيلة المباشرة لزيادة الممارسين وتعظيم تدافع المنخرطين وتحسين قدرة الاتحادات على الاختيار من بين عدد يتزايد من فترة لاخرى.
في كل دورة اقليمية ودولية من العاب القوى التي باتت تحتل اهتماما متزايدا من قبل الشعوب والحكومات، تحتفل البلدان التي يحصد لاعبوها وفرقها الجوائز ويتصدرون منصات التتويج، فيما تبقى البلدان التي ترفع شعار المشاركه من أجل المشاركه في موقع المتفرج على تقدم وانجازات غيرهم، نظرة اصبحنا نقرأها في أعين العديد من اللاعبين، وأسئلة تدور في خاطرنا جميعا، اين نحن من تلك المنصات؟ وكيف الطريق لان تكون ألعاب القوى في حالتنا الفلسطينية طريق لاضافة ابتسامات الفرح بالنصر للاعبينا ومؤسساتنا ذات العلاقه؟ وما هي متطلبات بناء المؤسسات القادره على هذا الانجاز؟ وما هو دورنا في اسناد عملية البناء والاعداد ومؤازرة اللاعبين ومؤسساتهم؟
حالة العاب القوى، مؤسساتها, ومختلف القضايا ذات العلاقة بهذا الجانب من حياتنا الرياضية كانت موضع حوار مع اياد العملة رئيس اتحاد ألعاب القوى الفلسطيني:

اتحادات تعمل بالفطرة..
في بداية حديثه تطرق العملة الى بداية تأسيس الاتحاد التي تعود الى العام 1964 مقتصرة انشطته على الالعاب الفردية دون الجماعية ومنها العدو، الكتلة، رمي القرص، الوثب الطويل، الوثب العالي، الرمح، الزانة.
من جانب آخر اكد العملة قائلا: "قبل مجيء اللجنة الاولمبية برئاسة جبريل الرجوب كانت الاتحادات الرياضية تعمل بالفطرة والدليل افتقادنا عند عمل اي نشاط رياضي معين لأية ترتيبات فنية ولوجيستية، وبالتالي افتقادنا لتحقيق النتائج المتميزة".
وعند سؤال العملة عن اسباب تراجع هذه الاتحادات وعدم مواكتبها لأية تطورات رياضية عالمية ودولية اوضح ان السبب الرئيس يعود الى انه ومنذ 20 عاما لم تشهد الاتحادات اية انتخابات على الهيئات الادارية داخلها الأمر الذي عمل على ترهل الرياضة الفلسطينية كيف لا وكل اتحاد يعمل بقدراته الذاتية مفتقدا لأي دعم من اية جهة سواء من وزارة الشباب والرياضة او من جهة الاولمبية السابقة. مشيرا الى ان رؤساء الاتحادات كانوا يأخذون على عاتقهم الشخصي جلب مساعدات خارجية خاصة من القطاع الخاص الى جانب بعض المساعدات والدعم الذي كانوا يتلقونه من الرئيس الراحل الشهيد ياسر عرفات.

انتخابات وتصويب اوضاع
استكمالا لما سبق وحول بداية النهوض بأوضاع الاتحادات الداخلية والخارجية ومحاولة تصويب اوضاعها اداريا وفنيا وحتى ماديا قال العملة: بعدما اقرت وزارة الشباب والرياضة عمل انتخابات لكل الاتحادات والتي جاء في مقدمتها انتخابات اتحاد كرة القدم ومن ثم الانتقال الى باقي الاتحادات تحضيرا لانتخابات اللجنة الاولمبية. من هنا يمكن القول ان الاتحادات الرياضية بدأت تأخذ الطابع الرسمي في عملها من خلال ترتيب اوضاعها الداخلية فنيا واداريا وماليا. وفي خضم حديثه اكد العملة ان الحراك الرياضي من كافة جوانبه الفنية والادارية الذي قاده اللواء جبريل الرجوب من خلال موقعه كرئيس لاتحاد كرة القدم واللجنة الاولمبية كان له عامل التأثير القوي والنفسي على باقي الاتحادات ما أدى الى صعود منحنى عملها نحو التطور والنهوض.

