شريط الأخبار

واقدساه

واقدساه
بال سبورت :  

ياسين الرازم

         في ظلال الذكرى الستين لنكبة فلسطين، جرت انتخابات الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم في المحافظات الشمالية ، في اجواء رياضية وديمقراطية وبشهادة حكومية ودولية، ورغم عرقلة الحكومة المقالة للانتخابات في قطاع غزة ، فان الانتخابات   لم   تشوبها شائبة و جرت بمشاركة غير مسبوقة بلغت 100% ، وقبل الخوض بالعنوان، لابد لنا من تهنئة   مجلس الاتحاد الجديد برئاسة اللواء جبريل الرجوب والاعضاء عزام اسماعيل ،كمال ابو الرب ،هلال ابو كشك ،مؤيد شريم ،محمد ابو حلتم ،ويوسف لافي ،محمد ابو سرور ومحمود خليفة   على الثقة التي منحنتهم اياها الجمعية العمومية ، ونبتهل الى المولى العلي القدير ان يوقفهم الى ما فيه خير وصلاح امر الكرة الفلسطينية والارتقاء بها والاخذ بيدها بعد سنوات عجاف ذاقت فيه الكرة وعشاقها الامرين نتيجة الاهمال والتسويف والصراعات الداخلية .

       يبدو ان البعض مصر على وصف ما حدث يوم السبت العاشر من ايار الجاري بالكارثة او المصيبة او الزلزال، او   حتى تشبيهها بالنكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948 ،ومما لا شك فيه   ان    السقوط الخماسي لمرشحي القدس ، جاء سقوطاً مدوياً وحزيناً ومفجعاً ويوماً اسوداً في تاريخ الكرة المقدسية ، خاصة بعد ان فقدت القدس ولاول مرة منذ العام 1996 ممثلها في الاتحاد والذي كان يشغله خليل حامد وبدر مكي على التوالي، واذا كان التباكي على عدم وجود مرشح للقدس في الاتحاد له مبرراته الموضوعية ، فمن الخطأ المبالغة اوالتهويل   فيه   ، لانه لافائدة من البكاء على الحليب المسكوب ، ويجب الاسراع في لملمة الجراح وتجميع الاوراق المتناثرة   وتوحيد الجهود المبعثرة ومواجهة الحقائق بموضوعية   وشفافية ومراجعة الذات   وتقييم اخطاء وتجارب الماضي المريرة وبأثر رجعي، ووضع الاصبع على الجرح وتشخيص الداء   ووصف الدواء الشافي ، واذا كان اخر العلاج الكي فلا بد لابناء محافظة القدس   من   تحديد المسؤول   أوالمتهم تحديداً دقيقاً وليس اضاعة الوقت الثمين في محاولة للبحث   عن كبش فداء (وكفى الله المؤمنين شر القتال) .

     الرياضة والكرة المقدسية لم تكن يوماً موحدة او على قلب رجل واحد طيلة العقد الماضي من الزمن ،لماذا؟ سؤال يبحث عن اجابة ، قبل ان   تحاول بعض الاطراف مشكورة توحيدها قبل اسبوع واحد من موعد الانتخابات ، فالخطوة جاءت محمودة ولكنها متأخرة كثيراً فلذلك حصدت الفشل الذريع .

              اجل   ان الواجب الديني والوطني والاخلاقي يلزم   رئيس وأعضاء الاتحاد الانتصار للقدس   وتعويضها   عن غياب ممثلها   في مجلس   الادارة   من خلال القيام بخطوات عملية ومدروسة لاتقل عن اختيار شخصية رياضية   مقدسية مستقلة ( من خارج المرشحين الخمسة ) تكون ممثلة للاتحاد بالقدس لمتابعة القضايا اليومية ونقل هموم وشجون الاندية المقدسية والاشراف على كل ما يتعلق باللعبة في المحافظة ونقل مقر الاتحاد للقدس وحل مشكلة اللاعب المقدسي ( فهذا واجب وليس منة )،   ولا ضير في   ان يكون الامين العام للاتحاد مقدسياً، الا ان هذا المنصب وحده لا يكفي للتأكيد   على خصوصية القدس ورمزية وجودها في قلب كل مسلم وفلسطيني   لانه في النهاية سيبقى موظفا في الاتحاد   وستكون مسؤولياته الاهتمام بالوطن برئتيه وليس بالقدس فقط .

      ان   ثقتنا باللواء الرجوب وصحبه كبيرة   في ان تصبح القدس على رأس اولويات الاتحاد واجندته ، ولكن هل تكفي الامنيات   والمطالبة بالخصوصيات ؟ ام ان   علينا في القدس اثبات الانتماء لها بالعمل الصادق والمخلص لاعادة اللحمة وتجميع الصفوف وتوحيدها ورد الاعتبار لكل شيء مقدسي في نفوسنا ؟

    السبت الماضي انتهى بخيره وشره ويجب علينا عدم الاطالة في التوقف عند نتائجه، اللهم الا بقصد التقييم الموضوعي والاستفادة من الدرس القاسي ، والاستعداد لاتخاذ الخطوات العملية سواء العاجلة ام الاجلة ، فمسألة عدم التمثيل في الاتحاد ستصغر شيئاً فشيئاً وربما تتلاشى اثارها   كلما اقتربنا من بعض وناقشنا امورنا بقلوب مفتوحة ، الا انها ستكبر وتتضخم لا قدرالله   ما بقي كل واحد   منا متمرس خلف رأيه ويعالج الامور وفق منظاره الخاص وربما من برجه العاجي ، فالقدس لن تموت رياضياً حتى   لو   تنكر الجاحدون لفضلها عليهم وعلى وجودهم فوق ترابها المقدس   ، فالقدس بمؤسساتها الوطنية وانديتها وبصغارها وبراعمها واشبالها ستبقى حاضرة في جميع الاذهان والعقول والقلوب، وسيعود لها الجميع   كعودة الابناء لحضن امهم    ولن تذهب   هي لاحد ، لانها اكبر من الجميع ، لانها القلب النابض لفلسطين فلا وطن بدون القدس .

    اخلص في حديثي الى القول انه من وهل الصدمة   ربما بالغ البعض في وصف النتائج التي افرزتها انتخابات اتحاد الكرة يوم السبت الماضي، وان البعض ذهب لوصفها بالنكبة او الزلزال، ولكن متى كانت القدس على رأس اولويات اولياء امورنا حتى نفجع بخسارتها في اتحاد الكرة؟ فالقدس غائبة او مغيبة في العديد القطاعات ، فهل ننجح في   استثمار نتائج الانتخابات للخروج بموقف مقدسي   واحد وموحد لرد الاعتبار للقدس اولاً، ومطالبة اولي الامر بايلاء القدس ما تستحقه من عناية واهتمام وخصوصية في جميع المجالات وليس المجال الرياضي فقط ؟ سؤال يبحث عن اجابة .

مواضيع قد تهمك