شريط الأخبار

وكالة بال سبورت تلتقي أكرم عكه رئيس البعثة البارالمبية الفلسطينية بعد عودته من بكين

وكالة بال سبورت تلتقي أكرم عكه رئيس البعثة البارالمبية الفلسطينية بعد عودته من بكين
بال سبورت :  

القدس - وكالة بال سبورت / عاد فبل عيد الفطر السعيد من بكين وفد اللجنة البارالمبية الفلسطينية بعد مشاركته بدورة الالعاب البارالمبية الدولية التي أقيمت في العاصمة الصينية بكين عقب انتهاء الدورة الاولمبية، شبكة ووكالة بال سبورت التقت برئيس البعثة الاخ اكرم عكة وكان الحوار التالي معه:

هل لك ان تعرفنا بوفد اللجنة البارالمبية الفلسطينية الذي شارك بدورة بكين؟

تشكل الوفد من المدير الفني والخبير بالالعاب البارالمبية ماهر راضي من غزة وكذلك مدرب العاب القوى ثائر دراغمة من طولكرم بالاضافة لمدرب اخر للالعاب القوى والجري مازن شحاده ومن البطلين المؤهلين حسام عزام في لعبة رمي الجلة ومحمد فنونة في سباق الجري (100م + 200م ) وجميعهم من غزة بالاضافة لي كرئيس للبعثة.

قبل سفركم كثر الحديث عن طريقة خروج اعضاء الوفد من غزة، فهل لك ان توضح ماذا حصل وكيف استطعتم اخراجهم من عزة؟

هذا سؤال رائع فقد عانينا الكثير قبل ان نتمكن من اخراجهم من قطاع غزة لدرجة ان مشاركتنا كانت مهددة حتى اللحظة الاخيرة، فلقد كان مقرر ان يخرج الاخوة من غزة مع بداية شهر آب والتوجه الى تونس لعقد معسكر تدريبي هناك مع الاخوة التونسيين وللاسف لم نتمكن من ذلك لا من خلال معبر رفح او غيره من المعابر لعدم الحصول على التنسيق المطلوب مع الجهات المعنية وعندما أغلقت الطرق واستنفذت جميع الوسائل واصبح من الصعب جدا اخراج اعضاء الوفد للتوجه الى الصين ولم يتبق الا ايام قمنا بمخاطبة اللجنة المنظمة الصينية (البوكوك) والتي قامت بدورها بالاتصال بالسفير الصيني لدى السلطة القلسطينية وكذلك بعرض المشكلة على اعضاء اللجنة البارالمبية الدولية وعلى الفور اتصل السفير الصيني بنا مستفسرا عن ادق التفاصيل وقام بمخاطبة الخارجية الاسرائيلية بخطاب شديد اللهجة وطلب منهم السماح لاعضاء الوفد بمغادرة قطاع غزة عن طريق معبر ايرز والسماح لهم بالمرور الى مدينة اريحا من اجل التوجه الى الاردن وهذا ما تم، وبعد 24 ساعة كان الاخوة اعضاء الوفد في طريقهم لاريحا ومن ثم الى الاردن وهذا ما تم بالتفصيل، واود ان اشير هنا الى تقصير واضح من قبل العديد من الجهات المعنية والوزارات المختصة واللجان ذات الشأن التي لم تحرك ساكنا في المساعدة باخراج اعضاء الوفد من غزة بالرغم من مناشدتي انا وغيري من اعضاء اللجنة لهم .

واود ان اشير كذلك بان عودة الاخوة الى القطاع كانت ايضا معاناة شديدة ومأساة حقيقية اضطروا فيها الى المبيت في اريحا ورحلة العودة من بكين الى غزة استغرقت اربعة ايام كاملة وهذا ما لم يحدث لاي وفد من 200 دولة شاركت في الدورة البارالمبية 2008.

ما هي الالعاب التي شاركتم فيها وكيف كانت النتائح؟

بداية اود ان اشير الى الامور التالية:

اولا: عدم تمكننا من الاعداد المناسب للاعبين وذلك لعدم عقد معسكر تدريبي في تونس كان له الاثر والدور الكبير في جاهزية اللاعبين للمنافسة في بطولة عالمية كالدورة البارالمبية هذه.

ثانيا: التهديد بعدم المشاركة الذي نتج عن عدم تمكن اعضاء الوفد من الخروج من غزه اثر سلبيا على نفسية اللاعبين.

ثالثا: قضية الدمج بين الفئات والغاء بعض المسابقات من قبل اللجنة الدولية حرمنا من الحصول على المراكز والميداليات التي كانت من المتوقع الحصول عليها.

