الاستفتاء الرياضي وأصوله
بقلم الحكم الدولي : خالد عمار
لا أعجب ولا استغرب ان تنهمر الافكار من كل حدب وصوب لاطلاق مبادرات ومشاريع رياضية اعلامية وادارية وتصحيحية وفنية وغيرها في حقول رياضتنا التي باتت لا تسر صديق ولا متضامن معنا على الكرة الارضية !!!.
ان حالة التردي والترهل التي وصلت اليها مسيرتنا الرياضية في وقتنا الحاضر لم تكن من فراغ أو بفعل نكسة من العيار الثقيل ، بل هي ناتج طبيعي لمجموع المدخولات وادوات الفعل على هذه الساحة التي وللأسف الشديد أصبح معظم اللاعبين عليها وفي مختلف المجالات واقول هنا المعظم ليسوا متخصصين فيما يطرحونه من مشاريع ولا مأهلين لترجمة هذه الافكار والمشاريع الرياضية حسب القوانين والانظمة والبروتوكولات المتعارف عليها في مختلف الحقول ذات العلاقة .
ومع تقديري واحترامي لكل الاخوة الاعلاميين في القطاع الرياضي الذين يتمنون لرياضتنا الفلسطينية التقدم والازدهار ويحاولون سحب التجارب الناجحة من العالم العربي والآسيوي والاوروبي والدولي لترجمتها على ساحتنا الرياضية الفلسطينية من منطلق الغيرة والتمني حتى لا نكون أقل من الآخرين ، وبالرغم من هذه الآمال والطموحات المشروعة والافكار الخلاقة التي أؤيدها شخصياً وبشدة لأننا لسنا أقل كفاءة وقدرة من الآخرين وبعد أن اصبح العالم بفضل التكنولوجيا والاتصالات قرية صغيرة ، ألا اننا يجب ان ندخل ونجاري هذا العالم بالمعرفة والانخراط في قوانين اللعبة وفهم الانظمة والبروتوكولات التي تشكل أساس وقاعدة ونظام أي مشروع كان ، وهذا ما دفعني لتسجيل ملاحظاتي حول الاستفتاء الرياضي الذي يقوم به الاخوة الزملاء في صحيفة " الحياة الجديدة " ، فلا يعقل ان نتحدث عن استفتاء رياضي على مستوى الوطن وهذا ما لمسته من خلال الاستمارة التي وصلتني لفرز افضل وافضل وافضل و....وكلهم افضل !!! ، ولكوني رياضي واداري واعلامي متابع لكل التطورات الجارية على ساحة الوطن أفهم واعلم ان عملية اجراء أي استفتاء كان تسبقه تحضيرات واستمارات أولية ودراسة شاملة تحدد معالمها سلسلة من الاجراءات الادراية المتعارف عليها في علم الادارة من ابرزها آلية جمع البيانات واختيارالعينات والنموذج الذي سيتخدم في التطبيق وكيفية تحليل البيانات الاولية وتسمية اللجان المتخصصة والمحايدة التي وظيفتها متابعة الاجراءات في المرحلة التمهيدية وكيفية فرز المرشحين من عينات واسعة تعطي الفرصة لاكبر عدد من المستهدفين وكذلك تنصاع للعدالة والمنطق على اساس شروط تتقاطع عندها معظم آراء و توصيات المتخصصين في كافة جوانب الشخصية حتى تكون المثالية للموسم سواء كان لاعب او اداري او فريق او حكم او ناقد صحفي او ... الخ ، ومن ثم تتم صياغة الاسئلة و ترشيح ابرز ثلاث اسماء تكررت في العينات الاولية لتأخذ مكانها كعنصر في الاستمارة ، وتحدد معالم وشكل الاستمارة النهائية وعدد الاستمارات وفقاً لشريحة واسلوب ونظرية تأخذ بعين الاعتبار الجوانب الجغرافية والجنسين ورأي الاكاديميين والاعلاميين العاملين والجمهور والرياضيين بحيث تتناسب العينة النهائية بحجمها مع عدد سكان الوطن وأعتقد ان هذه هي ابسط أسس اجراء مشروع الاستفتاء الرياضي ، وهي الخريطة التي يسلكها العالم اينما كان وحتى نخاطب هذا العالم علينا ان نتعلم لغته وان لا نضطر الى استخدام لغة الاشارة لأننا بهذا سيكون مكاننا في عالم المعوقين !!!.