كتب احمد البخاري/ القدس

قادتني رجلاي الا حيث كنت احب من قبل، وهو نادي اريحا للفروسية الذي كان يضج بالخيل والبشر، وبالاستقبال المعتاد قابلني راعي النادي ورئيسه وحارس خيله الامين " ابو ياسر" حسن البزلميط رئيس الاتحاد الفلسطيني للفروسية، ذلك الاتحاد الذي خط اسمه باحرف من ذهب في البطولات العربية والدولية وفرض هذه الرياضة التي حضنا عليها خليفة رسول الله سيدنا عمر حين أوصانا قائلا ( علموا اولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل)، وكعادتي مع ابو ياسر كنت ابدء دائما بسؤالي عن خيل الرئيس الشهيد ياسر عرفات قبل الأطمئنان عن صحة ابو ياسر الذي اكن له ولعمله الدؤوب كل المحبة.

لا أدري عن سبب العبوس والاحباط الذي اصاب هذا الرجل النشط، الذي باغتني بهجوم من العيار الثقيل، أذ ابلغني ان رأس الخيل الذي يملكه الرئيس ياسر عرفات والمحبب عنده مصاب بالمرض خلال التمرينات ولا نملك ثمن علاجه، وباغتني ايضا ابو ياسر ان ثمن طن الشعير ارتفع الى 2200 شيكل بعد ان كان 900 شيكل، وهذه المعلومة ما كنت اعرفها من قبل، وأن كل رأس خيل موجود لدى النادي او للاتحاد وهي رؤوس خيل عربية ومنها الأصيل الذي يملك شهادات ميلاد اصلية بحاجة لطعام شهري قيمته الف شيكل، وآراني ابا ياسر " التبريد الذي خصصه لغرف الخيول التي عانت من حر اريحا الشديد، وابلغني البزلميط ايضا ان هناك مشاركة لسباق جمال الخيول العربية سيقام في الاردن قريبا، وان خيولنا صاحبة الجمال لا تقدر على المشاركة او التنافس لقلة ما باليد، فقبل ان تصل الخيول للاردن هي بحاجة لفحوصات دم بالاضافة لتعيمات خاصة ومن ثم تحصل على اذن الدخول، وكل فحص من هؤلاء يزيد تكلفته عن الالف شيكل ويجري في لندن او دبي، وبطبيعة الحال لا يملك النادي او رئيسه حسن البزلميط اي شيئ منها، وذلك بعد ما باع جزءا من مقتنياته الخاصة ومنها سيارته ليصرف على النادي وليضمن استمرارية عمل النادي وبقاء رؤوس الخيل على قيد الحياة قدر الأمكان.

وبعد هذا الهجوم الذي وجهه نحوي البزلميط شربت قهوتي وعبست مثله وعدت أدراجي نحو القدس والسكون والسكوت حل علي، ولم أعلق على كلماته ولم انبس ببنت شفة.

فهل يحرك اصحاب القرار انفسهم؟