كتب خالد عمار

الغريب والعجيب في بلدي العزيز ان الجميع يتحدثون بحس وطني وينتقدون من اجل فلسطين الدولة المحررة والوطن المنشود ، والأغرب في هذا عندما تتناقض هذه الشعارات مع الحقيقة المرة التي يحاول البعض فرضها بأفكار بالية ودخيلة على العرف والقيم ونسيجنا الوطني الأصيل !!!.

لأ ادري الى متى سنظل أسرى لإفرازات الاحتلال ومحاولاته المكشوفة الرامية الى تقسيم الوطن شمالي وجنوبي وتعاطي البعض بقصد أو غير قصد مع هذه التفاهات المغرضة الهادفة الى إجهاض كل الجهود والإمكانات التي نراهن عليها في عملية البناء والتقدم للخروج من النفق المظلم .

لقد غمرتنا السعادة كرياضيين بعد تخطي عقدة النظام الداخلي لاتحاد كرة القدم الذي يشكل تأشيرة الدخول للأسرة الدولية وإعادة ترتيب البيت الرياضي الفلسطيني على أسس واضحة تحظى باعتراف دولي ، لكن هذه الفرحة سرعان ما تحولت الى كابوس وقلق عندما حاول البعض من ابناء شعبي بغير قصد تقسيم المقسم وضرب اسفين سيكون لها وقعها السلبي على عرقلة لملمة الصفوف وتعزيز البنيان وترسيخ الوحدة بين رئتي الوطن من خلال رفض اقتراح الإخوة في المحافظات الجنوبية على ادراج بند التبادلية   لانتخاب منصب رئاسة اتحاد الكرة ، في الوقت الذي نعرف جميعاً ان ميزان الاصوات على قاعدة الهيئة العامة وفي العملية الديمقراطية تميل لمصلحة المحافظات الشمالية ولن تحمل بأي حال من الاحوال أي مرشح من المحافظات الجنوبية الى منصب الرئيس ، وهذا يشكل ظلماً لجزء غالي وعزيز من الوطن الواحد ، وان كنا سمعنا بعض الاصوات التي تقول ان محافظات الجنوب انفردت في هذا المنصب لسنوات طويلة ، نرد بكل عقلانية على هؤلاء " علينا ان لا نعالج الظلم بظلم " والا ستكون الكارثة والطامة الكبرى .

ان حالة التخبط والفوضى والظلم والنرجسية والانفراد بالمناصب والقرارات على حساب الوطن كانت نتيجته ما وصلنا اليه من تدهور خطير لا نحسد عليه ، فهل يريد العقلاء في شعبي تكرار هذا النهج ؟ .

اننا اليوم أحوج ما يكون الى الوحدة الوطنية والترفع عن حمى المناصب ، فالمرحلة تحتاج الى برامج تخصصية وشاملة وواقعية تخدم الاهداف العليا لفلسطين الدولة في كل مكان ، وهذا يتطلب منا جميعاً نبذ الحقد والفرقة والعمل من اجل تعزيز النسيج الاجتماعي والجغرافي والرياضي بكل اطيافه حتى يغدو قوياً ومتألقاً وقادراً على مواجهة التحديات الخارجية ، ونأمل من ابناء شعبي في كل ارجاء الوطن والشتات الالتفاف حول ما يوحدهم وأن تكون تحفظات ومواقف البعض من عمومية المحافظات الشمالية الرافضين لفكرة التبادلية في رئاسة اتحاد الكرة بغير قصد وبعيداً عما ذكرناه لانهم أكبر من كل المناصب وبصماتهم ستظل شاهداً على وطنيتهم واخلاصهم لفلسطين الوطن ولنرفع شعار كلنا للوطن والوطن للجميع   .