شريط الأخبار

نكتب عن ماذا... ؟

نكتب عن ماذا... ؟
بال سبورت :  

تيسير جابر / جنين

كلما جلست أمام جهاز الكمبيوتر للكتابة طوعا ، تذكرت أيام مدرسة قريتي، وضحكت، والسبب أن الكتابة ، كما تربينا عليها، هي فرض او قصاص، ويومها لم أكن أتخيل إنسانا عاقلا يكتب بملء إرادته ! وإلا لماذا كنا نمضي الليالي في كتابة مئة سطر ملون ، عقابا على كلام أو وشوشة في الصف ؟ كما لم يخطر ببالي لماذا لم نكن نعاقب على الكلام بالكلام ، بدل الكتابة ، بأن نردد ، مثلا جملة ما مئة مرة أو أكثر، بدل أن نكتبها ؟
وطالما سخرت، بعدما باتت الكتابة مهنتي، من هذا القصاص الغبي، وخصوصا بعدما اكتشفت أنني مقلّ في الكلام ، أكثر مني في الكتابة، بل طالما شعرت أن قلمي أقرب الى أفكاري ومشاعري من لساني ، واكثر فصاحة منه ، وأكثر أمنا وسلامة، كما شعرت أن قلمي يحترم من أخاطبه ، أكثر من لساني ، لأنه أطول أناة ، وأوسع صدرا ، ويسمح لي بالتفكير وانتقاء الكلمات والافكار، كما يترك له حرية القراءة، ساعة يشاء وأنّى يشاء، والدليل أنه ليس من كاتب ثقيل الظل إلا ما ندر .
لكن الكتابة نادرا ما تتحول الى طبيعة من طبائع الانسان .. بل تبقى صنعة يتكفلها المرء ، وطريقة مصطنعة في المخاطبة، يألفها مع الزمن، وكثر هم الكتاب الذين يتوقفون فجأة عن الكتابة ، دون أن يتوقف أحد عن الكلام .

والسبب أن الانسان يمكن ان يتكلم عن أي شيء ، لأن الكلام هو حق لجميع الناس ، ومن طبيعتهم ، مذ كانوا على هذه الارض، بينما الكتابة محكومة بقواعد كثيرة .
العديد من قرائي ومن الزملاء التقوا او اتصلوا بي ، وكان السؤال ، عن سبب الغيبة الطويلة عن هذه الزاوية ، وكانت الاجابة : عن ماذا نكتب في ظل وجود أصوات وأقلام تجامل وتنافق من أجل مصالحها الخاصة؟ عن غزة الجريحة .. عن أنديتها وصالاتها وملاعبها بل ولاعبيها ؟ صحيح أن دوري الكرة انتهى بنجاح ، ولكن أين باقي الرياضات الاخرى؟ أين بعض الشخصيات الرياضية التي كانت سابقا تجوب الملاعب والصالات سواء كلاعبين أو اداريين ، لماذا تم استبعادها وتهميشها ؟!
اسئلة كثيرة تجول في الخاطر وأكيد سيكون لها جواب مهما طال الزمن ، ولكن سنعود ونكتب .. لعل وعسى ؟!

مواضيع قد تهمك