يا حبيبتي يا مصر
بقلم : ماهر مفارجه
لقد شيد " الفراعنة " المصريون في غانا هرماً جديداً ليكون صرحاً يفتخر به كل العرب من المحيط إلى الخليج , ثابر تلاميذ المعلم حسن شحاته " أبو علي " و أصروا و عقدوا العزم فكان لهم ما أرادوا و أثبتوا للعالم أجمع بأن الأرض " من الممكن أن تتكلم عربي " إذا ما شحذنا الهمم و عملنا بالمنهج العلمي .
لم يكن هذا الفوز سهلاً , و لكن العمل الدؤوب و الإرادة القوية التي لا تعرف الكلل و لا الملل انتزعته من أنياب أسود الكاميرون و فيلة ساحل العاج .
لقد خاض أبناء مصر العروبة مباريات تاريخية ترقى إلى مصاف العالمية , لعب " الفراعنة " بأداء جميل و متميز و بتكتيك منظم و فكر كروي مستنير , و لعل أهم ما يميز منتخب مصر في هذه البطولة هو الروح الجماعية و التعاون المثمر و الانتماء , إضافة إلى الفكر الرياضي المتطور للمعلم " أبو علي " الذي كان يدير المباريات بوجه صارم تشع منه عظمة مصر و تاريخها العريق , تمكن المعلم من قراءة الفرق المنافسة جيداً , و قرأ المباريات المختلفة بروح علمية و هذا برز جلياً وواضحاً في التغييرات التي أجراها و التي كان لها أثرها الواضح في نتائج المباريات .
طوبى لك أيها المعلم , طوبى لك و لكل المدربين الوطنيين الذين يعملون ليل نهار من أجل الوطن و أبنائه و يحققون أكبر الإنجازات , تذكروا حسن شحاته أيها المسؤولين في بعض البلدان العربية و أنتم تبذرون الملايين على المدربين الأجانب و تحصدون الفشل الذريع .
عزف المصريون سيمفونية رائعة تناغمت فيها و انسجمت حركات اللاعبين من العملاق أبو تريكة إلى أحمد حسن و متعب و زيدان و زكي و حسني , و خلف هؤلاء جميعاً وقف السد العالي الغالي عصام الحضري متجدراً بعظمة أمته, مدافعاً صلباً عن مرماه و كأنه بقعة مقدسة من أرض الوطن لا يجوز أن تنتهك قداستها .
ألف تحية لكم يا أبناء أرض الكنانة , ألف تحية لك ياابو تريكة يا من سيتحدث عنه الرياضيون على أنه اللاعب الوحيد في العالم الذي يستطيع أن يفتخر بالإنذار الذي وجه إليه , تعاطفت مع أبناء الشعب الفلسطيني فأحبوك و عشقوك و رفعوا صورك إلى جانب العلم المصري ابتهاجاً و فرحاً بفوز مصر العروبة .
و أخيراً أقول هنيئاً للعرب – هنيئاً لمصر و شعبها هذا الإنجاز الرياضي الكبير .