شريط الأخبار

اعتذر لأهلي في حزيران جديد !!!

اعتذر لأهلي في حزيران جديد !!!
بال سبورت :  

كتب أحمد المشهراوي/ غزة

مع اقتراب ذكرى حزيران الماضي الأليمة على النفوس.. ومن وسط المبادرة التي أطلقها الرئيس محمود عباس لإعادة اللحمة والرجوع إلى مائدة الوحدة الوطنية، وما لاقته من ترحيب داخل حركة- حماس- وأعقبت بكلمة لرئيس وزراء حكومة الوحدة الوطنية إسماعيل هنية.. ومع بشارة تقارب الأخوة بعد خلاف وشقاق مرير، لنبذ الفرقة واستبدالها بالوفاق والاتفاق، وهذا لم يكن مستغرباً على شعبنا المعطاء في ظل الإجرام الممارس من قبل الصهاينة، بل كان متوقعاً بعد فترة وجيزة من ذاك الحزيران، لن أسوق العبارات الرنانة، ولن أنحاز لأي من طرفي الشقاق.. بل أجد لزاماً عليُ أن أضم إلى ممن اكتووا من هذه التفرقة، التي ستظل علامة فارقة في حياة شعبنا، ولا أملك الآن إلا أن أقدم الاعتذار.

فاعتذر للشهداء الذين فارقونا برصاص الأخوة إلى طريق الآخرة .

اعتذر لدماء محمد الضاش مهاجم كرة نادي الزيتون   ..

اعتذر للشهيد البدي قائد دفاعات بيت لاهيا   ..

اعتذر للشهيد هاني الرقب الذي أمتعنا بأهدافه في صفوف نادي العودة.

اعتذر لكل نجوم الكرة والرياضة ممن غيبوا عن عشق حياتهم من فوق ميادين الكرة.

اعتذر لأمي والدة الشهيد محمد رداد .. رغبتي أن تريه في عباءة التخرج..

       .. والد الشهيد السويركي .. انتظر أن يراه ببدلة الزفاف.

        .. لأختي أم حمزة زوجة الشهيد محمد الرفاتي، ومصلي مسجد العباس.

        ..   لإخوتي أطفال الشهيد زهير المنسي، والشهيد النمر، والشهيد حازم الحرازين.

        .. لكل فلسطيني سقط برصاص أخيه، ولم تطله صواريخ الاحتلال .

اعتذر لأرملة لا زالت تمضي ليلها باكية في قلبها الحسرة .. ولثكلى لم تفارقها صورة نجلها غارقاً بدمائه.. لأيتام الدموع تملأ عيونهم حزناً على غياب معيلهم، سرقت البسمة من شفاههم..

.. اعتذر لك يا أمي فاغفري لي، وأنت يا أختي فسامحيني، أما أنتم يا أطفالي فلا أجد ما أقوله.

اعتذر لكم، وأعاهدكم أن تظل فوهة بندقيتي، التي ورثتها عن كابر ستظل فوهتنا إلى صدر عدوي، وأعاهدكم أن أمسح الألم عن محياكم واستبدله بالانتصار على من اغتصب القدس، والبيدر.

.. اعتذر إن كان ينفع الاعتذار، وإن كان عذري مقبولاً ، ولا حول لي غير الاعتذار ؟.

ابن فلسطين قد تعديت حدي باعتذاري غير أن لي انتماء

اعتذر للقدس في ذكرى احتلالها .. اعتذر ليافا العروس التي طال انتظار عريسها لينقذها من الأسر.

اعتذر للأمهات الذين امتهنوا في مراكز تحقيق الأخوة..

اعتذر للجرحى.. وللأسرى.. وممن هدمت بيوتهم..

اعتذر وأحمد الله في نفس الوقت، أن حزيران الماضي مر وأنا غائب عن وطني، حيث شاركت إلى جانب صفوف المنتخب الوطني خلال تواجده في العاصمة القاهرة.

   إن الطريق لا زال ممهد للتوحد والوحدة، للاتفاق والوفاق، فالقدس تنتظركم، ويافا وحيفا والكرمل تشكو ألم الظالمين، وإن لسان حال هؤلاء الشهداء لو تكلموا.. لملموا أنفسكم إخوتي وسيروا نحو القدس.

أسوق عبارات رص الصفوف والوحدة، وانتهز هذه النوايا لإعادة رباط شعبنا في شطري الوطن الممزق، وكفي لمن يعجبه المشهد الأليم..

إن شعبنا لاقى وواجه الكثير من التشريد والضياع، لكن ما يبرر ذلك أنه بأيدي أعدائنا.

أقول لمن ولغ بدم شعبنا.. ويل لكم ،، من شعبكم في الدنيا، ومن الله في الآخرة .

ويل للذين لا يزالون يتلذذون على دماء ومعاناة شعبنا، ليشتروا به ثمناً زائفاً زائلاً، ويل لهم مما تكلمت به ألسنتهم، ويل لهم مما كسبت أيديهم.

  إن شعبنا التواق للانتصارات، ينتظر حزيران جديداً يحمل البشارات، لصون الدم، فهل وعينا ما جرى من حزيران إلى حزيران.. اعتذر لكم

مواضيع قد تهمك