شريط الأخبار

أمين سر اتحاد كرة الطاولة جمال المغربي: حرب الكراسي يجب أن تنتهي

أمين سر اتحاد كرة الطاولة جمال المغربي: حرب الكراسي يجب أن تنتهي
بال سبورت :  

القدس- عريب النشاشيبي/ في سباقه مع الزمن، كان واحداً من أولئك الذين يحاولون هيكلة الاوضاع وفق رؤية تحقق آمال وتطلعات اللاعبين، فنهض من بين ابطال الملاكمة واضحى واحداً من مؤسسي اتحادها، كان لصراحته أعداء، ولأستقامته اصدقاء، ولكن ما كان يجمعه بكل ذلك، أنه صاحب فكر عميق، وتخطيط سليم، فما كان من تحضيرية الاولمبية الا أن شدت رحالها ووضعت له كل الضمانات، ليكون ممثلاً للقدس بكل أنديتها ومراكزها ومؤسساتها ، فيه خصال العباقرة، ولجديته في عمله وما قدمه منذ أن دخل الاتحاد الجديد ليحصد في الانتخابات أعلى الاصوات، وكأن الجميع عبر ذلك يقول: نحن مع التغيير القادم بهيئة هذا الرجل.. جمال المغربي.. أمين سر الاتحاد في حوار صريح ومريح.. أجاب باسهاب عما راودنا من اسئلة بهذا المضمار..

أول جلسة للاتحاد.. تخرج منها بعتاب؟

بعدما اكتسحت الجميع، ونلت اعلى الاصوات، كان لزاماً علي أن اركز مجهوداتي في خدمة هؤلاء الرياضيين الذين وضعوا ثقتهم ومنحوني اصواتهم، وعندما تجد أن الامور يجب أن تؤخذ بالتروي، لاحداث تغيير جوهري، رفضت منذ البداية أن أكون "تابعاً" لاي كان، فنهضت من مكاني وتركت مقعدي لاني بصراحة لست ممن يقبل الاملاءات في موقعه، بل يجب أن أكون كما أنا، جمال بتواضعه، ولست كغيري..

الاولمبية الفلسطينية، غيرت الرئيس المنتخب، وتحضيريتها منحت الرئاسة لغزة؟

لنكن واقعيين في الطرح، اللواء جبريل الرجوب أحدث ثورة في عالم الرياضة، منحنا مكانة عالمية، رتب أوضاع كرة القدم وأوجد لها كياناً خاصاً يسيطر على أدائها، واليوم يقوم بأعمال كبيرة جداً، يجب علينا أن نمنحه مزيداً من الوقت لكي يستطيع لملمة أوراقه المبعثرة جراء الكم الهائل من الضغوطات من حوله، واتحاد كرة الطاولة واحداً من الاتحادات النشطة والفعالة، والتي يجب أن يكون مستقراً حتى يستوعب التحديات المرافقة لعمله، وفي موقعنا الرياضي، وخارطتنا المبعثرة أوراقها، يجب أن تؤخذ بعض القرارات "بارتجالية" تجاوزاً لبعض الامور التي تعكس حالة من الفوضى في أداءنا، ببساطة شديدة، اللواء الرجوب طبق ما توارثه من تحضيرية الاولمبية لانه بخبرته وجديته، ومنطقه كرجل تقلد عدة مناصب هامة في الوطن، وجد أن التغيير يجب أن يحدث، وأن ذلك يتطلب بعض التضحيات، وقد يقع البعض في المحظورات، ان كنا نبحث عن التقدم، يجب أن نتجاوز القانون، لان الامور لن تسير وفق المنظور القريب، بل تحتاج لبعد في التخطيط.. وهذا ما ترجمه اللواء الرجوب بقراره السليم.

البعض في الاتحاد، ما زال ينادي بتطبيق القانون، ومرجعيته في ذلك الانتخابات وما أفرزته من نتائج .. كيف تفسر اذن الانقسام في الرأي بين مؤيد ومعارض لقرار تغيير الرئيس؟

بداية أنا أحيي كل رجل يأخذ على عاتقه مهمة التغيير، لان التغيير في حد ذاته، يعتبر انجازاً مسبوقاً بالعمل، الاولمبية بقرارها القاسي بحق الرئيس "السابق" قد استندت لبعض الوقائع التي يعرفها من عاصر الاتحاد عبر سنوات عمله، وهي أمور لا يمكن أن تكون "علنية" في الطرح، بل يجب أن تبقى في دفاترنا حيث السرية لانها من محاضر الجلسات، وأنا لست هنا في موقف مدافع عن قرار التغيير، بل لاني أرى كغيري أن المناصب والكراسي يجب أن تتحرك وتتجدد ، فلسطين عامرة بالرياضيين ويجب أن نعطي البعض الفرصة لتقديم نفسه، لا أن نبقى كما نحن، متشبثين بتلك المناصب، ونغدو كزعامتنا العربية، يتوارثها الابناء من بعد الاباء، هي أمور طويت عند الجميع، ويجب أن نواكب ذلك التغيير، بل أن نبدأه بنفسنا أولاً.. ان كنا ننشد التقدم للامام.