اردت ان اتحدث في البداية عن هذه الامور كمقدمة لسؤالك والآن سأخوض في الاجابة:

نحن شاركنا في ثلاثة مسابقات وهي جري 100 وجري 200 للفئة الثالثة للاعاقة البصرية ومثلنا فيها البطل محمد فنونة الحائز على فضية العالم في الوثب الطويل (وهذه اللعبة تم حذفها من الالعاب المشاركة لتقارب الارقام المحصلة من الارقام الاولمبية) وتأهل ببطولة العالم لسباقي 100 + 200 م

جري واستطاع فيها فنونة من تحسين رقمه العالمي وخاصة في سباق الجري ل 100 متر حيث حصل على 11:74 ثانية وهذا يفصله عن الرقم الفائز بالميدالية الذهبية بحوالي نصف ثانية.

وكذلك شاركنا في لعبة رمي الجلة ومثلنا فيها البطل حسام عزام لفئة 53 للاعاقة الحركية والجدير بالذكر ان حسام عزام هو حاصل على برونزية سيدني وفضية اثينا في هذه المسابقة ولكن ما حصل مع عزام هو الآتي: فلقد تم وبقرار من اللجنة الدولية البارالمبية دمج فئة 53 مع فئة 54 الاقوى والاقدر على الوصول لارقام اكبر ومع هذا فقد حافظ البطل حسام عزام على رقمه وبقي الثالث على العالم لفئة 53 ولكن مع الفئة المدمجة فقد حصل على المرتبة السادسة بالعالم في دفع الجلة.

اتمنى ان اكون قد اعطيت صورة واضحة ومبررة لما حصل معنا والنتائج التي احرزناها وهنا اود ان اقدم اعترافي بان الاخوة المدربين والابطال اللاعبين الصائمين وعلى رأسهم المدير الفني الفذ ماهر راضي بذلوا كل الجهد في فترة التدريب واثناء المسابقات استحقوا معها مني كل الشكر والثناء على اخلاصهم وتفانيهم وتصميمهم على رفع اسم فلسطين عاليا والحصول على الميداليات البارالمبية كما تعودنا دائما ولكن قدر الله وما شاء فعل والحمد لله رب العالمين.

وعلى الاصعدة الاخرى كيف كانت نتائج لقاءاتكم واجتماعاتكم ونتسيقكم مع الوفود الاخرى في بكين؟

الحمد لله فان لدولة فلسطين والشعب الفلسطيني مكانه وتقدير لدى الكثير من الشعوب وهذا ما لمسناه خلال تواجدنا في هذا المحفل الدولي الرياضي الذي يحصل كل اربعة سنوات فلو قارنا المساحة الجغرافية وعدد السكان الفلسطيني مع بقية دول العالم لما كان لنا وزن يذكر مع صغر حجمنا الجغرافي وعددنا السكاني.

ولكننا نتمتع بوزن ومركز ممتاز مع دول العالم وهذا ما لمسته خلال الاجتماعات اليومية لرؤساء الوفود وبالاجتماعات الخاصة بتقييم سير البطولة مع اللجنة المنظمة ومع اللجنة البارالمبية الذين كانوا يظهرون كل التقدير والاحترام لفلسطين ولشعبها الصابر المناضل ولارادته الصلبة للوصول لجميع الميادين العالمية الرياضية مع قلة الامكانيات المتاحة وشح الموارد اللازمة للاعداد وللمشاركة في هذه البطولات.

ولقد كان يوم الاستقبال الرسمي للوفد البارالمبي الفلسطيني والذي يعرف بيوم رفع العلم في القرية البارالمبية يوما رائعا بالفعل وكانت الجماهير التي حضرت هذه المراسم سواءالجماهير الصينية او غيرها من الجنسيات لاكبر دليل على حب العالم لفلسطين ولشعبها فعندما عزف النشيد الوطني الفلسطيني اثناء رقع العلم رأينا دموع الكثيرين من غير العرب تعبيرا عن تأثرهم بهذه اللحظات الخالدة التي تم فيها رفع العلم الفلسطيني اسوة بباقي اعلام دول العالم.

لقد قمنا بالالتقاء بالعديد من الوفود المشاركة وكان اللقاء الابرز اللقاء الذي تم مع الوفد الياباني المنظم ليطولة اسيا عام 2009 والتي ستعقد السنة القادمة في طوكيو وتم التفاهم على معظم النقاط المطروحة حيث ابدينا موافقتنا على الحضور والمشاركة وابدى مسؤولي اللجنة البارالمبية رغبتهم في دعم هذه المشاركة وكان كذلك من اللقاءات المميزة اللقاء بالدكتور علي حرز الله رئيس البعثة التونسية الذي ابدى كل التفهم كعادته للاوضاع التي نحياها وكذلك ابدى الاستعداد لاستقبال اي وفد من قبلنا سواء لمعسكرات التدريب هناك او لاقامة اي بطولة تشجيعية تنافسية ودية مع اللاعبين التونسيين.

