يسرى السويطي اول رئيسة ناد في فلسطين
رام الله- كتبت عبير البرغوثي/ في وقت سابق كنا قد أجرينا لقاء مع السيدة الفلسطينية الرياضية سمر الاعرج, التي استطاعت أن تضع بصمتها وبكل وضوح على جبين الرياضة الفلسطينية النسوية بشكل خاص واليوم نجري لقاء آخر مع سيدة فلسطينية رياضية استطاعت هي الاخرى بكل براعة وجرأة أن تخوض هذا المعترك الصعب والذي كما قلنا سابقا بقي لفترة طويلة مقصورا على مجتمع الرجال دون النساء الا أنه وكما هو معروف للجميع أن المرأة الفلسطينية التي تجمع في شخصيتها كل المقومات من الارادة والقوة والجرأة وهي عوامل مكنتها من المغامرة في كافة المجالات والميادين حتى في أصعب الظروف وأحلكها. لذلك لم يكن صعبا عليها أن تخوض الميدان الرياضي بكل شجاعة سواء كمؤسسة أو قادة أو لاعبة.
لن نطيل عليكم في مقدمتنا وسننقلكم الى لقائنا مع ضيفتنا الرياضية يسرا السويطي والتي حدثتنا عن بداياتها في نادي بلدنا في أريحا وعن اهم انجازات النادي واسهاماتها في الميدان الرياضي النسوي الفلسطيني.
شرارة البداية..
أكدت يسرا السويطي أن الشرارة التي فجرت فكرة بناء النادي، كانت الحاجة إلى التنويع في الأندية والأنشطة الرياضية وتقديم رياضات لم تكن موجودة، حيث كان صاحب الفكرة الأساسي الدكتور سامي مسلم رئيس هيئة تنشيط السياحة في محافظة أريحا والأغوار، وجاءت التسمية على إسم نادي بلدنا في لبنان كإسم يجمع الفلسطينيين ككل وليس اسم يجمع كلمة مخيم أو مدينة كما هو حاصل على الساحة الفلسطينية.
وعن اسهاماتها في التأسيس قالت السويطي " إسهاماتي في التأسيس، أنني كنت نائبة للرئيس في بداية التاسيس1999، وبعد تشكيل الهيئة العمومية للنادي، حيث كان عدد النساء خمسة من تسعة، كما كنت أول من سعى لتأسيس لعبة المبارزة في نادي بلدنا.
انجازات متعددة ونتائج مبهرة
على صعيد أنواع الالعاب الرياضية والفرق الي يضمها النادي أوضحت السويطي أن النادي يضم بين صفوفه أكثر من لعبة رياضية بفرق مستقلة، وأول هذه الالعاب هي كرة القدم، حيث شارك الفريق في ثلاث مشاركات في الأردن "خارجي"، كما تمكن فريق النادي من الصعود إلى الدرجة الثانية رغم قصر عمر النادي، والحصول على بطولة مواليد 1988 مرتين على مستوى الضفة الغربية. وبانسبة لفريق كرة القدم النسوي فهو فريق حديث النشأة لم يتجاوز السنتين ورغم ذلك استطاع هذا الفريق ومنذ السنة الاولى من تأسيسه ومن خلال ثلاث لاعبات من ضمن المنتخب الفلسطيني أن يشارك في مباريات أجريت في الاردن وايطاليا.
من جانب آخر تطرقت السويطي الى فريق مهم استطاع أن يحقق انجازات مهمة للنادي ألا وهو فريق المبارزة والذي حصل على بطولة أبو جهاد الثالثة التي نظمها نادي بلدنا كما حصل على المراتب الأولى في عدد من المسابقات التي نظمها مركز الأمعري ونـادي أبو ديس، وعلى صعيد المشاركات الخارجية شارك أعضاء النادي مع المنتخب الفلسطيني للمبارزة بالسيف في الأردن وسوريا و ألمانيا، كما أن هناك تعاونا وثيقا مع الإتحاد الفلسطيني للمبارزة بالسيف ومع رئيس الإتحاد داوود متولي.
