شريط الأخبار

المدارس أولاً....

المدارس أولاً....
بال سبورت :  

اياد عودة الله- شعفاط

لا شك أن رعاية المواهب الرياضية في مهدها من أهم مبادىء التخطيط بعيد المدى والذي تحرص عليه كافة الدول التي تؤمن أن الرياضة في حقيقتها أكبر من مجرد بطولات وتتويج ، ويظهر ذلك من خلال النوادي والمدارس الرياضية المتخصصة والتي نفتقدها بشكل كبير إلى الآن ،فهي لها دور كبير في تنشئة أجيال متعاقبة وتربيتها على أسس متينة ، لكن الأهم بالفعل والذي لمسته من خلال تجربتي الأكاديمية القصيرة هو في المدارس النظامية وليس الرياضية بالذات .

الصين أنموذجاً

ذلك الاسم الذي طالما استوقفني دائماً في البطولات الدولية والأولمبية والذي نقش اسمه دائماً على الذهب والفضة والبرونز ، ودفعني إلى سؤالٍ لاهثٍ لاهبٍ لأعرف السر وراء تفوق هذا التنين وخصوصاً في الألعاب الفردية وحصده للأخضر واليابس ، بحثت طويلاً فوجدت أن البداية لم تكن من الأندية أو الاتحادات الرياضية ، بل كانت من على المقعد الدراسي ، هناك حيث يمكث الطالب ساعات عدة وراء المقعد يتلقى بذور علومه الأولى ، ويمكث بعدها في المدرسة ولا يعود إلى البيت متلهفا هارباً من يوم دراسي طويل كما الحال لدينا ، بل يتأهب ليبدأ يوماً آخر من نوع مختلف ، فستتحول المدرسة بعد قليل إلى صرح رياضي كبير ، حيث يتناول الطلبة وجبة الغداء وبعدها ينطلق كل إلى رياضته المفضلة حيث ملاعب الكرة والسلة والمضمار وبرك السباحة وغيرها من مختلف الرياضات ، ويتعلم الطالب أسس رياضته التي اختارها، فهكذا تصنع المواهب ، وهكذا يحب الطالب مدرسته ويجد في دراسته، ويكون طبيبا أومهندسا وبطلا رياضيا في الحين ذاته .

في الحقيقة ، كل هذا يبدو صعب التطبيق في بلادنا حيث لا تتوافر الامكانيات لتحويل المدارس إلى صروح رياضية ، فبالكاد يجد الطالب مقعداً ليجلس عليه حتى نوفر له بركة للسباحة ، ومعلم التربية الرياضية ينتظر انتهاء الدوام ليستريح في بيته بعد يوم عصيب وخمس حصص رياضية على الأقل ! فكان الحل أن تقوم الأندية الرياضية المتخصصة والتي تهتم بالالعاب الفردية بالذات برعاية المدارس المحلية والاستثمار فيها ، وعقد دورات ونشاطات تدريبية لمختلف الرياضات بعد انتهاء الدوام ، فتكون قد جنت أكثر من مربح في الوقت ذاته، فهي تقوم بتربية جيل رياضي ناشئ، وتسهم في تفريغ طاقات الطلاب في الرياضة وتبعدهم عن سلوكيات وممنوعات الانحراف " وما أكثرها " اضافة إلى أنها تبني ذاتها حيث يكون الطالب منتمٍ للمدرسة والنادي في ذات الوقت ، فضلاً عن المكسب المادي وغيره والذي نفترضه سلفاً في أسفل قائمة التطلعات .

فمن هنا ، ادعو كافة الأندية الرياضية في مختلف المحافظات لتلحق بالركب وتسير على هذا النهج وبالذات في الالعاب الفردية وفنونها القتالية ، ودعوة أخرى إلى المدارس لتفتح أبوابها أمام الأندية ، فلعل وعسى أن ننهض قليلاً من سباتنا العميق ، ونجذب الطالب إلى مدرسته ونحد من نسب التسرب والتسيب ، هذا كله على أمل قريب في يوم ما ، أن تتحول مدارسنا إلى أندية ، وأنديتنا إلى مدارس .

مواضيع قد تهمك