منعش.. ينعش الجمهور المقدسي
منتصر ادكيدك/ شبكة بال سبورت
حقيقة لقد أنعشني هذا الرجل عندما شاهدت شاشة العرض والشباب المقدسي يتابعون المباراة أمام محله بكل تفاعل وحماسة، حتى أنني شاهدت عددا من الشبان الذين توافدوا لمتابعة الشوط الثاني من المباراة وهم يرتدون زي بعض الأندية الأوروبية التي ينتمي لها لاعبو بعض المنتخبات.
شعور ينعش الروح المقدسية بالقرب من أسوارها أمام مدخل باب الساهرة وسط القدس عندما تشاهد العشرات من المتابعين الرياضيين يصطفون أما شاشة العرض وأعينهم تتابع المباراة، من أمام محل منعش الذي عودهم في الفترة الأخيرة على عرض أهم المباريات العالمية والعربية على أبواب المحال التجارية بالقرب من محلة.
هذه التجربة البسيطة من صاحب محل تجاري بالقدس كان لها أثر كبير على الشباب المقدسي، لتجد أن العديد منهم إذا لم يجد مكانا جيدا لمتابعة المباراة مع أصدقائه ليتوجه إلى باب الساهرة ويتابع المباراة مع أبناء القدس، والمهم أن هذه التجربة ومع الأسف لم تعمم على الأندية الرياضية المقدسية التي كان من المفروض أن تبادر هي بعرض المباريات والدوريات الرياضية لتحفيز الشباب المقدسي للتوجه لهذه الأندية، كما كان الحال في المونديال السابق.
وبالنسبة للمباراة التي شاهدتها هناك والتي جمعت المنتخبين الألماني والبولندي، وبكل سرور وفخر بأن أتابعها مع أبناء بلدي ومع عدد من البولنديين السياح الذين كانوا يجلسون من خلفي ويتابعون المباراة بكل دقة ويتفاعلون معها بألحان ونغمات أوروبية، ليخلقوا جوا من التشجيع والمتابعة المشوقة للجمهور المقدسي الموجود.
أما الأداء، ففي النظرة الاولى للمباراة تستطيع أن تحكم بأنك تتابع مستوى احترافي لكرة القدم، وبالنسبة لي فلم أكترث من عدد الركلات التي سددت على مرمى المنتخب البولندي في اللقاء الذي بقدر اكتراثي من جمال التمريرات واللعب الإبداعي من كلا المنتخبين وعلى وجه الخصوص لاعبي المنتخب الألماني.
ففي الشوط الأول ومع تغلب المنتخب الألماني على البولندي بهدف أحرزه بودولسكي بالدقيقة العشرين بكرة مررها اللاعب الأنيق كلوزه هداف مونديال 2006 والمنحدرين من جذور بولندية، إلا أن الأداء العام للمنتخب البولندي خلال هذا الشوط كان قتاليا ولاحظنا اعتماده على عدد من الهجمات المرتدة التي كادت أن تحرز أكثر من هدف في شباك الألمان وبشكل خاص كرة زورافسكي الذي سدد كرة بقرب القائم الأيمن لمرمى ليمان في الدقيقة 36 التي كادت أن تكون هدف التعادل.
ولا ننسى أن هذه المباراة حتى الدقيقة السبعين من عمرها كانت أشبة بالمباراة المكوكية لتبدأ بهجمة وتنتهي بأخرى مليئة بالخطورة وفن التمرير.
ولكن بعد الدقيقة السبعين لاحظنا الحدة التي تحولت على جو المباراة وحصول لاعبين على البطاقات الصفراء، ومن الطبيعي أن المنتخب البولندي أضاع عدد من الكرات أمام مرمى المنتخب الألماني الدقائق العشرة الأخيرة إلا أن أداءه قد وصل لمستوى أقل من الذي بدأ به المباراة.
الفكرة أن المباراة كانت الأجمل ليس لأنني أحب احد الفريقين ولكن لأنني تابعتها على طريقتي المقدسية وبين الجمهور المقدسي.