جبريل الرجوب رجل المواقف لا يعرف المستحيل
بقلم الحكم الدولي خالد عمار
هذا هو جبريل الرجوب ، رجل المواقف المميزة ، الواثق بقراراته وخطواته ليس من منطلق الدكتاتورية وانما لتجربته الواسعة التي أكتسبها طيلة محطات حياته بدءً بالمدرسة النضالية الاولى وهو يقاوم جبروت السجان الاسرائيلي مع زملاء دربه دفاعاً عن فلسطين الهوية والعلم والارض والانسان وكل القيم النبيله ، وهي محطة ولا كل الجامعات لان شهادتها تطال مختلف التخصصات وتقوم على مخزون ثقافي غزير ورؤية ثاقبة وانضباط دقيق وانتماء كبير وعطاء لا ينبض وهي بمجملها تشكل خلطة الادارة الحديثة الناجحة من تخطيط وتنفيذ ورقابة وترسيخ نظرية الثواب والعقاب ، ومروراً بتجربته الاعلامية في مدينة القدس بعيد التبادل وبخاصة في مجلة " عبير " التي حملت على صفحاتها الهم والحلم الفلسطيني بالكلمة والصورة ، ثم تجربة الابعاد التي أصر فيها الرجوب على أن يكون أكثر التصاقاً وقرباً مع فلسطين التي عشقها من خلال تواصله الدائم بين القيادة ورمزها الراحل ياسر عرفات " ابو عمار " والوطن حتى تجربته الامنية في بناء جهاز الامن الوقائي منذ اللحظة الاولى لبناء السلطة الوطنية الفلسطينية .
وكان الرجوب في جميع الحقول التي عمل على رأسها كما هو ، صاحب موقف قوي وصريح وواضح ، لم يعرف المماطلة ولا المجاملة ولا التخاذل ولا المستحيل ، يفكر ملياً ويستشير بهدوء وحنكة ويجمع المعلومات وعندما يحدد اهدافه لا يعرف الا العمل والتنفيذ للوصول الى النتائج المنشودة والنجاح .
لقد عاشت الاسرة الكروية الفلسطينية سنوات من الضياع والتشتت والتسيب لغياب الادارة الحكيمة والقوية القادرة على ضبط الامور وفرض الانظمة والقوانين وتطبيق اللوائح والتعليمات والتخطيط والتنفيذ والرقابة ونسج العلاقات المطلوبة على مستويات الوطن والخارج ، فتعطلت البوصلة وتوقف الدوري والمسابقات واتسعت الخلافات والكولسات وشوهت صورتنا وعلاقاتنا أمام شعبنا وأصدقائنا في العالم وفقدنا ثقة الاتحادات الدولية والآسيوية والعربية ، فكان كابوساً اقلق كل رياضي في الوطن بعد ان دخلنا نفقاً مظلماً هدد بشطب اتحادنا الكروي وكوشان ميلاده من الطابو الدولي .
ان تسلم جبريل الرجوب لقيادة اتحاد كرة القدم يشكل منعطفاً بارزاً ليس فقط على الساحة الرياضية الفلسطينية بل سيتعدى ذلك الى الساحتين العربية والدولية ، وسيسجل التاريخ انتفاضة جديدة سيشهدها اتحاد الكرة بعد ان استطاع المخلص ابو رامي وزملاءه من دب الحياة في شرايين الاتحاد ونقله من غرفة الانعاش الى منافسة الكبار وعلى كافة المستويات ، انه تحول بمقدار 180 درجة ، فاليوم نستطيع ان نفخر بأن عندنا اتحاد قوي وصاحب كلمة وقرار واجندة .
لم أشك لحظة واحدة في امكانات رئيسنا الجديد جبريل الرجوب ، فهو الاقدر على التعامل مع مشكلات اتحاد الكرة والتي اساسها الاول والاخير حسن الادارة واتخاذ القرارات وصون وحماية القرارات والانظمة ، وعندما وعد ابو رامي قبيل الانتخابات بانه جاهز لخدمة هذا القطاع الكروي الشبابي الهام وأكد على ذلك بعد تسلمه مهامه الرسمية بدأنا نلحظ التحركات النوعية لهذا الرجل في كل الاتجاهات ، فقد أعاد الهيبة للاتحاد وجميع لجانه وأصر على متابعة كل كبيرة وصغيرة تلامس الاسرة الرياضية من اندية وخبراء وحكام واداريين واعلاميين حتى وظف علاقاته الواسعة في الوطن والخارج لتحقيق الحلم الذي يراود كل فلسطيني يطمح بوصول فلسطين الى مصاف الدول المتقدمة في الرياضة .
لقد وضع الرجوب وبمساعدة زملاءه الاسس السليمة لانطلاق المسيرة القادمة ، حرثوا الارض واعدوها وبذروها بكل الاصناف الطيبة وسيكون الوطن على موعد مع قطف الثمار ، وكما يقال " اول الغيث قطره " وهذه القطرة ستكون بمثابة أمطار الخير التي ستهطل على ستاد اريحا الدولي في الحادي والعشرين من الشهر الجاري عندما ستحتفل فلسطين بانطلاق الدوري الممتاز وسط ترتيبات دقيقة ومنظمة تعكس صورة مصغرة عن رؤية الرئيس الجديد لاتحاد الكرة جبريل رجوب ، لاول مرة تكون اجندة المباريات والخط البياني للمنافسات من نقطة البداية وحتى النهاية واضحة وضوح الشمس ولاول مرة تكون فلسطين مثل الدول الاخرى في هذا الجانب ، ولاول مرة سيكون الدروي الفلسطيني على شاشات النقل التلفزيوني ليصل الى كل ارجاء العالم ليحمل ابلغ رسالة بان الشعب الفلسطيني موجود وله هوية وتاريخ فانتظرونا في المنافسات نحن قادمون .
اننا كرياضيين واعلاميين وفي كل المواقع نشعر بالفرح والسعادة لتعافي اتحادنا الكروي وأخذه المبادرة للقيام بكل مسؤولياته تجاه الاندية والشباب ونتمنى لرئيس الاتحاد الاخ جبريل رجوب التوفيق والنجاح لترجمة كل الافكار النيرة والنوعية التي عودنا عليها خلال انجازاته في المواقع الاخرى مع تقديرنا واحترامنا لجميع الاخوة اعضاء الاتحاد ولتبقى فلسطين توحدنا وتجمعنا وتدفعنا للبناء والعطاء والابداع .