فايز نصار، الخليل

لأول مرة منذ سنوات طويلة احتفل الرياضيون الفلسطينيون بعيد الفطر السعيد ، وسط انجاز رياضي غير مسبوق ، تمثل ببطولة الدوري التصنيفي للدرجة الممتازة بالضفة الغربية ، على إيقاع نجاح اتحاد الكرة في إيصال ثلث مباريات الدوري الى شواطئ الأمان ... على أمل أن تتواصل الانجازات ، ويتواصل التقدم والنجاح .

ولأول مرة ، في التاريخ الرياضي الفلسطيني ينجح رجال فلسطينيون – بدمهم ولحمهم – في تحقيق انجاز رياضي يستحق الذكر ، ويستحق أن ينقل إلى النظارة العرب ، حصريا على الأثير المصور لراديو وتلفزيون العرب .

نعم ... لقد احتفل الرياضيون الفلسطينيون بالعيد في المواقع ، لجان تجتهد لأداء مهامها . ومدربون يسافرون لتحضير فرقهم ، ولاعبون يتركون معمول العيد ، كرمال عيون التدريب ، وفرق رياضية تسافر ليلة العيد مساهمة في إنجاح الدوري .

نعم ... لم يسمع بعض العاملين في شؤون الدوري تهاني العيد " كل عام وانتم بخير" إلا عبر الهاتف ، لأن استحقاقات الدوري حرمت لاعبين من رؤية اعز الناس في غزة ، وحرمت مدربين ولاعبين من اعز المصافحات في العيد السعيد ، لأن في الأفق مهمة تتقدم على العواطف والأهواء الشخصية .

"كل عام وانتم بخير" نقولها لكل العاملين في مجلس ولجان اتحاد كرة القدم ، من ربان السفينة اللواء جبريل الرجوب ، حتى آخر رجل يعمل حارسا في الاتحاد ، مرورا بكل الجنود المجهولين ، ممن يعملون بعيدا عن الأضواء ، ولكن عملهم لا يقللا تأثيرا عن عمل غيرهم !

" كل عام وانتم بخير" نقولها لكل العاملين في إدارات الأندية ، ولكل أعضاء اللجان الرياضية ، ممن يسهرون ، بعيدا عن الأضواء في التحضير الإداري واللوجستي للفرق الرياضية ، وكل عيد والرياضة بخير لكل متطوع امضي ساعات العيد في أروقة الأندية ، مساهما في حل مشكلة رياضية !

" كل عام وانتم بخير" نقولها للمدراء الفنيين للفرق الرياضية ، وأقصد المدربين ، الذين أصبحوا كبش الفداء ، قبل أن يأتي عيد الذبح الأكبر ، تحية لكل المدربين ، ومعظمهم يعملون طوعا ، ولكنهم تحولوا إلى شماعة للنتائج العاثرة ، فاستقالوا ، أو أقيلوا ، حتى وصل عدد المدربين المبعدين إلى عشرة ، دون أن نسمع عن رئيس ناد واحد ابتعد أو أبعد على خلفية النتائج السيئة ، فتحية للمدربين الساهرين على الإعداد الفني للفرق ، والأمل في لفتة من الاتحاد تحفظ حقوق المدربين ، وتساهم في تأهيلهم ، ولكن البداية يجب أن تكون من المدربين أنفسهم ، فتشكيل جمعية للمدربين فكرة قد تستحق الدراسة !

" كل عام وانتم بخير" نقولها للحكام ، الذي تجسموا مصاعب السفر ، وتنقلوا بين المدن ، مساهمة شبه طوعية في إنجاح الدوري ، وكل التحية لقضاة الملاعب وهم ينجحون في رفع التحدي ، ويؤكدون أنهم أهل للثقة التي منحها لهم الاتحاد ، ويثبتون أن دورة التأهيل العاجلة في عمان لم تكن ضربا في الرمل ، بل كانت خطوة مدروسة ، يجب أن تعمم على عناصر الانجاز الأخرى في مجال كرة القدم ، وخاصة لعنصر المدربين !

" كل عام وانتم بخير" نقولها للاعبين الذين يجتهدون لرفع المستوى العام ، ويبهرون رواد الملاعب بمهاراتهم التي كانت تنظر فرصة التنافس للإعلان عن إمكانيات ، يمكن أن تكون مقدمة للتألق الكروي الفلسطيني ، الذي سيكون البداية لاستعادة الأمجاد ، فتحية لكل اللاعبين ، على أمل أن يتحلى جميعهم بالوعي الناضج ، ويدركون أهمية ما يصنعون فوق الملاعب الخضراء في استعادة الوعي الوطني لشبابنا .

" كل عام وانتم بخير" نقولها للجمهور الرياضي الكريم ، الذي لبى نداء المنازلة الرياضية ، وجاب الملاعب مساهما في زرع الأمل في الملاعب ، ولم يحول دون ذلك لا شهر الصوم الفضيل ، ولا عيد الفطر السعيد ، ولا حواجز الاحتلال ، التي تحاول أن تنغص علينا احتفالاتنا الرياضية ، كما حصل مع جمهور عسكر ، الذي وصل إلى نابلس عند مطلع الفجر .

" كل عام وانتم بخير" نقولها للإعلاميين الساهرين على نقل وقائع الدوري العام ، ولسان حالهم يقول : لا شكر على واجب ! والأمل في مزيد من الاهتمام بآليات نقل الحدث ، بالمتابعة الفنية ، لأن صدى المباراة كخبر عاجل ، أصبح من عمل المواقع الالكترونية ، والمحطات الإذاعية والتلفزية المحلية والدولية .

" كل عام وانتم بخير" نقولها لكل من اجتهد ، وساهم في رسم ملامح صورة دورينا ، وأخص هنا الرابضين أمام شاشات المواقع الالكترونية ، وخاصة موقع كورة فلسطينية ، لأن الدوري جمع شمل رواد المقهى الرياضي الفلسطيني ، على مائدة التنافس الشريف ، على أمل أن يترفع المشاركون في هذا الموقع الحر عن مس كرامات الناس ، ويركزون على عرض الأفكار ، التي من شانها تحسن المستوى العام .

" كل عام وانتم بخير" نقولها لكرة القدم الفلسطينية ، ولكل من يعمل ولو بالنية الحسنة ، والكلمة الطيبة على مواصلة المسيرة ، وتحسين الأداء ، وتشريف الوطن المفدى !

والحديث ذو شجون

nassarsport@yahoo.com