شريط الأخبار

نكهة لذيذة

نكهة لذيذة
بال سبورت :  

كتب محمود السقا/ رام الله
رغم ان الرهان على الكرة وعلى نتائجها بات امرا متعذراً، بالنظر الى ما يحدث في بطولة امم اوروبا، التي تدور رحاها على نحو مثير وعجيب في كل من: سويسرا والنمسا، الا انه يمكن القول: ان المنتخب البرتقالي، وأقصد هنا هولندا، او منتخب الطواحين، يتمتع بشخصية ربما ستكون ثابتة، على عكس المنتخب الألماني، الذي بدأ بكل قوة وافرغ من جعبته هدفين ولا أحلى ولا أجمل في شباك بولندا، وعاد لينتكس امام كرواتيا الجامحة والشامخة بفضل توليفتها الرائعة، ويقف في مقدمة التوليفة الفتى الرهيب "مودريتش" ابن الاثنين والعشرين عاماً، والذي أصبح محط أنظار الفرق الكبيرة للتعاقد معه وعلى رأسها ريال مدريد وبرشلونة ومانشستر يونايتد.
المنتخب البرتقالي، الذي عصف بايطاليا في اول ظهور له، وبثلاثية أدمت قلوب الطليان، ما كان له ان يتمتع بمثل هذا المستوى الرفيع لولا توفر العديد من العوامل طبقاً لما تناقلته وسائل الإعلام الهولندية ولعل ابرزها: تخلص المدرب "ماركو فان باستن" من العديد من رجال الحرس القديم وهم: سيدورف وماكاي وفان بومل ودافيدز، وكل هذه الأسماء الكبيرة، والتي لها رنين كما رنين الذهب الخالص، أصبحت جزءاً من الماضي، ليس لأنها لا تتمتع بالمواهب والقدرات والإمكانيات، بل لأن هناك من يضاهيها في المواهب، ويتفوق عليها بميزة عنصر الشباب وهي والأهم، ثم ان الأسماء التي اطيح بها غالباً ما كانت في حالة خصام مع بعضها بعضاً وقد عبر الخصام عن نفسه بشكل بشع بين شوطي اللقاءات، التي يخوضها البرتقالي.
وفي ظل استفحال تلك الظاهرة بين اللاعبين، وفي ظل ظهور تكتلات ومراكز قوى بين اللاعبين كان لا بد من التحرك الحاسم وفرض الحلول الجذرية، فاستقر الرأي على التخلص من كبار السن، لأنهم هم الذين يسببون المشاكل والقلاقل ويعزفون على وتر التكتلات، بسبب تواضع مستواهم، وتمت الاستعاضة عنهم بلاعبين شباب، ولم يتبق من رجال الحرس القديم سوى الحارس "فان در سار" و"فان نيستلروي" و"فان برونكهورست" وثلاثتهم أبدع وأجزل في العطاء، أما بقية اللاعبين فأنهم يتمتعون بحيوية الشباب، وفي تقديري انهم سبب النكهة اللذيذة، التي رسخها الهولنديون امام ايطاليا المصابة بالشيخوخة.

مواضيع قد تهمك