وقفة حنين
كتب طاهر الديسي/ القدس
كل ما توقفنا للحظة في زحام أفكارنا وبين تلك المعلومات المتضاربة في رؤوسنا اغرورقت أعيننا ورجفت أيادينا التي كانت يوما تحمل حقيبة اليوم الأول في المدرسة .
ومرت تلك الذكريات التي لم يجرؤ احد على نبش محتوياتها خوفا من قهقهة الزمن المسرع الذي أدار عقاربه خلال وجودنا في أفنية وأروقة المدرسة .
وظللنا نقول لعل أصوات الجرس وضحكاتنا كانت عالية فلم نسمع الساعة تدق معلنة انتهاء رحلتنا تلك الرحلة التي جابت حقول المعرفة والتي هزت جدران غرف الصف بصوتها المدوي ونقشت في أذهاننا صور تلك الأيام التي كنا نهواها وأصوات معلمينا الذين صبروا على تلك الرغبة العارمة في أنفسنا التي تدفعنا إلى دوامة ممزوجة بطيش طفولي وعبث قد دغدغ أفواه معلمينا فارتسمت ابتسامة قد نسجت معها غرائز الحنان والعطاء ذلك العطاء الذي أمدنا بقوت يومنا من المعرفة التي أضاءت طريقنا نحو مستقبل واقف في بداية طريقنا منتظرنا بفارغ الصبر لبذل ما في وسعنا ولنحمل اسم مدرسة المطران في الجولة التالية من رحلة حياتنا بإذن الله ولنرفع رؤوس من أمد لنا يد العون واسمعنا هتافات التشجيع من معلمينا وذوينا .
كلمة لا بد منها بحق مدرسة المطران
شعور غريب مليء بالشوق والحنين ممزوج بالاعتزاز والافتخار شعرت به حين قررت أن اكتب عن مدرستي الأم مدرسة المطران ليختلط الحبر بقطرات من الدموع رسمت حروفا تتكلم عن حياة عمرها ثلاثة عشر عاما عشتها في مدرسة المطران وجدت فيها الحنان والعطاء والإيثار والحضن الدافئ لتغرس فينا حبا وانتماء لا يمكن وصفه لهذه المدرسة.هذه المدرسة الشامخة الراسخة على ثرى وطننا الحبيب والتي تقدم كل إمكانياتها لبناء جيل مشرف وواعد بالخير والإشراق محاولة أن توظف كل قدراتها لخدمة المجتمع الفلسطيني عامة والمقدسي خاصة والإسهام في تحقيق أهدفنا الوطنية .
حين نتكلم عن مدرسة المطران لا نتكلم عن مدرسة عادية فهي مصنع الرجال يوم أن عز الرجال مدرسة فرضت احترامها على العالم بأسره ، والجميع لمس نشاطها في الآونة الأخيرة وخاصة ضمن النشاطات اللامنهجية والتي كان لها اثر واضح على المجتمع المحلي ، مدرسة المطران التي تحظى بإدارة متميزة واعية لمتطلبات الطلاب والمسيرة التعليمية والطامحة لتحقيق انجازات عالية على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي تستحق منا كل الاحترام والتقدير وتجعلنا نستبشر خيرا من جيل مميز سيتخرج من أبواب هذا الصرح العلمي الشامخ بفضل هيئة تدريسية مميزة ومتميزة بعطائها الأبوي أللا محدود وتضحياتهم الكبيرة والتي تجاوزت العلاقة التعليمية التبادلية لتسهم في غرس روح الانتماء للمدرسة والوطن وتربي أبنائها على قيم ومعان وطنية وتربوية هامة . وليكون لسياسة المدرسة دور كبير في إبراق اتحاد لجان الطلبة المقدسيين من أروقة مدرسة المطران ليغدو اكبر وأنشط اتحاد طلابي ثانوي يمتد على مساحة مدارس عديدة . إنني اليوم أقف عاجز عن وصف وشكر مدرسة المطران وأسرتها ففي هذه المدرسة وجدنا ذاتنا وشعرنا بقيمة أنفسنا وابرز ما حصلنا عليه من هذه المدرسة هو الاحترام والحب ليترك فينا ذكريات لا يمكن أن ننسها طيلة حياتنا واليوم اسمحوا لي أن أهنئكم وأهنئ عاصمتنا الأبدية ووطنا الغالي بهذا الصرح العلمي الشامخ الذي ينير هذا الوطن . ولتبقى مدرسة المطران رمز افتخارنا واعتزازنا أينما ذهبنا وطالما حيينا وكما نقول دائما نحن أبناء مدرسة المطران ولسنا طلابها، لمدرسة المطران وإداراتها ومعلميها ننحني احتراما وإجلالا و تقديرا ولهم نرفع راية الاعتزاز ونعدهم بان نكون مشرفين لهم في كافة المحافل ونعتذر إن قصرنا يوما في تشريف هذه المدرسة التي تستحق لقب مدرسة المدارس.