الأمل معقود .. بهمة الرجال
فايز نصار/ الخليل
تلتئم طموحات أسرة كرة القدم الفلسطينية ، يوم السبت القادم ، على أمل أن ينجب اجتماع الهيئة العامة ، مرحلة جديدة من العمل الرياضي المثمر ، يطلع بها رجال خيرون ، تنسجم رؤاهم ، وتتضافر جهودهم ، وتصدق نواياهم ، خدمة للعبة الأكثر شعبية ، والأكثر تأثيرا .
وقد استبشر الشارع الرياضي الفلسطيني خيرا بالروح الايثارية ، التي حكمت السباق نحو كرسي الاتحاد الأعلى ... بعد انسحاب المناضل جهاد طمليه لمصلحة اللواء جبريل الرجوب ، الذي يقدم على المهمة الأصعب ، مزودا بثقة الجميع ، على امل أن يوفقه الله لتلبية طموحات الجميع .
ويعرف الفلسطينيون الأخ أبو رامي مناضلا ، لا تلين له قناة ، أحسن خدمة شعبه في عدة مواقع نضالية... وهو الآن بصدد امتحان أصعب ، على رأس اتحاد الكرة ، ويؤكد من يعرفون "الكابتن" جبريل أنه قادر على اجتياز الامتحان ، والردّ على بعض المشككين ، بما يملك من قدرات قيادية حلبها من أشطر السنوات ال17 ، التي قضاها في الزنازين ، ومثلها تلك التي قضاها على رأس أهم الأجهزة الأمنية ، في أصعب الأوقات ، ناهيك عن شبكة من العلاقات الدولية ، التي يمكن أن تحلب في ملاعبنا .
وليست فكرة وجود عسكري - على رأس اتحاد الكرة - جديدة على قطاع كرة القدم في بلادنا ، لأن الرئيس السابق ، اللواء احمد العفيفي أحد خريجي خنادق الثورة الفلسطينية ، كما أن كثيرا من دول العالم نجحت عندما ولت زمام أمور كرة القدم لمرتدي الخوذات العسكرية ،، ولكم في فاروق بوظو السوري مضرب مثل ، حيث يختلف "الشوام" في كل شيء ، ولا يختلفون في نجاح العميد بوظو في مهامه الرياضية ، تماما كما فعل لواء أم الكنانة الدهشوري حرب !
وفي جعبة الرجوب ميزة أخرى ، لا تقل أهمية ، لأنه قريب من مطبخ القرار السياسي ، بما يقرب هموم الملاعب من دائرة القرار ، كما فعل الأمير الراحل فيصل وخليفته الأمير سلطان في السعودية ، والأمير علي في الأردن ، والراحل عدي صدام في العراق ، والساعدي القذافي في ليبيا .
المهم أن الرجوب أصبح قائدا لسفينة كرة القدم ، في انتظار الأعضاء ، الذين سيحظون بثقة الهيئة العامة ، بعد اجتماع السبت ، لتأتي المهمة الأولى للاتحاد ، بالتوافق على توليفة برنامج عمل موحد ، لإنقاذ قارب كرة القدم ، الذي يحتاج إلى ربان ماهر ، وبحارة مؤهلين ، لا يتوقفون عن التجديف .
وبعد التوافق على البرنامج ، الذي ينبغي أن تكون آلياته واقعية ، يجب أن يفتح المجلس المنتخب قنوات المشورة ، في كل الاتجاهات ، ويستمزج آراء الجميع ، وخاصة أولئك الذين قضوا العمر كدا في الملاعب ، وأولئك الذين نهلوا من معين المدارج الجامعية ، من ممثلي التكنوقراط الرياضي ، مع التسلح بالحذر من المفسدين في الملاعب ، الذين تجرعت رياضتنا العلقم نتيجة أعمالهم الخسيسة !
ويبدو أن مشاركة الجميع في المشورة ستولد حماسة ولادة ، تحتم على الجميع المشاركة في العمل ، لتحويل المدن والقرى والمخيمات إلى ورشات عمل ، لإنشاء المرافق الرياضية ، وتحويل الملاعب إلى خلايا نحل ، تتكاثر في أجوائها المنافسات الرياضية ، وتنظم في ميادينها البطولات المختلفة .
والحق يقال : إن المهمة الصعبة لإنقاذ كرة القدم تحتاج إلى سواعد الجميع ، ونحن على ثقة بان الأخ أبو رامي سيمنح الثقة لكل من تحتاجه السفينة ، بالمشاركة في الفعل الرياضي ، ضمن لجان العمل ، التي يزيد عددها عن 15 لجنة ، وضمن مثلها من اللجان المساندة في المحافظة ، وتلك اللجان التي تتطلبها مقتضيات العمل ودوائره ، في مجالات أخرى ، بما يعني أن المهمة تحتاج إلى أكثر من خمسمائة كادر رياضي .
والنصيحة هنا أن يشمل العمل جميع المحافظات ، وان يصل الإصلاح إلى كل المؤسسات ، من أندية ومركز شباب ، ضمن معايير الكفاءة والنزاهة والالتزام ، والقدرة على التعاطي مع متطلبات الإبداع الرياضي ... ولتشمل المهمة جميع المنتخبات ، وجميع الدرجات ، وجميع الفئات العمرية ، والمراحل السنية .
والحق يقال أيضا : إن اللواء الرجوب أثلج صدر خيري أسرة كرة القدم ، بإعلانه القاطع أن لا تطبيع مع الاحتلال ، انسجاما مع قرار سابق لوزارة الشباب والرياضة ، بما يؤكد تناغم الرئيس الجديد مع ماضيه النضالي ، والتريث في أمر التطبيع الرياضي ، حتى يرحل الاحتلال ، وتعود الحقوق .
بكل أمانة انقل أضع هذه الملاحظات ، التي تشغل بال جماهيرنا الرياضية ، على طاولة الاتحاد الجديد ... والأمل في أن يوفق الله المجلس الجديد ، ورئيسه أبو رامي في مهمة إعادة الروح لكرة القدم الفلسطينية ، ولن نذم .. ولن نشكر .. إلا بعد سنة وستة أشهر ... بعد تحوِّل الأقوال إلى أفعال ، بهمة الصادقين من الرجال .