مدين بالشكر والاعتذار
ياسين الرازم
يضطر الانسان في مرحلة من مراحل حياته الى اتخاذ قرارات صعبة وربما مصيرية ونهائية ،و لا شك انها تكون بعد فترة طويلة من التفكير المتأني ، فليس من السهولة بمكان على الرياضي المنتمي والمتفاني والمخلص، ان يتخذ قراراً بالابتعاد عن الحقل الرياضي او الاستقالة من احدى مؤسساته الاهلية، ولاشك انه يتردد كثيراً، ويتراجع عدة مرات، ويعطي لنفسه والآخرين الفرصة تلو الفرصة، وربما يمزق كتاب الاستقالة مرات ومرات، ولكنه في النهاية لابد له من اتخاذ القرار الصعب سواء بالاستقالة او الاستمرار بالبقاء .
اعتبر نفسي مدين بالشكر الى كل من منحني ثقته وساعدني في تبوء المنصب الذي كان دوماً تكليفاً وليس تشريفاً ،سواء في رابطة اندية القدس التي اعتز بها، وافخر بالفترة الطويلة والممتعة والمفعمة بالحب والانتماء الى القدس جنباً الى جنب مع بعض الزملاء ، واعتز كثيراً بالذين وقفوا الى جانبي وساهموا وبشكل كبير في ان اصبح عضواً في الاتحاد الفلسطيني لكرة الطاولة ، والانجازات غير المسبوقة التي تحققت للقدس وأنديتها ولاعبيها .
انني بالوقت نفسه مدين بالاعتذار الى كل من يعتبر او قد يصف استقالتي من هاتين المؤسستين الرياضيتين، وقبلهما تجمع قدسنا للاتحادات الرياضية ، بأنني خذلته ، فأبداً لم اقصد التخلي عن الذين وقفوا الى جانبي ومنحوني ثقتهم او الهروب من مواجهة الواقع ، ولكنها سنة الحياة ، فلكل بداية نهاية ولكل نهار ليل ، ومن حق الانسان ان يبحث عن الهدوء والراحة النفسية والالتفات الى اسرته وعائلته و عمله الرسمي لبعض الوقت، يقيم فيه تجربته السابقة، فعله يعود بعد فترة من الزمن بأفكار جديدة يجد لها المكان والزمان للتنفيذ .
حقاً لقد كانت سنوات ممتعة وحافلة بالنشاط والتفاعل والتعاطي مع الأفكار والبرامج والمشاريع ، التي استفدت منها كثيراً ،و استطعت خلالها تطوير قدراتي وإمكانياتي ومعلوماتي الرياضية ، واكثر ما استفدته على الصعيد الشخصي كان الكم الكبير من المعارف والأصدقاء والزملاء لهم مني جزيل الشكر والامتنان ، متمنياً عليهم قبول اعتذاري واسفي الشديدين ،فالظروف لم تعد تسمح بأكثر مما كان ، وامل ان تسمح لهم ظروفهم بأحسن مما كان .