وفي السياق نفسه أكدت السويطي أن فريق ألعاب القوى، كان أول فريق ألعاب قوى في فلسطين تم تشكيله في نادي بلدنا، وحصل النادي على المرتبة الأولى في أكثر من سباق، كما مثل فلسطين في عدة محافل دولية وإقليمية من بينها الأردن وسوريا وفرنسا واليابان.
الشباب والطلاب فئتان لم يغفلهما النادي
وفي سياق متصل وعلى الصعيد الثقافي والشبابي والإجتماعي أكدت السويطي أن النادي عمل على إقامة معسكر القائد ياسر عرفات ، والذي استطاع أن ينال الجائزة الأولى في المخيمات الخاصة بالشباب من قبل السيد الرئيس الراحل.
من جهة أخرى انتقلت السويطي في حديثها الى جانب آخر في سياق اللقاء, مؤكدة أن الهيئة الإدارية للنادي لم تغفل الجانب الطلابي ولم تتوان عن تقديم المساعدة للطلاب الجامعيين وطلاب المدارس، وأقام النادي عدد من المسابقات الثقافية والأمسيات بالتعاون مع عدد من المراكز على مستوى الضفة الغربية، مركز الطفل قلنديا، وإبداع الدهيشة، ومركز بيت أولا و بيت ساحور، ومركز طفل بلاطة وغيرها.
مشاركة نسوية رياضية عالية
فيما يخص المشاركة النسوية أكدت السويطي أن المشاركة الرياضة النسوية كانت على الدوام تزيد عن نسبة 55 % من أعضاء النادي في جميع الألعاب، وبلغت ذروتها في 2008، وخاصة مع انطلاق مشروع خطوات للمدارس الكروية النسوية.
وعلى صعيد اختيار اللاعبات أوضحت السويطي أنه يتم اختيار اللاعبات من خلال فرق المدارس في المحافظة، حيث قام النادي بدعم المدارس في عدد من النشاطات الرياضية والأجهزة سنة 2008، كما تم إدخال الأعمال التطوعية خاصة في مجال البيئة، حيث يقوم النادي في تنفيذ أربعة مشاريع مع أربع مدارس يهدف من خلالها إلى تشكيل نواد بيئية.
لا تخلو مجازفة من عقبات وصعوبات
وكما في كل الميادين التي تخوضها المرأة بشكل عام والمرأة الفلسطينية بشكل خاص من الطبيعي ان تكون الطريق وعرة ومعبدة بالحجارة لا بالزهور وهذا ما أكدت عليه السويطي قائلة: أن كل بداية تكون صعبة وخاصة في المشاركة النسائية, حيث اعتمد النادي في بداية تأسيسه على الفتيات من بنات أعضاء الهيئة الإدارية والعمومية وقريباتهم حتى يتم إقناع المجتمع بعدم التخوف من منطلق إبدأ بنفسك ثم عالج الآخرين، حيث كانت الإشاعات والشعارات الهدامه تنطلق بين الحين والآخر، ولأن الفتيات المشاركات تقع تحت مراقبة الأهل (الهيئة الأدارية و العمومية وقريباتهم)، كان الكل يتعامل معها بشكل معاكس. وبعد مرور الزمن وتأكيد النادي بهمة العنصر النسوي أخذ ينطلق، مركزا على اتجاهين الأول :المدارس من خلال التنسيق مع مديرية التربية والتعليم ودعم المدارس في الرياضة، وجعل المدرسين أنفسهم هم من يقومون بالتدريب في النادي من خلال دفع مخصص لهم لوجود الثقة بين المعلمة والطالبات والأهالي، أما الإتجاه الثاني: فركز على الأسر الفقيرة من خلال تنفيذ عدد من المشاريع الخاصة بهم، ودعمهم على المستويين المادي والمعنوي حيث نشأت رابطة قوية بين الأسر والنادي جعلت الأسرة من تلقاء نفسها إرسال بناتهم للمشاركة في النادي.
