شريط الأخبار

عدائونا ... وعدائوهم !!!

عدائونا ... وعدائوهم !!!
بال سبورت :  

كتب يوسف حماد – مدرب العاب القوى بكين  

بدأت عقارب الساعة تدق لتعلن أنطلاق فعاليات أم الألعاب الرياضية " العاب القوى" خلال فعاليات أولمبياد بكين 2008 , بمشاركة عمالقة العاب القوى، والذين توجهوا نحو مضمار العاب القوى للدخول في مناخ متوقع أن يغلفه الحماس والمنافسة الحقيقية في أستعراض للعضلات والقوى بعد سنوات من الأعداد والتخطيط وضعها لهم عباقرة العلم والفن والطب الرياضي، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف سنقارن بين " عدائونا ... وعدائوهم " !!! . وهل سيكون نصيب للعدائين الفلسطينيين بالحصول على ميداليات أو التأهل للأدوار النهائية أو الأولية !!! ، فمن المؤكد بأن هذا السؤال يدور في مخيلة جميع محبي ومشجعي العدائين المصري والغروف ، وهي أمنيات وآمال طالما حلم بها الشارع الرياضي الفلسطيني لألعاب القوى وغيرها من الوان الرياضة المختلفة .

   ولكي لا نبحر كثيرا في احلامنا وأفكارنا ولكي ألمس وأتحسس خيوط الصراحة والحقيقة , فالتوقعات التي قد تلامس حظوظ النجاح ستكون منحصرة بتحسين الأرقام الشخصية لهم وليس أكثر .... , وأقول تحسين لأرقامهم الشخصية وذلك نظرا لأنخراطهم منذ ما يقارب ثلاثة أشهر بمعسكرات تدريبية أبتداءا من آريحا والأردن وأنتهاءها في مدينة " كوانزو " الصينية .

   المعسكرات بحد ذاتها كانت جيدة ولامست النجاح المطلوب منها، ولكن هل هذا يكفي لكي نضع " عدائونا وعدائوهم " في مكيال الميزان" ،  ولكي لا نبتعد عن دائرة التفاؤل فمن الطبيعي أن تكون لهذه المعسكرات نتائج طيبة على المستوى العربي وربما القاري،   ولكن ليس على مستوى مشاركة مثل " الأولمبياد " .

    فهذه المعسكرات وحدها لا تكفي لإنجاز فترة الأعداد العام ، مما أضطرنا إلى دمج فترة الأعداد العام والخاص في فترة واحدة، ودون دمجهم في فترة المنافسات والتي يفترض خلالها أن يشارك العداءون في بطولات ولقاءات بمستوى قريب وشبيه لجو المشاركة في " أولمبياد بكين " , وذلك للحصول على نتائج تقريبية وحقيقية عن المستوى العام للعداء ليتم بعدها أعداد الوحدة التدريبية الخاصة، وهذا لم يحصل للأسف الشديد، ولعل ذلك يقودنا ويعيد لنا الذاكرة لما قبل فترة المعسكرات التدريبية، حيث أن العداءون الفلسطينيون تأهلوا تلقائيا لأولمبياد بكين دون الحصول على أرقام تأهيلية وذلك ضمن " الكوته الأولمبية " بمشاركة سباحين وعدائين ضمن فعاليات كل دورة أولمبية من كل دولة لزيادة عدد الحضور العام من دول العالم .

   كما ويجب علينا أن لا ننسى أو نتجاهل عدم وجود بنية تحتية في فلسطين , كمضمار سباق ولوازم ومعدات تدريبية ، وليس هناك نظام تفريغ للمدربين واللاعبين، وليس هناك خطة وطنية شاملة للنهوض بالمستوى الرياضي العام , وأفتقار معظم الاتحادات الرياضية للموازنات السنوية واللوازم اللوجستية لتحسين العمل الإداري والفني , وليس هناك حوافز تشجيعية للمتفوقين .

    ولهذا كله أقول بأن أي تحسن قد يطرأ على عدائينا قياسا مع ما تقدمه الدول الأخرى يعتبر إنجازا كبيرا، ودعونا جميعا نتساءل أين " عدائونا .. من عدائوهم " !!! .   

مواضيع قد تهمك