للقدس سلام !
![للقدس سلام !](/assets/old/large/6455_316.jpg)
جمال احمد عديله - القدس
كل جهد وعمل يقاس بمقدار النتائج الواضحة المعالم، وتبقى درجة العطاء وحجم الانتماء خفي في قلب ذاك المجتهد، والكثير من يعمل بصدق وانتماء بحجم إمكانياته وطاقاته وينجح وينال التقدير، والكثير ممن لا يحالفهم الحظ حتى مع توفر الانتماء تواجههم النعتات والمؤامرات، ويبقى من يعمل لأجندة خاصة لا بد ومع الأيام ان تظهر حقائقها.
العيون والعقول تترقب العام 2009 حيث ستكون القدس مكة الثقافة العربية، وهذا ليس بالمستحيل انجازه وليس من السهل التهاون في انجازه، فهنالك حاجة للتضافر والعمل الجاد من خلال طواقم عمل مهنية وليس من خلال افراد فالقدس لنا جميعاً، ومن يتربص بنا لديه اكثر بكثير مما لدينا، فالتقاعص والرغبة في فشل الزميل او المنافس هو إفشال مشروع وطني فلسطيني مقدسي.
القدس الغائبة عن الأجندات جمعها الزمن بأطفال المخيمات المنسية في لبنان وسوريا وعمان وحركة أسيرة شامخة شموخ جبال النار لتبقى آخر محطة في أجندة معدة مسبقاً، وها هي تستصرخ ضمائرنا جميعاً بأن نكون على قدر من المسؤولية وعلى قدر من الوعي الوطني الصادق لنحمي تراثها وهويتها الفلسطينية حتى نكون أكبر من قزماتنا الفئوية او الفردية.
لا بد لكل مجموعة او مؤسسة او اطار من تقديم مجموعة اقتراحات مدروسة وواضحة المعالم للجهات المسؤولة عن ادارة مشروع القدس الثقافي، ولا بد ان تتميز اللجان المشرفة بالمهنية وان تتقبل كل ما قد يخدم ترسيخ الهوية في قدس الأقداس.
الحركة الرياضية المقدسية هي الاقوى في الشارع المقدسي فها هي رابطة الأندية وتاريخ عطاءها يفرض عليها ان تقدم بحجم دورها المقدسي، وكذلك تجمع قدسنا حديث الولادة قديم العطاء، وكافة المؤسسات الرياضية والشبابية : تستصرخ القدس نخوتهم ووطنيتكم ودينكم فهي الحضن الدفيء لنا جميعاً، ولأجلها تهون النفس والمال والابن.
من بعيد ومن قريب لا بد من التكاتف، ويكفينا ان أصبحنا دويلتان متزمتين على أرض الوطن، والله يسترنا من شر الآت ... وما كان لذلك ليحصل لو كان لدم الشهداء ومعاناة الأسرى ودموع الأمهات من قيمة دينية او وطنية لأي منا ...
القدس لا بد وان تجمعنا من جديد ولا بد ان نلونها بألوان الطيف الوطني ولا بد ان يكون هنالك دور ملموس لكل اطار وطني وإسلامي في تنمية الوجود المقدسي من خلال مهرجان القدس.
سجل التاريخ شموخ الارادة الفلسطينية في انطلاقة ثورتنا الفلسطينية وفي انتفاضتنا الأولى وانتفاضتنا الثانية وسجل حجم التضحيات عبر تاريخ النضال الوطني الفلسطيني، وسجل التاريخ ترجل القائد ابا عمار صاحب الموقف والقرار، وسجل التاريخ خيانتنا للأمجاد، وسجل ويسجل التاريخ ملحمة الدم الفلسطيني الذي ما زال ينزف من قلبي بيد رفيق خندقي ومصيري.
لتكون للقدس كلمة الفصل بوحدتنا وشموخنا وقدسيتنا، لتبقى فلسطين والقدس اولاً ...