انجازات دون تميز
من الطبيعي ان يكون لكل اتحاد رياضي انجازات على الصعيدين المحلي والدولي ولكن القصة هنا مختلفة عندما اكد العملة انه لم يتم في تاريخ اتحاد ألعاب القوى تحقيق انجازات لها طابع مميز اذ كانت فعالياته مقتصرة فقط على المشاركة في البطولات من اجل تثبيت الاتحاد ورقمه في الاتحادات الدولية على الصعيدين الدولي والعالمي. وكما اوضح العملة فان هذه النتائج اساسها انعدام الدعم الحقيقي من قبل القائمين على الاتحاد سابقا والذي كان بأمس الحاجة اليه لتحقيق الانجاز الذي تحتاجه الرياضة الفلسطينية وخاصة في مجال ألعاب القوى.
ولكن على الجانب الآخر وحتى لا نبقى مكتوفي الايدي - والكلام للعملة - فقد تم بعد الانتخابات ضخ دماء جديدة في جسم الاتحاد من خلال انتخاب سبعة اعضاء من أصل تسعة من الاداريين الجدد والذين شكلوا خلية عمل حقيقية بدأت عملها بوضع مخططات واهداف لتطوير الاتحاد اداريا وفنيا ولكن في الوقت نفسه لا نقلل من أهمية دور الاعضاء السابقين فقد أدوا رسالتهم بشرف ومهنية عالية. ولم يخفنا العملة القول انه وعند قدوم الهيئة الادارية الجديدة كان الاتحاد عبارة عن هيكل ولم يكن يضم سوى 6 لاعبين من اريحا فقط وكان وقتها يهتم بهم المرحوم يوسف حمادنة رئيس لجنة المنتخبات في الاتحاد والذي لولاه لما كان هناك اصلا العاب قوى وعلى خطاه بدأ الاتحاد بوضع مخططات جديدة في رحلة النهوض والتي تتكون من ثلاثة أسس رئيسة هي:
1- تشكيل لجان مساندة في جميع المحافظات.
2- عدم تهميش المرأة حيث تم اضافة عضوتين من الاخوات في الاتحاد وهن مريم الحنثاوي من جنين ونادرة الحلبي من بيت لحم وذلك ايمانا ما بأهمية اشراك المرأة الفلسطينية في كافة القطاعات وخاصة الرياضية منها.
3- تصويب وضع الاندية داخل الاتحاد اذ ان النادي لا يمكن ان مسجلا في الاتحاد الا بعد تقديمه كشف بأسماء اللاعبين المسجلين في النادي.
4- اتخاذ قرار بالاجماع لوقف المشاركات الخارجية لعام 2009. وذلك لاننا بصدد اعداد منتخب وطني لالعاب القوى يكون ممثلا للاتحاد داخليا وخارجيا.
وعودة الى اللجان المساندة فقد تم بعد تشكيلها انهاء كافة الاستعدادات للبطولات المحلية في المحافظات تجهيزا للبطولة المركزية التي ستعقد من 12 - 13 آب على ملعب "ترمسعيا". وتحقيقا لذلك فنحن نعمل اليوم على تشكيل المنتخب الوطني من جميع المحافظات حتى يتم اشراكها دون استثناء في البطولة المركزية.

