شريط الأخبار

الرياضة الفلسطينية بين الواقع والتطبيق المنشود

الرياضة الفلسطينية بين الواقع والتطبيق المنشود
بال سبورت :   كتب رجب شاهين/ الخليل تعتبر الرياضه في عصرنا الحاضر علماً قائماً بذاته , له قواعده و اسسه و قوانينه , و اصبحت الدول والشعوب تعتبر الرياضه و الر ياضيين احدى الدعائم الاساسيه لتقدمها و بارومترا حضارياً لما وصلت اليه و هذا ما لمسناه في بطوله اليورو الاوروبيه الاخيره و ما مدى الدعم المادي و المعنوي من قمه المسؤوليه الى القاعده الشعبيه الكبيره لها ، وبدورنا كشعب فلسطيني يقع تحت الاحتلال و هذا هو جزء كبير من الواقع الذي نعيشه , فالبنية التحتية الرياضية شبه معدومة باستثناء المنشآت الرياضية القليلة التي بدأت في الظهور مثل بعض الملاعب الرياضيه و الصالات و غيرها بجهود البلديات و المؤسسات الدوليه المختلفه و الوزارة والذي نأمل هذه الجهود برفع وتقدم الحركة الرياضية الشاملة اضافة الى الضغوط المالية الكبيرة وكذلك النفسيه التي يرزح تحتها كل فلسطيني , وكذلك الاغلاق التام و شبه الاغلاق التام لمعظم اجزاء الوطن سواء في القطاع او الضفه و كذلك وضع الرجل الغير مناسب في العديد من المواقع الرياضيه القياديه على المستوى الرسمي و المؤسسات الرياضيه و الاتحادات و غيرها, ومن خلال هذه المعطيات اود ان اتطرق لبعض الامور و منه:
القياده الرياضيه:
اذا تمعنا في مفهوم القياده الرياضيه فهي فن قياده الافراد بهدف انجاز الاعمال و تحقيق الاهداف و كذلك القدره على تشخيص و تصنيف و توصيف المشكلات و من ثم ايجاد الحلول المناسبه فهي اذن فن و مهنه و مهارات و خبرات مكتسبه و جهد جماعي يسعى الى تحقيق الاهداف , فلو نظرنا الى ما بعد عهد رابطه الانديه الرياضيه و دخول سلطتنا الوطنيه الفلسطينيه وتقديرنا الكبير لتحمل المسؤوليه لوجدنا ان هناك انحسارات على كافه الاصعده و النواحي الرياضيه و الاداريه و التنظيميه و ان هناك تقدم و تطور في مجالات اخرى , حيث ان من المفروض تبوء بعض المراكز القياديه من رياضيين و اكاديميين و اصحاب خبرات و عناصر شابه خرجت من جذور و تاريخ الحركه الرياضيه الفلسطينيه , و قد رأينا ان بعض الدول العربيه كالمغرب مثلاً تقف الرياضيه الدوليه نوال المتوكل على قمه الهرم الرياضي ( الوزاره ) و اما دول العالم فهناك العديد من الامثله و أولها البرازيل التي كرمت لاعبها الدولي بيليه الذي هو ايضا وزير الرياضه و الشباب فهناك العديد من انواع القيادات الرياضيه ومنها:
الديمقراطيه حيث تكون القرارات نابعه من الجماعه أي هي محصله لتفكير جماعي و هي الاسلم
التسلطيه او الديكتاتوريه و هي المرفوضه في مجتمع حضاري مثل مجتمعنا الفلسطيني فكأن بقيه الاعضاء هم تروس في آله ...
القياده غير الموجهه و هي عديمه الجدوى رغم قيام الجماعه باتخاذ و تنفيذ القرارات التي تتعلق باوجه النشاط
و من هذه النقطه ننتقل الى:
الإدارات الرياضيه:
من واقع العمل الرياضي و النظريات الاداريه نجد ان تطبيق مبادئ الاداره الرياضيه ومنها النظام و السلطه و المسؤوليه و تقسيم العمل الاداري و وحده التوجيه , و المساواه و روح التعاون و المبادره و الترتيب و تعويض الرياضيين و مكافأتهم و غير ذلك من الامور التي تسير بالعمليه الاداريه الى طريق السلامه و نجد ان العديد من هذه المبادئ عديمه التطبيق او الاجتهاد في تطبيقها فمثلا نجد ان البيروقراطيه الغير مرغوب بها في الوقت الحاضر تطغى على غيرها و كذلك خضوع المصلحه الشخصيه على المصلحه العامه اضافه الى الميل للعشائرية و الاقليميه الضيقه و احيانا الفئويه مما يضع مؤشراً سلبياً على بعض القيادات الرياضيه في فلسطين . و من خلال الشفافيه و المصارحه فان القائد الرياضي و الاداري الناجح يجب ان تتوفر لديه مزايا اساسيه منها الجسميه و العقليه و النفسيه و التربويه و الاهم الخبره الاداريه الرياضيه و التأهيل المهني و التاريخ الرياضي , فاحيانا يرجع سبب تراجع المؤسسه الرياضيه الى فقدان المسؤولين الرياضيين لهذه الصفات فكأنما همهم الوحيد الموقع الرياضي و حب الظهور معتبرين موقعهم الرياضي هذا هو اضافه مظاهر ليس الاً, هذه الامور الموجزه تقودنا الى العنصر الهام في مبادئ الاداره و هو :
