شريط الأخبار

سليم الشلبي صديق العمر الذي لا ينسى.!

سليم الشلبي صديق العمر الذي لا ينسى.!
بال سبورت :   كتب وحيد شبانة / القدس  ليس اصعب على المرء ان يفقد صديق الطفولة والصبا الذي لم يفارقه منذ وعى على هذه الحياة الدنيا..! والمرحوم الراحل سليم الشلبي بالنسبة لي كان اكثر من اخ لي ولدته امي..! فمنذ ان تفتحت عيناي في صفوف الدراسة الابتدائية الاولى وانا مصادق ومصاحب ومزامل لهذا الانسان الذي يفيض مشاعر دفء وعطف وحنان على كل من هم حوله.. فما بالكم بصديق العمر الذي قضى معه احلى واشقى ايام حياته في المدرسة وفي الشارع وفي الحارة وفي السجن والمعتقل..! هل هناك اكثر وافضل من هذه الظروف والاحوال المتواصلة المستمرة لتصنع صديقين حقيقيين يقدم احيانا احدهما نفسه عن الاخر في الملمات - اذا لم نبالغ ونقل دائما-..! سليم صديق كبير وحميم عرفته في جميع احواله وتقلبات حياته الثرية الغنية بالبذل والعطاء والتضحية..صدقوني لا استطيع وصف حقيقة مشاعري تجاه هذا الانسان والاخ والصديق الوفي..! وكان يوم رحيله عن هذه الفانية صدمة كبيرة لي على الصعيد الشخصي لدرجة ان الذهول ما زال مرتسما على ملامح وجهي وكأنني استمع الى خبر رحيله عن الدنيا على التو واللحظة .. ! ولكنني اعود واقول بيني وبين نفسي ان هذا امتحان وبلاء من الله العلي القدير ومن لدن ربنا الحاكم العادل .. امتحان وبلاء لنا نحن محبوه واصدقاؤه الذين عرفوه عن قرب ولمسوا اي معدن من الناس والبشر هو..! انه بلاء صعب وقاسي بلا شك.. ولكنها ارداة الله الذي لا نملك الا التسليم بها.. داعين الله الرحيم بعباده ان يرفق بنا.. وبكل رفاق دربه وانا واحد منهم امضيت معه كل حياة عمري حتى غادرنا الى الحياة الابدية والرفيق الاعلى في اعلى عليين ان شاء الله..! والصديق والاخ العزيز الراحل سليم كان حتى في اخر ايامه وهو على سرير المرض على اتصال دائم معي ليطمئن على نتائج مباريات فريقه .. فريق نادي الهلال المقدسي بصفته نائب رئيس النادي واحد اهم القائمين عليه..وكان رغم حالته الصحية حريصا على رفع الروح المعنوية للفريق حتى يتبوأ اعلى المراكز ويصل الى نهائيات الدوري الممتاز..! انظروا.. كيف يعاني من سكرات الموت وفي نفس الوقت يدعونا الى مواصلة الدرب والدفاع عن حقوقنا وقضايانا العامة وانتزاعها .. وكأني به يتمثل الحديث الشريف .. – من كان منكم بيده فسيلة زرع وادركته القيامة .. فليغرس فسيلته و زرعته في الارض- الله .. الله.. يا سليم كم كنت عظيما وكبيرا ايها الاخ والصديق الحبيب..! هل تذكر غدونا ورواحنا يا سليم في حارات القدس وازقتها الحبيبة..! هل تذكر آلامنا ومعاناتنا انواع التعذيب والاسر في المعتقلات..! هل تذكر كل احبائنا واصدقائنا المشتركين..! هل تذكر ذكريات الطفولة وشقاوتنا والعابنا البريئة واكتحال عيوننا كل يوم بمنظر قبة الصخرة الشريفة والمسجد الاقصى المبارك..! من يعظنا يا سليم بعدك..! من يقف على رؤوس الموتى في قبورهم يدعو الى العودة الى الله العزيز الحكيم.. وعمل الخيرات والاعمال الصالحات والابتعاد عن الشر والاشرار ..! من بعدك يا سليم يعلق الجرس ويرفع العلم الفلسطيني بقوة وعنفوان في قلب القدس دون خوف او وجل..! لقد غبت عنا يا سليم الحبيب جسدا .. ولكن روحك المرحة سوف تبقى ترفرف بيننا كحمامة سلام وامن وامان بعد انقشاع الغيوم واندحار الطوفان العاتي الغريب..! نم في سماء قدسك او ثراها الطاهر ايها الحبيب.. وقر عينا وفؤادا..! فامثالك من نار ونور.. نار على الاعداء ونور للاوطان.. رحمك الله .. وصّبر عائلتك المكلومة وآل الشلبي الكرام عموما.. وصبّرنا نحن كذلك على بعدك وفراقك.. ليرحمك الرب ويدخلك فردوسه الاعلى. امين.. امين..!

مواضيع قد تهمك