الممتازة المقدسية في ظل حقيقة الأزمة وأزمة الحقيقة
جمال احمد عديلة – القدس
في ظل النتائج غير الهزيلة لفرق الدرجة الممتازة المقدسية مع ان هنالك عدد كبير من لاعبي التعزيز بالاضافة الى الرعاية من شركات عدة، يتتطلب منا مراجعة شفافة وصريحة للحاضر، وما قبل المراجعة لا بد من إستثناء جبل المكبر ( نسور الجبل ) الذي لم يرتضوا سوى القمم مرسى لهم.
حقيقة الأزمة:
نبدأ كما نبدأ دوماً في تحديد الاعذار وخير ما نبدأ به هو الاحتلال، فهو السبب الرئيس لكل سلبيات تاريخنا، وهنا يتوجب مواجهة حقيقة ناصعة بأن الاحتلال بقسوته وجبروته وسياساته اتجاه القدس لم يكن اكثر واصعب واشرس مما فعله في نابلس وجنين وغزة ولم يكن الجدار كما هو الخليل الممزق الى زقق وأزقه مع خصوصية القدس ولكن رياضياً فإن لهذا العذر من مطبات وانصح بعدم اتخاذه عذراً حيث انه بحاجة الى تفسير اكبر.
كانت الهيئات الإدارية ومنذ عشرات السنوات بعيدة كل البعد عن التنمية الرياضية، فكانت معادلات المقاعد والتباهي بالسيطرة اهم بكثير من بناء اجيال داعمة، وهذا بدوره ترك تلك الاندية عارية في بحثتها عن ورقة توت من خلال البحث عن التعزيز والاستعارة.
لم يمنح المدرب اليد الأولى وكان يخضع لتفاعل الادارة ومعادلات الفريق الفئوية، لينحصر اداءه وجهده في احياء نوع من الثقة واللاعبين.
لم يكن هنالك برامج تفريخ صحيحة توفر طاقات جديدة من خلال البراعم والناشئين، واذا ما توفرت فكانت بمجهود فردي يواجه المؤامرات لتنحصر وتذوب.
لم يكن هنالك عوامل ضبط ومتابعة للفرق الرياضية، وكانت مشكلة تدني عدد اللاعبين المشاركين في التدريبات لا تتصدر جداول الاعمال، واصبح اللاعب صاحب قراره الشخصي بحضور التدريب او غير ذلك، فهو يضمن مشاركته في اللقاءات حيث لا يوجد له بديل.
لم يكن هنالك عمليات بحث عن عناصر جدد، واذا ما توفر عنصر، لم يمنح الدعم وكان التخلي عن الالتزامات اتجاهه جزء من سياسة، واذا ما شاء بترك المؤسسة تم اذلاله.
تولدت معادلات وكوتات داخلية بالفريق لحماية المصالح الفردية والفئوية لمواجهة اي تعديلات على تشكيلة الفريق لتصبح الادارة والمدرب تحت سيطرة عوامل غير رياضية لا تخدم مصلحة المؤسسة.
لم تبحث الادارات عن برامج اصلاح للنشاط الرياضي، واذا ما توفرت افكار يتم بحثها للتسويق لتعقم بقرارات جانبية.
لم يمنح ذوي التخصص الدور الواضح والصريح في تحمل ومتابعة النشاط الرياضي والذي اصبح وكأنه يهدد الوجود الفكري في المؤسسة.
وكان الموقف المقدسي بأن امتدادنا الوطني صنع مؤامرة في تحديد الدور المقدسي على مستوى الوطن، والحق هنا: ها هي النتائج جلية من خلال نتائجنا لتوضح للجميع بمن كان على رأس مؤسسته ويستحق دوراً في قيادة الحركة الرياضية وتمثيل القدس.
لقد كان لفرق الدرجة الاولى المقدسية دور افضل في تنمية القدرات واستيعاب العناصر واحياء اللقاءات والبطولات، واذا ما عدنا بالتاريخ القريب نجد بأن فرق الدرجة الأولى كانت الوحيدة في احياء البطولات غير الرسمية في محافظة القدس وفي ذلك دلاله.
أما أزمة الحقيقة:
نتائج مذلة تمسح تاريخ مقدسي مشرف على الساحة الرياضية.
البحث والبحث من بعد البحث عن عناصر تعزيز للبقاء فوق سطح البحر.
صرف الاموال التي كانت في يوم تصنع انجازات كبيرة على لاعب واحد لن يتمكن من المضي داخل فريق هزته الرياح والفئوية.
استبدال مدرب بمدرب بإنتظار مدرب ذو عصا سحرية.
نركض ونركض حيث لم يتوفر الكثير من الوقت لحماية ماء الوجه.
اللقاءات من وراء لقاءات للبحث عن سبل النجاه.
وبعد تحديد حقيقة الأزمة وأزمة الحقيقة أجد بأن العنوان الوحيد في الخروج من هذا المأزق المؤسساتي المقدسي هو لاعبي الفريق وحدهم، فإن أي تعديل مطلوب في تشكيلة الهيئات الادارية يتطلب فترة طويلة من الوقت ولن تنتهي بإنتهاء الدوري، واستيعاب مدربين جدد يتطلب وقتاً ليتمكن المدرب من التعرف على تركيبة الفريق وامكانيات اللاعبين واختراق معادلاتهم.
اما الفريق اذا ما كان له من جلسة خاصه به في مواجهة صريحة وشاملة غاياتها النهوض بتاريخ كل لاعب من خلال فريقه لتتمخض الجلسة عن فرز قيادة داخلية من اللاعبين في تهيئة المناخ للمدرب في احياء التدريبات وفي تنمية روح العمل المشترك داخل ارض الملعب ليصتع تاريخ الفريق من جديد في سماء القدس وفلسطين.
واد النيص رجال الوادي اصحاب القرار خير مثال على امكانية التفاعل داخل الفريق وامكانية حصد النتائج والبطولات من خلال توحيد طاقات الفريق.
ما زلنا على أمل بتمثيل مقدسي أفضل في الدوري الممتاز وذلك حقاً لنا كجماهير مقدسية وحقاً لنا في استحقاقنا التاريخي، ولا بد للاداري والمدرب وعلى رأسهم اللاعب ان يضعوا كل الهفوات من وراءنا ليتشاركوا بالفكر والتحضير والاداء في سبيل الدور المقدسي على الساحة الرياضية الفلسطينية، لتبقى فلسطين والقدس اولاً...