التخطيط
المتتبع لتاريخ رياضتنا الفلسطينية منذ العشرينات وحتى وقتنا الحالي, يرى فيها التذبذب بين التوفيق وعدمه, والشئ الهام في نظر الجميع التطلع نحو المستقبل بمنظار الامل والتفاؤل رغم الظروف الصعبة التي نعيشها على جميع المستويات, حتى ان ترتيبنا العربي ولا نقول الدولي لا نجد الا الصومال وجيبوتي وراءنا !! ولذلك يجب على الجميع من وزارة واولمبية واتحادات واندية وغيرها وضع الاعداد الكامل للوصول اتحقيق الهدف, وتحقيقه باهداف قصيرة المدى واخرى بعيدة المدى, وكذلك تحديد الاعمال او الانشطة وتقدير الموارد واختيار السبل الافضل لاستخدامها من اجل تحقيق الهدف للمؤسسات الآنفة الذكر, فعلى سبيل المثال بالنسبة للوزارة او حتى الاتحادات المختلفة واهمها اتحاد كرة القدم الذي نتمنى ان يسير نحو الافضل فهناك:
-تخطيط طويل الامد ومدته عادة من 10 الى 15 سنة
-تخطيط متوسط الامد ومدته من 4 الى 5 سنوات
-تخطيط قصير الامد ومدته سنة.
ومن خلال هذه المراحل والواقع الرياضي الفلسطيني نستطيع ان نضع التصورات الرياضية بتشكيل طواقم من خبرات رياضية على المستويين الاكاديمي والمهني لوضع خطط مستقبلية مثل المشاركات الخارجية لجميع الفئات واقامة الدوري (على المستوى المحلي) والمنشآت الرياضية, وحتى تخطيط مناهج للتربية الرياضية من التعليم الاساسي حتى نهاية المرحلة الثانوية, ولو تطرقنا الى المشاركات الخارجية (التي تحتاج الى بحث كامل) فهناك فترات اعداد تسبق المشاركة تكون مدتها من ثمانية اسابيع الى اثنا عشر اسبوع تتخللها فترة راحة ايجابية او فترة انتقالية باربع اسابيع مثلا.
اما على مستوى المؤسسات الرياضية (بحث خاص) فيجب اعداد خطط سنوية لاعداد الفرق المختلفة في النادي اضافة للخطط المالية والاجتماعية والكشفية والفنية وغيرها وهذه الامور تقودنا الى كيفية التنظيم.
التنظيم
للوصول الى الاهداف الموجودة لرياضتنا الفلسطينية , يتوجب علينا الخروج من حالة اللاتوجه المستقبلي بتوحيد الجهود وتجميعها في محصلة واحدة وانطلاقها نحو الهدف من خلال مبادئ اساسية وهي:
وحدة الهدف - الكفاية (تحقيق ما يكفي اتحقيقه باقل قدر ممكن من التكاليف وفي حدود وحدة الهدف) - تدرج السلطة - المسؤولية- تقسيم العمل -التوازن بين مركزية السلطة ولا مركزيتها - المرونة - وغيرها, وهذه الامور يجب ان تؤدي الى استمرارية المؤسسة والنمو في تطورها - وتكون هذه الاشياء من خلال قيادة جماعية تخرج بقرارات متوافقة لمصلحة الرياضة الفلسطينية من خلال المؤسسات المذكورة لان القرار هو الانتاج النهائي لحصيلة مجهود متكامل من الآراء والافكار والاتصالات والجهود من هذه الأسس المطروحة والقواعد الإدارية الثابتة التي يسعى كل رياضي فلسطيني الى تحقيقها والتطلع نحو الغد والمستقبل المنشود والمأمول حيث ان الجميع بجهودهم المشتركة وبالوعي الصادق والانتماء الحقيقي لفلسطين وشبابها الواعد بعيدون كل البعد عن الاقليمية الضيقة والتسلق والتملق والمحسوبية وحب الذات وتفضيل المصلحة الشخصية على العامة, وبذا تستطيع الاسرة الرياضية الفلسطينية بجهدها الجماعي- والتقييم الجيد والعمل الدؤوب ان تستبعد وتزيل آفة الرياضة الفلسطينية في كافة مواقعها وعلى كافة الاصعدة, لنصل الى ما نصبو الية في ظل الدولة الفلسطينية العتيدة وعاصمتها القدس الشريف ودرتها الشباب الرياضي الواعد.

مواضيع قد تهمك