شريط الأخبار

"السان سيرو".. والجمهور الحقيقي

السان سيرو.. والجمهور الحقيقي
بال سبورت :  

منتصر ادكيدك/ شبكة بال سبورت

الاسبوع الماضي شاء الله أن اكون في ملعب السان سيرو لمتابعة مباراة الانترميلان وشقيقه الايطالي لاتسيو في مباراة ضمن الدوري الايطالي، وهناك كتب القدر بأن التقي برئيس النادي صاحب الارض ماسيو موراتي الذي عندما علم بوجود وفد فلسطيني بالملعب تأثر كثيرا وعانق اعضاء الوفد بشكل جنوني.. هناك شعرت مدى محبة العالم لإسم فلسطين وتأكده من معرفتهم بما يدور على ارض فلسطين، وما عزز ذلك هو انتقال القمرة الخاصة من قلب الملعب بايعاز من المخرج لتصوير ( الشارة) الخاصة باسمي والتي كتب عليها اسم فلسطين ليراها جميع الذين شاهدوا اللعبة في ذلك اليوم، هذه التصرفات ليست غريبة على الشعب الايطالي الصديق، وله سوابق كثيرة في هذا المجال.

ان ما اردت الحديث عنه هو الجمهور الايطالي الغفير الذي حضر لمتابعة المباريات في الملعب، وطبيعة تصرفاته والاسلوب الحضاري الذي دخل فيه ارض الملعب وخرج فيه، وكيفية التشجيع والهتاف..

هناك في الطابق الثاني كان عدد الحضور أكثر من30 ألف متفرج يحملون الرايات والاعلام الكبيرة التي رسم عليها شعار الانتر ويهتفون بأسماء لاعبيه بشكل حضاري لا تجد فيه اي مشكلات او الفاظ غير مقبولة، هناك تتفاعل مع كل صوت وحركة، ومع كل صرخة تشعر بأن المباريات قد انطلقت في لحظتها لتجدد نشاطك بالمتابعة والتشجيع، والأجمل هو جمهور الفريق الضيف لاتسيو، الذين جلسوا بالمكان المخصص لهم يحملون الرايات الخاصة بهم ويهتفون باسم ناديهم وكأنهم في قلب ملعبهم الخاص.. لتشعر هناك بأن عددهم أكبر من جميع الحضور، ولكنهم لم يتجاوزوا الخمسة آلاف مشجع.

هناك كانوا يهتفون ويلوحون ويتقبلون الأهداف التي اصابت شباكهم بدون اي حجارة ترمى وبدون صوت العصي والكلمات الغير مقبولة والغير اخلاقية.. نعم كان رجال الأمن يغلقون المنافذ التي يجلسون فيها تخوفا من اي مشكلة، ولكن كانوا يتابعون بالشكل الحضاري ليمارسوا حقا جميلا بالتشجيع والتفريغ عن النفس.

والاجمل ما صنعه ذلك النجم المسلم سليمان مونتاري عندما سجد في ملعب يتواجد فيه قرابة الخمسين الف متفرجا من جميع ايطاليا ، بالاضافة لأكثر من300 صحفي جاءوا من جميع بقاع الأرض لمتابعة المباراة، هنالك تقبل الجميع الامر لانه يعبر عن نفسه ولأن العنصرية باتت لا تجد مكانا لها في ايطاليا الان.

بالنهاية اكتب هذه الكلمات آملا أن تنتقل نفس الصورة والأحداث إلى بلدي فلسطين لكي نثبت للعالم بأننا شعب يحب التطور والحضارة والرقي في عالم الرياضة وفي جميع مناحي الحياة، وشعب يستحق الحياة، هنا لا اذكر فلسطين بالسوء او المشجع الفلسطيني، ولكن اقصد بأن المستوى الذي وصلت إليه الشعوب الآخرى في التعامل مع اللعبة على مدار اعوام طويلة.. لم نصل إليه في فلسطين لأن فريق عمره مائة عام وجمهور عمره أكثر من المئة عام لا بد بأنه يتعامل مع الكرة المحلية بخبرة أكبر سواء إن كان بالأساليب المستخدمة او من خلال الهتافات واللوحات الجميلة التي ترفع بشكل منظم وبدون نسبة 1% من الأخطاء في ارض الملعب.
اقولها وبشكل جدي بأنني لم أكتب هذه الكلمات انتقادا وإنما أكتب لكي نستفيد جميعا من الموقف الايطالي والاسلوب الايطالي بالتشجيع ومحبة الكرة العالمية.

مواضيع قد تهمك