ياسين الرازم- القدس

  بعد الاخفاق لمرشحي محافظة القدس في انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم ، بدأت اندية القدس تشهد حراكاً ادارياً عبر عقد اكثر من اجتماع لتقييم المرحلة السابقة والتعرف على الأسباب الحقيقية التي ادت لفقدان محافظة القدس لممثلها في الاتحاد ولاول مرة منذ عام 1996 .

  حرصت بصفتي رئيساً لنادي الأنصار المقدسي   على حضور الاجتماعين اللذان عقدا في المقر الاداري   لنادي   الموظفين ومقر نادي اهلي الرام ، وسواء كنت اتفق او اختلف مع الأهداف المعلنة او غير المعلنة للاجتماعين او حتى الأفكار والاراء التي طرحها مندوبو الاندية ، فانني اعتقد ان حجم الحضور كان اقل من المقبول ويعكس الصورة الحقيقية للوضع الرياضي المقدسي المتأزم، وحالة اللا مبالاة التي تمارسها إدارات الاندية تجاه معظم القضايا الهامة والحساسة .

   اعتقد ان النقاشات التي دارت في الاجتماعين تطلبت من بعض الحريصين على المسيرة الرياضية المقدسية الكثير من الجهد لإقناع البعض بضرورة النظر الى اولويات الهم الرياضي المقدسي، وعدم حرف النقاش الى محاولة مهمومة لتحميل هذا الطرف او ذاك مسؤولية الإخفاق ، كمن يحاول البحث عن كبش فداء للمرحلة السابقة دون استخلاص العبر من الأخطاء وربما الخطايا التي ارتكبها الكل المقدسي وليس البعض .

  شخصياً طالبت وما زلت أطالب بضرورة اجراء انتخابات جديدة لمجلس ادارة رابطة اندية القدس، ولا اعتبر مطالبتي كردة فعل على نتائج انتخابات اتحاد الكرة ، وفي الوقت نفسه ارفض ما يحاول البعض الذهاب او الوصول اليه باختزال مشكلة الرياضة المقدسية بانتخاب ادارة جديدة للرابطة ، لانها أي الرابطة   لا تشكل الكل المقدسي ،وان كانت تشكل الجزء الكبير منه ، ومن الخطأ والظلم ان ننسى او نتناسى الجهد الكبير والبطولات العديدة التي نظمتها رابطة الأندية في الأعوام السابقة في ظل حالة الترهل والتقاعس لعدد من الاتحادات والأندية المقدسية فلقد كانت الرابطة حاضنة للرياضة المقدسية خلال العقد الماضي ، وارى ان علينا نحن ابناء الحركة الرياضية المقدسية المحافظة على هذا الجسم الرياضي الهام والحيوي وعدم السماح لاي كان العبث به او تخريبه، واذا كان البعض يعتقد ان مجلس ادارة الرابطة تجاوز فترته القانونية ( وهذا حق ) فالسؤال هنا اين كانت الاندية المقدسية من هذا التجاوز القانوني ؟ ولماذا التزمت الصمت؟ لا بل انها كانت تتعاطى مع جميع بطولات واجتماعات الرابطة بصورة ايجابية جداً .

    ان اولويات العمل الرياضي المقدسي يجب ان تكون البحث عن السبل الكفيلة لتوحيد اركانه ، وتجميع اطرافه وتسوية الاشكاليات بين اقطاب العمل الرياضي المقدسي، وليس استغلال نتائج انتخابات الاتحاد لتسديد فواتير سابقة وبيع مواقف أنية للحصول على مكتسبات مستقبلية ، وإذا ما نجحنا في تحقيق ذلك سنكون مؤهلين لفرض محافظتنا في جميع الاتحادات والمؤسسات الرياضية في الوطن، والا سنبقى نراوح المكان دون التقدم قيد انملة وتتحول اشكالياتنا الى   خلافات متجذرة لا قدر الله ، ونساهم عن سبق اصرار وترصد في قتل القدس ومؤسساتها الرياضية والشبابية .

   اخلص في حديثي الى القول ان مطالبة اتحاد الكرة او أي مؤسسة رسمية او اهلية بحقوق القدس في هياكلها   الادارية ودعم الاندية المقدسية، يجب ان يسبقه توحيد الجهد المقدسي وعدم اضاعة المزيد من الوقت والمال والجهد في تقديم أي امر اخر على التوجه بقلوب وعقول مفتوحة ونية صادقة ومسؤولة لتحقيق الهدف الاسمى والمتمثل بتوحيد الجهد الرياضي المقدسي اولاً وقبل كل شيء   .