هذا وأشارت السويطي الى أهم الصعوبات سواء على الصعيد الشخصي أو بشكل عام بالنسبة للمشاركات, حيث قالت " بالنسبة لي لم يكن هناك أي عقبات حيث تعودت على العمل الشبابي والإجتماعي, لكن بالنسبة لأهم العقبات التي تواجه الجانب النسوي في هذا الميدان وخاصة في نادي بلدنا فهي ممكن نظرة المجتمع والعادات والتقاليد خصوصاً أن نادي بلدنا هو ناد مختلط ويضم فئات عمرية مختلفة.
دعم ومساندة
وعلى صعيد مصدر التمويل الذي يمكن النادي من الاستمرار في بناء نفسه واستئناف مشواره قالت السويطي أن النادي يحصل على دعمه المالي من خلال:
1- الإشتراكات الشهرية والأعضاء (5 شيقل شهري)
2- الإشتراكات الشهرية للهيئة العامة
3- المشاريع التي يقدمها النادي للمؤسسات الداعمة
4- مؤسسات ومحلات وشخصيات المحافظة
5- هئية التنشيط والسياحة
أما على صعيد دعمه المعنوي فالنادي يستمده من خلال:
1- هيئة التنشيط والسياحة ورئيسها الدكتور سامي مسلم
2- النائب الدكتور صائب عريقات
3- محافظ أريحا والأغوار
4- رئيس البلدية
"بلدنا" في ظل اتحاد كرة القدم الحالي
على صعيد متصل وفي ظل اتحاد كرة القدم الحالي برئاسة اللواء جبريل الرجوب أكدت السويطي أن الاتحاد أولى النادي اهتماما بارزا وتمثل بزيارة رئيس الإتحاد وتقديم الدعم للنادي اضافة الى التجهيزات الرياضية التي يحتاجها النادي في مسيرته.
الاداء الرياضي النسوي في الميدان
أكدت السويطي أن الأداء النسوي في الألعاب الرياضية من الممكن أن يحقق إنجازات عالمية أسرع من إنجازات الرجال، حيث أنه إذا ما تم توفير البيئة المناسبة والبيئة القانونية للرياضة النسوية وتوفير الدعم المالي سوف تحقق هذه الرياضة نتائج مميزة على المستوى العالمي.
وعلى صعيد المقومات التي لعبت وما زالت تلعب الدور الاكبر في مجال دعم الرياضة النسوية الفلسطينية قالت السويطي, أن الاهتمام بهذه الرياضة وخاصة من قبل الرئيس تعد من أهم مقومات الرياضة النسوية. كما أن انطلاق الدوري الكروي النسوي كان الخطوة الأولى في إرساء هذه الرياضة إلى بر الأمان.
أما بالنسبة للوضع على المستوى المحلي والعالمي "والكلام للسويطي" فهو يعد أقل من المتوسط فيما يخص الرياضة النسوية لعدم وجود الإهتمام المميز لمثل هذه الرياضة إلا في الآونة الأخيرة.
وفي سياق منفصل وبالنسبة للمخاطر التي يمكن أن تواجهها المرأة الرياضية في الميدان قالت السويطي أن الاصابات التي تحدث في الملاعب ليست ضربات خطيرة حتى بالنسبة للمرأة، لأن المرأة تواجه المرأة والرجل يواجه الرجل، وأكثر الإصابات خطورة لا تتعدى الكسر وهو نادر. مؤكدة أن الشعور بالرضى عن الأداء النسوي الرياضي الفلسطيني يكتمل عندما نجعل المسؤولين يهتمون بهذه الرياضة، وتوفير الدعم المادي والمالي لها والرياضة النسوية تستطيع أن تثبت نفسها كما قلت بإيجاد البيئة القانونية والبيئة الثقافية والدعم المالي والمعنوي.