اذن، لنحيي الرئيس الجديد.. ماذا يستطيع أن يقدم للاتحاد وهو بعيداً عن أرض الواقع.. في غزة العزة والكرامة، هل يمكن أن يعمل عن بعد.. أتقبلون أن تتحركوا بتعليمات عبر الهاتف؟

لن تأخذني بهذا السؤال الى مناطق محظورة، الحركة الرياضية عامة في بلدنا، تخضع لعدة اعتبارات، وليس على صعيد كرة الطاولة تحديداً، الجميع يعيش الحالة السياسية الراهنة، عزل تام للمحافظات، حصار، تجويع، تشتيت، هدم وترحيل، كلها أمور اضحت واقعاً يومياً نعيشه ونتلمس نتائجه على الارض، اللواء محمد جودة، انسان متواضع في طرحه، وهو صاحب نظرية "الرأي للجميع"، هو دائماً ما يتواصل معنا، ويحاول قدر المستطاع أن يمد يد العون، لكننا لن نطلب منه أن يأتينا بطائرة حربية ليواكب النشاطات، هو منا، ويجب أن نسانده كما نتعاطف مع اخواننا في غزة، المطلوب من الجميع التضحية من أجل أن تبقى المسيرة داعمة للامام، لن يتوقف العمل عندي أنا أو غيري، بل ترى في الاتحاد الجميع يعمل، ويضحي من وقته ويدفع من جيبه من اجل أن تبقى المسيرة قائمة، لاننا ببساطة ان توقفنا، فقد انتصر عدونا علينا وحقق ما يصبوا اليه في جعلنا متأخرين عن العالم.. وهذا هو سر بقاءنا صامدين..

نعود لزيارتك الأخيرة للآردن ماذا حققتم في عمان؟

أولاً بدأنا بفتح آفاق جديدة مع الاخوة الاردنيين، هم استمعوا لنا ورحبوا بنا، وكانوا يرددون دائماً عبارة واحدة "الرغيف نقسمه بيننا وبينكم" .. هذا التحضر في الكلام، يجب أن يحملك لابعاد كثيرة، هم ليسوا بمعزل عما يجري في وطننا، بل يتألمون لنا، وعندما طلبنا منهم أن نبدء بوضع الخطط، كانوا جاهزين بكل المقاييس، لا يمكن لنا أن نهضم حقهم في الشكر على كل ما لمسناه في هذه الزيارة، قدموا لنا تبرعات "طاولات" ورحبوا بفكرة استضافة منتخب الناشئين، ودورات للمدربين، وللحكام، واقامة مباريات ودية في عمان مع أكبر الاندية، كلها أمور استعدوا لها بترحاب.. الا يعتبر كل هذا انجازاً..

هل ستبقى على الحياد، لحين البت في قضايا الاتحاد الساخنة؟

شخصياً أنا مراقب لكل ما يجري، لكني على الحياد، أتابع نشاطات الاندية في القدس، تقدمنا بخطوات نحو تفعيل أندية القدس على مستوى الفتيات، بدأنا بالاعداد للتدريبات وقمنا بزيارة المدارس، بانتظام، ولا ننسى الدور الكبير والمساند من اللاعب القدير فؤاد المغربي الذي استقطع من وقته الكثير لتدريبات الفتيات، واليوم نفتخر بأن نقدم لاندية القدس فريقاً للفتيات وهو الاول محلياً، وبالنسبة للناشئين فمساندة القدس لا تدخر جهداً بين الحين والاخر في اقامة بطولات داخل وخارج القدس، علماً أن وفد من فريق الناشئين شارك في سنغافورة ببطولة الشباب، وقريباً سيسافر الى مصر يعقبه عدة فعاليات في الاردن، اقدم كل الدعم لتطوير اللعبة، مستعد للذهاب الى أقصى الحدود من أجل أن يأخذ الجميع حقه في البطولات، لتبقى الحرب كما هي، أو تنتهي، هي شأن داخلي بين الاعضاء، ولكني لن أتوقف أو اسمح لاحد أن يوقف مسيرتي مهما كان، من يرى أنه مستعد للعمل والابتعاد عن تلك المهاترات سيجدني معه، ومن يظن أني سأتجه نحو الكلام، فهو مخطىء، العمل ما يجمعنا، والكلام عادة يفرقنا، اذن لنتابع ما بدأناه وعاهدنا أنفسنا أو نكون أوفياء له، الرسالة واضحة، ولا مجال للمزايدات.

ستذهبون الى مصر؟

بالتأكيد هي غايتنا، نحن نمد جسور المحبة والتعاون مع الاشقاء العرب، لن نكون كغيرنا منطوين على انفسنا، ونتباهى بالبطولات، كلما فتحنا باباً للوصال، بنينا جسراً نحو الخارج، الطريق طويلة، وفيها متاعب، وعلينا تحملها، لكني أؤكد للجميع أننا كاتحاد منتخب لن نسمح لاي كان، تحت أي مسمى أن يعكر تلك المسيرة، نحن ماضون بقوة لاننا تأخرنا كثيراً، وضيعنا وقتاً على اشياء فارغة، هؤلاء اللاعبين يحتاجون لان يكونوا كغيرهم في هذا العالم، يقدموا ابداعاتهم، ومن يدري لعلنا يوماً نصبح عنواناً لشيء كبير، اذن، علينا مهمة ، وفيها كل الخيارات مفتوحة، اما العمل من أجل كل شيء، أو خسارة كل شيء، لا مجال للعب على الحبلين، هذا منطقي وعلي أن أكون جاهزاً دائماً للدفاع عنه.

مواضيع قد تهمك