وكذلك قام الاخوة ماهر راضي وثائر دراغمة ومازن سرحان بحضور الاجتماعات الفنية والتي تمت فيها مناقشة الامور الفنية والتقنية لرياضة المعاقين وشاركوا بفاعلية في اتخاذ بعض القرارات المهمة لبعض الالعاب والمسابقات.

لقد قمنا بحضور كل اللقاءات الادارية والفنية بهذه الدورة ولبينا معظم الدعوات التي توجهت الينا من الدول الصديقة وكان ولله الحمد حضورنا ومشاركتنا مميزة.

ماذا اضافت هذه الدورة لك في مجال رياضة المعاقين؟

طبعا اضافت لي الكثير الكثير فهذه كما وصفها الخبراء تعتبر اعظم دورة بارالمبية في تاريخ الحركة البارالمبية الدولية فلقد استفدنا كثيرا واكتسبنا خبرات كبيرة في اساليب التدريب واللعب واداريا استفدنا في كيفية تنظيم البطولات الكبيرة واصبح لدينا معرفة ودراية بالقوانين الجديدة وبنظام الدمح بين الفئات واطلعنا على العاب لم نعرف عنها ولا نمارسها هنا . وباختصار حضور دورة كدورة بكين اعتبره حدثا مهما جدا في حياتي وان شاء الله ينعكس خيرا وايجابا على الحركة البارالمبية الفلسطينية.

ما انطباعك عن الشعب الصيني؟

حقيقة ان الشعب الصيني شعب عظيم وذو حضارة وتاريخ عريق وهو شعب محب للرياضة خلوق ومنظم وكان اقبالهم على حضور المنافسات رائع وبشكل لا يوصف فكانت حميع المدرجات لجميع الالعاب مليئة ولا يوجد اي شاغر وكانوا يصطفون منذ ساعات الصباح الاولى لشراء بطاقات الدخول وكانوا يتفاعلون مع المباريات بشكل ممتاز وكانوا يشجعون جميع اللاعبين والفرق بشكل حيادي.

الشعب الصيني شعب مضياف وكريم ومحب للفلسطينيين بشكل جيد وهو كذلك يقدم المتطوعين والمؤازرين بشكل كبير وكان بالدورة مليون متطوع لخدمة الضيوف وتسهيل الحياة عليهم سواء داخل الفرية الاولومبية او الاستاد والملاعب او في المدينة.

هل من كلمة اخيرة توحهها في ختام هذا اللقاء ولمن تريد توجيهها؟

اولا، اريد ان اوجه كلمة الى الاعلام الرياضي الفلسطيني واشعر بالالم والمرارة عند توجيه هذه الكلمة فلقد كان اعلامنا الرياضي سواء الاعلام الرسمي او غير الرسمي فالاعلام الرياضي الفلسطيني كان غائب كليا عن تغطية هذا الحدث الرياضي الهام وللاسف الشديد فالاعلام لا يهتم قطعيا لرياضات ذوي الاحتياجات الخاصة فلم نشاهد الفضائية الفلسطينية تعطي اهتمام للدورة ولو بعشر ما اهتمت به للدورة الاولمبية ولم تنقل حفل الافتتاح الرائع ولا حتى جزء من المباريات والتي تخص الالعاب التي شاركنا فيها وما حصل مع الفضائية الفلسطينية يمكن ان ينسحب على باقي وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة.

وفي هذا المجال اقترح ان نقوم بعقد حلقة دراسية يعد لها من قبل شبكة ووكالة بال سبورت (لما تتمتع به من مصداقية وشفافية) واللجنة البارالمبية الفلسطينية وتدعى لها كافة وسائل الاعلام الرياضي في الوطن لمناقشة هكذا ظاهرة غير حضارية وغير رياضية وايضا غير انسانية حيث تم تجاهل الالعاب البارالمبية ولم يتم تغطيتها الا من خلال رسائل كنا نحن نقوم بارسالها وتحريرها من الصين وتنشر فقط في الصحف المحلية ونتيجة لعلاقات وارتباطات شخصية لنا مع محررين هذه الصحف.

ارجو ان يعذرني اخواني الاعلاميين الرياضيين على كلامي لكن في الحقيقة ان رياضة ذو الاحتياجات الخاصة مظلومة ولا مكان لها في الحياة الاعلامية الرياضية الفلسطينية.

والكلمة الثانية اوجهها لوزارة الشباب والرياضة وللجنة البارالمبية الفلسطينية ومفادها ان رياضة ذوي الاحتياحات الخاصة تستحق منكم اهتمام ومتابعة اكثر وتحتاج مساعدتكم ومساندتكم واود ان اذكركم بالحقيقة التالية " في تاريخ الرياضة الفلسطينية الحديثة لم نحصل على الميداليات الاولمبية الا من خلال اللجنة البارالمبية الفلسطينية (الاتحاد الفلسطيني لرياضة المعاقين سابقا) وفهمكم كفاية.

مواضيع قد تهمك