ليس كل لاعب ناجح مدرب ناجح
كتب تيسير جابر/ جنين
هل بالضرورة ان يحتفظ نجوم الكرة المشاهير بنجوميتهم وبريقهم ونجاحاتهم عندما يسلكون طريقا آخر أكثر صعوبة وهو مجال التدريب ؟ فالفارق بين اللاعب والمدرب هو ان اللاعب مسؤول عن ادائه وحده , بينما المدرب مسؤول عن مستوى الفريق كله بايجابياته وسلبياته ، وبالتأكيد يخسر المدرب مكانه واسمه الكبير كلاعب عندما يفشل في مهمته الجديدة ويخفق الفريق الذي يدربه في تحقيق النتائج التي يتمناها جمهور وادارة الفريق .
ونجوم الكرة الكبار منهم من حقق نجاحا باهرا في مجال التدريب ومنهم من سقط في هذا الامتحان الصعب فلم يكرر التجربة , ومنهم من ظل في وسط الطريق فلم يحتفظ بنجوميته ولم يسقط على الارض بل ظل في دائرة الوسط بين النجاح والفشل , وبجانب هذه الرموز الثلاثة من المدربين و هناك مجموعة اخرى من المدربين العظام حققوا نجاحات عظيمة بالرغم من عدم تمتعهم بالنجومية والاسم الكبير عندما لعبوا كرة القدم فعوضوا اخفاقهم كلاعبين بانتصارات والقاب كبيرة في مجال التدريب وأصبح لهم مكانة واسم كبير في عالم التدريب .
والقليل جدا من نجوم الكرة الأفذاذ من بقي في دائرة النجومية والنجاح عندما امتهن التدريب ويأتي على رأس هؤلاء البرازيلي زاغالو الذي فاز مع المنتخب البرازيلي بكاس العالم عامي 1958 و 1962 وقاد البرازيل مدربا لكاس العالم عام 1970 فاحتفظت البرازيل باللقب مدى الحياة وفاز زاغالو بكأس العالم عام 1994 مساعدا لكارلوس البرتو وكاد يحقق الكاس الخامسة لولا خسارة البرازيل اما فرنسا 0/3 .
أما بيكنباور فهو ثاتي لاعب بعد زاغالو يحقق الفوز بكاس العالم لاعبا ومدربا , حيث ساهم بيكنباور في فوز المانيا بكاس العالم عام 1974, وقاد بلاده مدربا لكأس العالم 1990 بعد ان فشل في الفوز بها عام 1986 عندما خسر أمام الارجنتين 2/3 , ويفخر بيكنباور بسجل حافل لاعبا ومدربا حيث فاز بلقب احسن لاعب في اوروبا مرتين وفاز مع بايرن ميونخ بدوري وكأس المانيا مرات عديدة بجانب الفوز بكاس اوروبا والفوز مع المانيا بكاس الامم الاوروبية وكاس العالم , وعندما عمل مدربا نجح بيكنباور في قيادة البايرن لكأس الاتحاد الاوروبي وقيادة بلاده لكأس العالم عام 1990 , وعندما اعتزل مجال التدريب قاد بيكنباور بلاده للفوز بتنظيم كاس العالم 2006 .
والنجم الفذ كرويف ظل في بريق النجومية لا عبا ومدربا حيث قاد اياكس الهولندي لبطولات عديدة منها 14 بطولة هولندية وثلاث بطولات اوروبية والفوز بلقب احسن لاعب اوروبي ثلاث مرات , ثم تألق مع برشلونة بجانب تالقه مع منتخب هولندا الذي افلت منه كاس العالم عام 1978 . وعندما عمل كرويف مدربا نجح في قيادة اياكس لبطولة اوروبا بجانب الدوري والكاس الهولنديين ثم واصل نجاحاته مع برشلونة وقاده لبطولة اوروبا والدوري الاسباني 4 مرات . وهنا لا نستطيع ان ننسى الهولندي ريكارد الذي تالق كلاعب مع منتخب بلاده ونجح كمدرب مع برشلونة الاسباني وحقق معه العديد من البطولات المحلية والقارية .
وفي وسط الطريق يوجد العديد من المدربين الذين عرفوا النجومية وبريقها , ولكن ظلت نجومية التدريب بعيدة عنهم بعد ان سقطوا في اكثر من امتحان امثال اللاعب دي ستيفانو الذي فشل في تدريب ريال مدريد رغم انه حقق اعظم الانجازات للريال عندما كان لاعبا , وكذلك الحال لزميله بوشكاش الذي قاد المجر لنهائي مونديال 1954 وحقق مع الريال انجازات كبيرة , لكنه لم يحظ بالنجاح المنتظر كمدرب .
واللاعب الفرنسي جوست فوتين الذي فاز بلقب هداف مونديال 1958 برصيد 13 هدفا لم يعرف النجاح المتوقع كمدرب مثل اللاعب المجري هيديكوتي الذي عمل مدربا لبعض الاندية المجرية والمصرية لكنه لم يحقق احلامه كمدرب .
وهناك العديد من المدربين الذين حققوا انجازات والقابا ومستويات رائعة , وحققوا نجومية كبيرة كمدربين لم يحققوا مثلها عندما كانوا لاعبين نذكر منهم هيلينو هريرا وبوزو المدرب الوحيد الذي فاز بكأس العالم مرتين لايطاليا عامي 1934 و 1938 وبيرزوت , مينوتي , والف رامزي وهيلموت شون والقائمة تطول بأسماء هؤلاء الذين حققوا المجد حين انتقلوا الى مجال التدريب بعدما كانوا لاعبين عاديين .
آخر الكلام : ليس العار في أن نسقط .. ولكن العار أن لا نستطيع النهوض.