أطلبوا الرياضة ولو في الصين…
كتب إبراهيم الطويل بكين
ما أجملك يا ايتها الصين العظيمة , وما أجمل شعبك الصديق , فعلا صدق القائد والرئيس الراحل أبو عمار حين أطلق عليك أسم الصين الصديقة، فعلا فلقد رسم اليوم الشعب الصيني أفضل صور المحبة والصداقة للشعب الفلسطيني , فمنتخبات العالم كلها تعسكر خارج المعسكر البيتي الصيني , ما عدا منتخب بعثة فلسطين للسباحة والعاب القوى فهم الوحيدون المسموح لهم بالاحتكاك والتواجد بجانب نخبة وصفوة الرياضيين الصينيين المتواجدين منذ سنوات عديدة داخل معهد التكنيك الرياضي العالي " جوانج دونج " على ضفاف نهر جزيرة "أيرشا" بمدينة " كوانزو " الصينية تحت أشراف أمهر المدربين الصينيين والدوليين، حيث يعتبر معهد التكنيك الرياضي العالي " جوانج دونج " من أفضل المعاهد الرياضية في العالم وكافة العاملين فيه حاصلين على درجات بروفسور أو دكتوراه في علوم الرياضة المختلفة كعلم الحركة والتشريح والفيسيولوجيا والطب الرياضي والى أخره من علوم وتخصصات في كافة أنواع الرياضات التي عرفت على وجه المعمورة، ويتوفر داخل المعهد بجانب المنشئات الضخمة الرياضية وحمامات السباحة الأولمبية مستشفى ومراكز دراسات طبية لكافة أنواع الرياضات، الصينيين داخل القرية التدريبية كخلية النحل وكيف يوصلون الليل في النهار لخدمة الرياضيين المتواجدين داخل المعسكر والذين تم تجميعهم من صفوة الرياضيين من كافة أنحاء الصين وقاموا بتبني هذه المواهب منذ نعومة أظافرهم فبعضهم لم يتجاوز عمره العاشرة سنوات ومتواجد داخل المعسكر منذ أربع سنوات ويتم الأشراف على دراستهم الأكاديمية داخل الكلية وتتولى الدولة رعايتهم وتأمين كافة متطلباتهم الحياتية ويتقاضون بشكل منتظم ما يسمى "مصاريف للجيب" . وعند سؤالي البروفسور " ماي جواي خوان " مدير ومسئول القسم المائي في المعهد عن طبيعة عملهم هناك , أفاد بأن العديد من هؤلاء الرياضيين ما ندر أن يلتقوا بعائلاتهم , فنحن بالنسبة لهم الأب والأم والعائلة ونوفر لهم كل ما يحتاجونه , فالمعهد هنا مصنع لتفريخ الرياضيين والأبطال في كافة المجالات الرياضية وهناك العديد من الأبطال متواجدون هنا منذ 8-12 عام وعندما تحتاج الدولة من يمثلها في المشاركات الخارجية فنحن العنوان ونحن نستعد لهذا الأولمبياد منذ سنوات طويلة , وعملنا هنا شبيه بمعسكرات تدريب الجيش من حيث مواعيد التدريب والاستيقاظ والنوم ومواعيد ونوعية الطعام وجميعهم يخضعون لأشراف رياضي وطبي وعلاج طبيعي وتدليك طوال العام على أيدي نخبة الأخصائيين في الصين . وأضاف " هناك جنود لخدمة الوطن وحمايته ونحن جنود لتشريف الوطن ورفع العلم " ، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا أين نحن من ذلك وكيف ستقوم لنا قائمة طالما أننا لم نوفر عشر ما يوفروه لرياضيهم , فمتى سنرتقى لهذا الفكر وهذا الانضباط العسكري الرياضي لتحقيق الحلم الفلسطيني الرياضي !! . وأخيرا أقول اطلبوا الرياضة ... ولو في الصين أسوة يالقول المأثور للمصطفى عليه السلام " أطلبوا العلم ... ولو في الصين " .