شريط الأخبار

كلنا غزّة !

كلنا غزّة !
بال سبورت :  

فايز نصار/ الخليل

تحركت آلة الدمار الاحتلالية، مستغلة مخلفات الانقسام الفلسطيني، وضربت بكل قسوة في قلب القطاع العزيز، محدثة حصيلة غير مسبوقة من الشهداء ، الذين ارتقوا للعليين .

وبعيدا عن الجدل ، ستدفع الحركة الرياضية الفلسطينية ، من رصيدها البشري والمادي ، شيئا من تبعات المجزرة المؤلمة، بما يقتضي من كل أبناء الأسرة الرياضية الفلسطينية، الحرص على صيانة المقدرات الرياضية، كردّ أولي على المجزرة الاحتلالية، لأن العدو يدرك أن ضرباته الأكثر إيجاعا ، تلك التي تمس القطاع الشباب والرياضة ، لان الشباب يمثلون رأسمال هذا الشعب، وطاقته الأكثر حيوية .

ولكن الجدل كان حاضرا ، في المنتديات الرياضية الفلسطينية، حول كيفية التعبير عن التضامن مع شهداء غزة ، على الجبهة الرياضية ، وخاصة في بطولة الدوري في الضفة الغربية ، التي تشكل استحقاقا ، اثبت مصداقية رياضيينا أمام المؤسسات الرياضية الدولية ، ذات الصلة .

اتحاد كرة القدم ، المسئول عن تنظيم اللعبة الأكثر شعبية رأى أن الوفاء لشهداء غزة ، يقتضي مواصلة النضال الكروي ، الذي اسمع العالم صوت المشروع الرياضي ، الذي حقق لفلسطين هالة دولية ، أكثر من الخطب الرنانة ، التي ألقيت منذ بداية المأساة الفلسطينية .

ورأى الاتحاد أن التزام اللاعبين بالمثل الرياضية ، والعطاء الفعال فوق الميدان، مثل أبلغ رسالة تضامن مع الشهداء وذويهم، ويمثل رسالة أكثر فصاحة للاحتلال، بأن شعبنا تعوّد على الضربات ، وتعوّد أن يخرج كالفينيق ، متألقا من تحت الرماد ، وتعوّد أن يدفن شهداءه بسرعه ، قبل العودة إلى المواقع .

واكتفى اتحاد الكرة بمطالبة الجماهير بالإعلان عن التضامن في المدرجات، ومطالبة جميع اللاعبين بالوقوف دقيقة صمت، مع وضع شارات الحزن السوداء على الأقمصة، في رسالة تصل إلى العالم عبر الفضائيات، ومضمونها أن المجازر ، لن تفت من عضد هذا الشعب ، الذي يستعصي على المجازر .

وللحقيقة أن الشارع الرياضي لم يكن برمته مع هذا التوجه ، فعلت الأصوات التي تطالب بتأجيل المباريات، ودخلت مجالس إدارات الأندية في سجالات مع بعضها، ومع الأنصار الذين كانوا محكومين بحرقة مفهومة من آثار العدوان .

وللحق أن كثيرا من الأندية كانت تفضل عدم اللعب في هذه الظروف ، ولكن الاتصالات أقنعت هذه الأندية بالمشاركة ، والمساهمة في في إنجاح مسيرة الدوري ، فالتحقت الأندية " ما عدا صور باهر " بمواقع النزال الكروي، رغم أن بعضها كان يفضل أن يؤجل الدوري ، ولو ليوم واحد ، حتى تتم عملية التعرف على الشهداء ، ومواراتهم الثرى .

ولأن المعركة مع العدو طويلة الأمد ، كما تقول حركة فتح ، رائدة النضال الوطني الفلسطيني ، فان استحقاق هذه المعركة يتطلب من الجميع ، التزود بطول النفس ، وتعلم دروس المواءمة بين النضال ذودا عن حياض الوطن ، والنضال الإنساني في بناء لبنات هذا الوطن .

والأمر " يا جماعة الخير " يقتضي مواصلة التفاعل مع البرامج الحضارية ، التي تقنع العالم بان الشعب الفلسطيني شعب يحب الحياة ، ويتوق إلى المشاركة في مسيرة الخير البشرية ، في مواجهة آلة الدعاية الصهيونية ، التي تشوه صورة الإنسان الفلسطيني ، وتختصره في صورة محارب يطلق الصواريخ البدائية .

من حق بعض المنخرطين في المنظومة الرياضية الفلسطينية ، العتب على الاتحاد ، لأنه أصر على عدم إيقاف مسيرة الدوري ، مهما كان الثمن ... ولكن من حق الاتحاد أيضا أن يسمع هؤلاء وجهة نظره الواقعية ، التي تؤسس لواقع رياضي جديد ، يضمن تواصل العملية الرياضية ، حتى لو كانت السماء تمطر قذائف على رؤوس الرياضيين ، حتى لا تعود حليمة إلى عادتها القديمة ، وتتوقف فعاليات الدوري ، كلما أطلقت رصاصة هنا ، أو هناك .

والأمل في أن يرفع شعار " كلنا غزة " على أقمصة كل اللاعبين ، في مختلف الرياضات ، وبذلك نكون قد واصلنا الحراك الرياضي ، وعبرنا عن تضامننا مع ضحايا الإرهاب ، الذي تنفذه الدولة العبرية .

مواضيع قد تهمك