ما الذي نريده؟
كتب محمود السقا/ رام الله
ما الذي نريده من زيارة رئيس الفيفا جوزيف سيب بلاتر الى فلسطين يوم 26 الجاري، لمناسبة افتتاح استاد الشهيد فيصل الحسيني في ضاحية البريد؟
هذا السؤال أطرحه في الوقت، الذي أرى بأنه يتردد على ألسنة المتابعين والمراقبين والنقاد والأسرة الكروية برمتها.
فالحدث تاريخي بكل ما للكلمة من معنى ومغزى، والرياضيون سوف يتابعونه، من خلال كافة وسائل الإعلام، وربما على وجه الخصوص الإعلام المرئي، وهذا الإعلام بسط سيطرته ونفوذه على ما سواه وأضحى مفضلاً وأثيراً لأنه يجسد الحدث بلا رتوش، او تزويق.
نريد من الزيارة ان يطلع بلاتر على حجم المعاناة على الحواجز العسكرية، وسوف يمر عبرها، فهناك الحاجز المنصوب، بإحكام، على مداخل أريحا، وهناك حاجز جبع، وربما تصادفه حواجز طيارة، دأب جيش الاحتلال عليها من اجل زيادة منسوب عذابات المواطنين.
ومن المهم تبصير بلاتر الى وجود ما يربو على ستمائة حاجز عسكري مبثوثة على امتداد مساحة الضفة الغربية، وهذه الحواجز وجدت من اجل امتهان كرامات الناس، وايقاع أبشع ألوان العذاب والهوان بحقهم، وربما أن الرياضيين هم اكثر المتضررين من سادية جنود هذه الحواجز، لأنهم دائمو التنقل والتحرك، جراء دوران عجلة دوري الكرة الممتاز، أو القيام بلقاءات تجريبية.
إن وقوف بلاتر على ممارسات عسكريي الحواجز أمر في غاية الأهمية، كي يدرك مدى الضرر الفادح، الذي يلحق بالرياضيين الفلسطينيين، فهناك معاناة حقيقية تطالهم، وهناك إرهاق وأرق عند تنقلهم.
نريد من بلاتر والوفد المرافق ان يعملوا من اجل التوسع بمشاريع البنية التحتية الكروية، فالتغلب على قهر المحتلين وغطرستهم يتطلب من الفيفا ان تكون له نظرة خاصة لفلسطين، بحيث يستنسخ من استاد الشهيد فيصل الحسيني ملاعب على غراره، في كافة محافظات الوطن، لأن مثل هذه الملاعب تخفف من حالة البؤس والشقاء، التي يتعرض لها الرياضيون.
نريد من بلاتر، وكل من يحضر بمعيته، ان يؤسسوا لصندوق، وليكن عالمياً، بحيث يشرف عليه الفيفا، ويرصد ريعه للارتقاء والنهوض بالكرة الفلسطينية من جميع الجوانب والأوجه، وفي تقديري ان مثل هذه المطالب ليست بالعسيرة، واذا فعل بلاتر ذلك، فإنه يساهم بتعويض الرياضيين الفلسطينيين من سنوات الحرمان الطويلة، التي كابدوها بفعل الاحتلال الأشر.