من السهولة الوصول الى القمة لكن من الصعوبة البقاء فيها
كتب حسام عزالدين/ رام الله
يسير اتحاد الكرة، من وجهة نظر عدد كبير من المراقبين، بخطى ثابتة نحو تثبيت الدرجات المختلفة للعبة كرة القدم، وفق مبدأ فتح باب المنافسة للجميع والبقاء للافضل.
فان كانت اندية وصلت الى مسعاها، سواء في البقاء في الدرجات الممتازة والاولى، ومن بعدها الدرجات الاخرى، وان كان الاتحاد نجح لغاية الان في قطع شوط كبير في فترة زمنية قليلة جدا، الا ان علينا التذكر دائما بانه من السهولة الوصول الى القمة اذا اجتهدنا لها، ولكن من الصعوبة دائما البقاء في القمة.
كثير من الاندية استعانت بلاعبي تعزيز لخوض غمار المعركة التنافسية التي حدد قواعدها اتحاد الكرة، وقد تكون بعض الاندية دفعت مبالغ مالية هائلة مقارنة مع ميزانيتها، في حين ان كثير من الاندية الاخرى لم تسعفها ميزانيتها للحصول على لاعبي تعزيز، واخرى قليلة جدا، لم تؤمن، تؤمن بجدوى استقدام لاعبي تعزيز وابقت المجال فقط للاعبيها، وحققت هذه الاندية انجازات بان بقيت في صفوف المقدمة مثلها مثل تلك التي استعانت بلاعبي تعزيز.
ليس المهم من وجهة نظري ان تتخطى الاندية الصعاب التي تواجهها في هذه المعركة، والوصول الى درجة معينة او البقاء في اخرى، لكن المهم ما هي بنية هذه الاندية التي تبقيها في دائرة المنافسة ليس في هذا الموسم فقط وانما في كافة المواسم الكروية. بمعنى ماذا اعدت هذه الاندية من استراتيجيات تبقيها في صدارة التنافس وليس فقط الاستعانة بلاعبي تعزيز لتثبيتها في سجلات الاتحاد وحالها على الارض لا تساوي شيئا.
الاجدى على كافة الاندية، سواء تلك التي ضمنت لها موقعا في دوري الاضواء او تلك التي تسعى لتحقيق شيء في الدرجة الاولى، ان توفر اموالها للاعبيها في الفرق المساندة، لان لاعبي البراعم والاشبال والناشئين هم اكثر اللاعبين تعزيزا للاندية من الناحية الاستراتيجية.
الكرة الفلسطينية لم تصل بعد الى مستوى الاحتراف، بمعنى ان يكتفي اللاعب بلعبة كرة القدم كمصدر للقمة العيش، بل هي بحاجة الى ضخ اجيال واجيال الى اللعبة حتى نصل الى مستوى الاحتراف، وبالتالي دخول هذه الاندية مستوى المنافسة الحقيقية، ليست بلاعبي التعزيز الذين يلعبون باسمها وانما منافسة بعدد اللاعبين الذين يمارسون لعبة كرة القدم في كافة الفئات لديها.
وقد تكون مبادرة اتحاد الكرة الى عقد ورش عمل ومناقشة للفرق المنافسة، شيء جميل، اذا ما اخذته الاندية على محمل الجد، لكن بتقديري ان على الاتحاد ان يشرع بتنظيم بطولات رسمية للفرق المساندة في كافة ارجاء الوطن، بحيث تكون هذه البطولات على اهمية لا تقل شانا من اهمية بطولة الدوري التصنيفي او الدرجات الاخرى.
ليس ذلك فحسب، بل ان مستوى تقييم الاتحاد للاندية التي تمارس كرة القدم، يجب ان يتم التعامل به بكل جدية وصرامة، بمعنى ان تتم محاسبة الاندية التي لا تمتلك فرقا مساندة، او لا تهتم ببنائها اذا لم تكن موجودة اصلا.
الجميع يعترف ويقر بان عدد الفرق التي تمارس لعبة كرة القدم في الاراضي الفلسطينية كثير جدا مقارنة مع العديد من الدول المحيطة، وقد يكون اتحاد الكرة بحاجة الى دوري تصنيفي اخر ليقلل عدد الاندية مرة اخرى وبالتالي نخرج بنوعية افضل للاندية التي تمارس اللعبة وتنافس اقليميا وعالميا.
والاندية التي لا تهتم بالفرق المساندة، بتقديري انه لا جدوى من وجودها، مهما وصلت على سلم التصنيف، لان الاندية التي لا تمتلك فرقا مساندة، ومهما وصلت على سلم التصنيف، فانها عاجلا ام عاجلا ستهوي الى القاع.