الإعداد المنهجي للفكر التحكيمي
الحكم جواد عاصي- بيت لقيا
التطوير مفهوم حضاري تسعى إليه الأمم المتحضرة و نحن بحاجة ماسة إليه و خاصة في كرة القدم لنستطيع التعامل بجدية مع التحديات التي أضحت حقيقة واقعة في عالمنا إن هاجس التطوير و التحديث بسبب إدراكه العميق لأهمية و إستراتيجية هذا المنحى لذلك من الواجب علينا مراجعة ما حققناه و إدراك ما فشلنا في تحقيقه لرسم سياسة التحديث و التطوير على مدى السنوات القادمة محللين بدقة واقعنا التحكيمي دارسين أولويات التحديث و المشاكل التي نعانيها من خلال مشاركة الجميع في رسم سياسة التطوير برؤية حضارية عميقة بعيدة عن الأنانية أو النفعية .
و تفعيل الطاقات و رفع درجة الوعي و الإحساس بالمسؤولية الوطنية لوضع استراتيجيات عمل يمكن الرهان عليها على المدى البعيد و من هنا لابد من تحويل جهودنا و إمكانياتنا و أفكارنا و طموحاتنا إلى عمل جاد و مبرمج يدرك بشكل أساسي أن غاية التطوير و أهدافه و حتى أداته و تسريع خطواتنا لذلك عملية التطوير هدفها الأساسي هو الوصول بالحكم الفلسطيني الى التألق محلياً و الحضور عربيا وقاريا و ذلك من خلال :
* حكم واعي مثقف نزيه في فكره و أهدافه و ممارساته يمتلك إدارة العمل الجاد بدأب و مثابرة في تحقيق ذاته ليشكل حلقة متطورة في جسم التحكيم الوطني المتقدم .
* لجان فرعية للحكام على امتداد الوطن تنتفض على واقعها و إمكاناتها المحدودتين و تسعى جاهدة لتحديث أساليب عملها الإداري و الفني معتمدة على العلم و المعرفة المقرونة بالشجاعة و النزاهة و الصبر .
* لجنة رئيسية ترتقي إلى مستوى طموحاتنا المشروعة بتحكيم فلسطيني متألق باعتبارها المسئولة الأهم عن عملية التطوير و النهوض بمستوى التحكيم الوطني و الانتقال به إلى العالمية بإطار من الممارسة الأخلاقية الممزوجة بشعور عالي بالمسؤولية الوطنية التي تتجاوز الانتماءات الجغرافية و المصالح و العواطف الشخصية معتمدة على أسس و مبادئ علمية واضحة في التخطيط و التنظيم و التحضير و التوجيه محولة السياسة المرسومة إلى عمل كفؤ بحدود موضوعية إلى تحقيق أقصى نجاح بأقل وقت و تكلفة ممكنة.
فإن تطوير التحكيم يحتاج منا جميعاً حشد كل الطاقات و الإمكانيات الوطنية و الأخلاقية لدفع مسيرته نحو الحداثة و التطوير وإلا تأخر في الوصول
فان اغلب المساعي للتطوير للجان الحكام المتعاقبة كانت بفكر واحد والية عمل تتناسب مع زمن ضعف الإمكانيات المادية وتوفر المواهب لكن ما تواجه الآن اللجنة الرئيسية للحكام يجعلها عاجزة عن تقديم العون للتحكيم والحكام وذلك بسبب التشتيت الحاصل بها وعدم وجود رغبة من الأعضاء للوصول إلى التحكيم عالي المستوى وشيبيه بمكان عليه سابقا وللإظهار هيمنة كل عضو على اللجنة مع الابتعاد عن العمل المؤسساتي وذلك من خلال خطة عمل وروزنامة ثابتة لاتتغير
وليكن بذهن الجميع أن تطوير التحكيم مهمة وطنية تحتاج إلى تظافر جميع الجهود وذلك من خلال
1. لجنة حكام متعاونة ومتفاهمة في ما بينها :
2. الاستفادة من الخبرات التحكيمية
3. الابتعاد عن الأنا والمحسوبيات والانتماء للمناطق أو الأشخاص او الأندية
4. رئيس للجنة لدية الرغبة بالعمل والتطوير مع أعضائه ولدية القدرة بالتواصل مع الاتحادات العربية والأسيوية والدولية
5. البحث عن سبل للتوفير الإمكانيات المادية من اجل تطوير التحكيم
6. العمل على تطبيق مفهوم وفكر الاتحاد الدولي والأسيوي في تطوير التحكيم
7. تحديث آلية العمل بحيث تصبح مواكبة للتطور العمل
8. أنشاء قاعدة بيانات لجميع مفاصل التحكيم معتمدين على أرشفة المعلومات
9. البحث عن سبل للتطوير ثقافة الفوز والخسارة لدى جميع مفاصل اللعبة
قد تكون متطلبات التحكيم كثير ولكنها ليست بالمستحيلة أن توفرت الرغبة لدى المعنيين بالوصول إلى الأهداف.