شريط الأخبار

الإعلام الصادق

الإعلام الصادق
بال سبورت :  

كتب فايز نصار/ الخليل

خجلت وأنا استمع لكلمات حباني بها أستاذي الكبير سامي مكاوي ، الذي أعترف أن كلماتي الأولى أورقت على أغصانه .وخجلت أكثر وأنا أدير رحى الفارة ، متجولا في أروقة المنتدى الفلسطيني، في مدار الكورة المبارك ، لأن المئات من القراء المجهولين قالوا في "فاكهة الملاعب " و" الحديث ذو شجون" كلاما صادقا ، شعرت انه نابع من القلب ، بحبر ثلة من المتلمسين لخطى المجد في عالم المتاعب ، عبر السلطة الرياضية الرابعة .

والعامل المشترك بين كلام معلمي أبو يوسف ، وإخواني من زبائن المنتدى القدرة على الوصول إلى ما بين السطور، واستيعاب مرامي الكلام ، والصدق في استخلاص النتائج ، وهذا لعمري يؤسس لحراك فاعل، ممن يقبلون خوض غمار الإعلام الرياضي، الذي توسعت آفاقه عبر الشبكة العنكبوتية ، فازداد عدد المتلقين ، تزامنا مع تحول العالم الكبير إلى قرية يعرف جميع سكانها بعضهم بعضا .

هذا هو الإعلام الرياضي ، بأسمى معانيه كما أفهمه : تواصلا حيا على قاعدة " غرسوا فأكلنا ، ونغرس فيأكلون" بعيدا عن المناكفة المستغربة بين الأجيال ، وبعيدا عن كل ما من شانه إعاقة أداء الرسالة الأمينة ، والحيلولة دون وصول الحقيقة كما هي ، بعيدا عن رضا الراضين ، وغضب الغاضبين .

هذا هو الإعلام الرياضي ، كما تعلمنا على مدارج الجامعات ، يحول الناقد الرياضي إلى صائغ ، تماما كما فعل صاحب العمدة ابن رشيق ، عندما شبه النقاد بصيارفة الشعر ، وليتفق الجميع معي أن الصاغة يحولون الذهب من تبر إلى قلائد تتزين بها الحسناوات ، ولكم أن تتخيلوا كرة القدم ، لو أن مبارياتها لم تتابع عبر الإعلام الرياضي ، فهل سيبقى الريال ريالا ، والبايرن بايرنا ، أم أن هذه الأندية ستعود إلى دوائرها الضيقة !

هذا هو الإعلام الرياضي ، كما تعلمناه يا جماعة الخير ، ليس مدحا متملقا ، ولا قدحا متجنيا ، انه غوص في غمار العمل الرياضي ، وتحليله بعين المبدعين ، وقياسه بمعايير القوانين ، ثم الوصول بالفطرة الصائبة إلى كُنه الكلام ، وإبراز الايجابيات لتعزيزيها ، ورصد السلبيات ، ووضع الحلول الواقعية ، الكفيلة بعلاجها ، بعيدا عن الأفكار المسبقة ، وبعيدا عن الميول التي تتصل بأهواء والعواطف !

هكذا تعلمنا الإعلام الرياضي ، رصدا للإمتاع ، وأرشيفا للإبداع ، خطا أمينا للوقائع ، ورسما واقعيا للأحداث ، وإبداعا يرفع شان المبدعين ، كلمات تؤرخ للفعاليات الرياضية، وتعاليق تترنم بالبطولات في الملاعب والقاعات والمسابح ، ومتابعات على الشبكة العنكبوتية ، تتحول إلى منتدى مفتوح ، ومائدة مستديرة يتجمع حولها الجميع .

الحمد لله ،لقد أصبح عندنا دوري .. سمعت هذا الكلام من أكثر من إعلامي ... والحمد لله لقد أصبح للإعلاميين عمل يليق بمواهبهم ، فهَبوا إلى الملاعب ، مساهمين في نجاح الدوري ، وحركوا أقلامهم إلى دائرة الفعل ، بعيدا عن الردح المخزي ، والمدح غير المجدي .

نعم لقد أصبح لنا دوري ، كغيرنا من الأشقاء والأصدقاء ، وأصبح لنا إعلام رياضي ، يضم أجيالا من الإعلاميين ، ممن يجتهدون في التفاعل مع أحداث هذا الدوري... والأمل في أن يواصل الإعلام الرياضي الاطلاع بمهامه الجسام ، مكللا بصدق النوايا ، كما تعلمنا من أستاذنا سامي مكاوي ، وكما يحاول أن يتعلم المتحلقون في منتدى الكورة ، وغيره من المنتديات الرياضية !

مواضيع قد تهمك