المنتخب الوطني الأسس والأهداف
وكتفصيل اكثر لتشكيل المنتخب الوطني واعداده شرح العملة طبيعة خطوات التأسيس وبدايتها ان المنتخب سيضم كافة المحافظات وجميع الالعاب الفردية لالعاب القوى. وبالنسبة لعدد اللاعبين من ذكور واناث سيتم التقيد بالعدد الذي ستفرزه البطولة والذي من المتوقع ان يبلغ 150 لاعبة ولاعبا سيشاركون في تشكيل المنتخب مستقبليا. اذ ينوي الاتحاد-والكلام للعملة- وضع خطة حقيقية لهذا التأسيس لاعداده وتأهيله, حيث ستأخذ اللجنة على عاتقها الأخذ بيد هذا المنتخب نحو التطور من خلال تخصيص معسكرات تدريب داخلية وخارجية باشراف مدربين مختصين يملكون كفاءة عالية في التدريب. والذي سيعود على الاتحاد بتحقيق الانجازات التي سترفع اسم فلسطين عاليا في المحافل الرياضية الخارجية. لا سيما بعد ان قام الاتحاد بفتح خطوط مع الاتحادات العربية وعلى رأسها الاتحاد العربي الالعاب القوى والاتحاد الاردني والاتحاد السعودي برئاسة الامير نواف بن عبد العزيز الذي شجعنا فنيا لتشكيل هذا المنتخب وقدم مساعداته وتعاونه بصدد بتشكيل معسكرات تدريب في المملكة السعودية.
واستكمالا للحديث حول المنتخب الوطني لما لتشكيله من اهمية في الارتقاء بعمل الاتحاد اكد العملة ان اختيار ابطاله سيتم ضمن معايير تخص نظام الجهاز الفني داخل الاتحاد بالتنسيق مع لجنة المنتخبات التي ستقوم باختيار اللاعبين عند عمل بطولات داخلية وحسب الرقم الذي يحققه اللاعب. كما نوه العملة الى ان اقبال اللاعبات على المشاركة في العاب القوى تعد عالية جدا كما انهن قادرات على تحقيق الانجازات المحلية والخارجية ومن هذا المنطلق سيكون اهتمامنا بالاناث يساوي تماما اهتمامنا بالذكور.

ترتيبات فنية ولوجيستية
على صعيد آخر حمل العملة اللجنة الاولمبية السابقة ووزارة الشباب والرياضة مسؤولية انعدام تجهيز الاتحادات بالاعدادات اللوجيستية اللازمة لتحسين مستوى العمل قائلا:"اننا نعاني حتى الآن وبعد مرور هذه الفترة الطويلة على نشأة الاتحاد من عدم وجود مضمار لالعاب القوى على الاقل. ولكننا في الفترة الحالية تلقينا من الاولمبية برئاسة اللواء الرجوب وعدا حقيقيا في الفترة المقبلة لاعداد مضمار وذلك ايمانا من اللواء ابو رامي بأهمية نشاطات اتحاد العاب القوى بشكل خاص والرياضة الفلسطينية بشكل عام.

أين غزة على خارطة الاتحاد؟
بالنسبة لعلاقة الاتحاد مع غزة وما هي الاستراتيجية المتبعة مع القطاع اكد العملة ان العلاقة مع غزة جيدة ولكن ما يمنع التواصل هو البعد وعدم معرفة اعضاء الاتحاد في الضفة وغزة مع بعضهم البعض الأمر الذي يعيق عمل استراتيجية حقيقية داخل الاتحاد تجمع بين الطرفين. مؤكدا وجود بعض المعنيين بتخريب العلاقات بيننا وبين الاخوان في غزة ولكن من هنا اؤكد انه سيكون هناك تعاون اكبر في المستقبل انشاء الله.
وفي نهاية حديثه وجه العملة رسالة خاصة الى الأندية الرياضية التابعة للاتحاد في المحافظات الشمالية بضرورة تصويب اوضاعها وتسجيل العاب اللاعبين حتى يتمكن الاتحاد من تصنيف الاندية وبالنسبة للاندية التي لا التي لا تضم لاعبين ولا تستطيع ان تكون مسؤولة عن تدريبهم فبكل اسف سيت التوجه اليها بانذار فوري بهذا الخصوص.

ومن هنا فان العملة يدعو جميع الاندية في الضفة الى الالتحاق بالاتحاد, فابوابنا مفتوحة للاندية على شرط ان يكون لدى كل نادي لاعبين العاب قوى الى جانب جهوزيته للاشراف على تدريبهم وشريطة ان يكون هناك موافقة من مجلس ادارة الاتحاد بخصوص التنسيب.

مواضيع قد تهمك