شريط الأخبار

الحسن: معسكر المعادي التدريبي فاشل بدرجة امتياز دقماق وقع تحت مؤثرات قوية فاستبعد اللاعبين المحليين

الحسن: معسكر المعادي التدريبي فاشل بدرجة امتياز دقماق وقع تحت مؤثرات قوية فاستبعد اللاعبين المحليين
بال سبورت :  

حوار - محمد أبو عرام/  أجرى الزميل الاعلامي محمد ابو عرام هذا الحوار مع المدرب احمد الحسن، وذلك  لمعرفة خفايا وأسرار خسارتنا المذلة أمام سنغافورة، ولمعرفة الجديد حول تولي أحمد الحسن تدريب المنتخب الوطني خلفاً لنيلسون دقماق، الذي فشل بشكل ذريع في قيادة المنتخب، وتسبب في خسارتنا بنتيجة غير عادية ضمن اللقاءات المؤهلة لنظام المجموعات لتصفيات كأس العالم 2010.
 ومن باب الحرص على ملاحقة الحدث وعدم طي أي من الملفات الساخنة، إلا بعد وضع النقاط فوق الحروف من منطلق الحرص الوطني على معالجة الأخطاء قبل استفحالها، كان لا بد لنا من التوجه إلى الكابتن احمد الحسن المكلف، حالياً، بتولي مهمة المدير الفني للمنتخب الوطني، ومدرب عام المنتخب، ففتح قلبه حول المنتخب، سواء خلال مرافقته له في المعسكر التدريبي في المركز الاولمبي في المعادي، ومرافقته لقاء سنغافورة في قطر.
ولم يتوان الحسن في قول الحقيقة، وكشف عن كثير من الخفايا التي تهم الشارع الكروي، من منطلق الحرص الوطني وتأكيده في كل سؤال على أن المنتخب هو منتخب فلسطين وليس منتخب منطقةً جغرافية يحكمها ميزان قوة أو ضعف.


حاورت احمد الحسن ووجهت له العديد من الأسئلة المتعلقة ببداية التفاوض بينه وبين الاتحاد لانضمامه للطاقم التدريبي وصولاً الى تكليفه بمهام المدير الفني بعد الاستغناء عن نيلسون دقماق، بالإضافة إلى الأسئلة المتعلقة بخسارة المنتخب خلال لقائه مع سنغافورة وما رافقه من إشكاليات ومصاعب خلال رحلته.
من خلال تلك الإجابات يدرك القارئ أن اتحاد الكرة ينتهج مبدأ التخبط وعدم الاحتكام الى سياسة مدروسة، ويتعامل بمنطق القوة في كل شيء، ويدرك أيضاً أن نيلسون دقماق المدير الفني، تم تعينه من قبل الاتحاد بناءً على معلومات مضللة، كونه لا يملك أي شيء جديد وليس لديه أي فكر كروي ناضج، فهو يعتمد فقط على التدريب العشوائي، وليس لديه أية معلومات عن التدريب البدني وفق برنامج تدريبي معد مسبقاً.
ويدرك القارئ أيضا أن بعثة المنتخب رافقتها العديد من الإشكاليات الإدارية، التي سبق وأن تحدث عنها محمود خليفة إداري المنتخب خلال المقابلة التي نشرت في "أيام الملاعب"، والتي تم تخصيصها ضمن سلسلة الحلقات التي تبنتها صحيفة "الأيام".


بداية نود معرفة الاسباب الحقيقية التي دفعتك للموافقة على الانضمام للطاقم التدريبي بشكل مفاجىء، وكيف دارت عملية التفاوض؟
منذ أوائل شهر أيلول، كانت هناك مفاوضات تجري بيني وبين الاتحاد في شقي الوطن لتولي مهمة تدريب المنتخب بصفة مدرب عام، وأثناء تلك المفاوضات طرحت العديد من الأسئلة على أعضاء الاتحاد، وكنت بأمس الحاجة لإجابات وافية وشاملة، وكان هناك إصرار مني بعدم تولي المهمة إلا بعد توقيع عقد رسمي وموثق بين الطرفين على اعتبار أن العقد هو شريعة المتعاقدين وملزم للطرفين.
   وبعد سلسلة من المفاوضات تم توقيع العقد في مقر لجنة المسابقات في رام الله على هامش جلسة الاتحاد الرسمية بتاريخ 22/9/2007، ونصت الاتفاقية على أنني سأتولى مهمة مدرب عام المنتخب لمدة ستة شهور، بالإضافة إلى إشرافي على الفئات العمرية للمنتخبات الوطنية وأن تكون لي الصلاحية الكاملة في هذا المنصب في حال عدم وجود مدير فني للمنتخب، ومن ضمن صلاحياتي أيضا اختيار اللاعبين بشكل مستقل دون أملاءات من أحد.
   وبناءً عليه، وفي صباح يوم 25/9 توجهت إلى القاهرة للانضمام للمعسكر التدريبي للمنتخب في المركز الاولمبي، وكان وصولي متأخراً، وكان في استقبالي إداري المنتخب محمود خليفة، وتوجهنا مباشرة إلى مكان التدريب وهناك تم التعرف على الطاقم التدريبي للمنتخب وعلى اللاعبين.
وبعد انتهاء التدريب عقدت جلسة بيني وبين المدير الفني، وأخبرته بطبيعة مهامي المكلف بها وهي مدرب عام المنتخب، وأبلغته عن طبيعة العلاقة بيني وبينه وبين الطاقم التدريبي، والتي ستكون على أساس التفاهم والانسجام والأسس العلمية والإدارية السليمة، وبالفعل تم الاتفاق والتوافق على ذلك.

المعسكر التدريبي فشل في كل المقاييس.


كيف تقيم المعسكر التدريبي للمنتخب في المركز الاولمبي وهل كان بالمستوى المطلوب؟
في بداية المعسكر التدريبي لاحظت أن هناك عدة أمور تم التجاوز عنها من خلال عدم الرجوع إلي أو استشارتي، خاصة فيما يتعلق بالبرنامج التدريبي، وقد لاحظت وتنبهت الى أن الأمور بدأت تنحرف عن مسارها الصحيح وأصبحت تأخذ فحوى ومعاني جديدة، أدت الى الوقوع في أخطاء تم تداركها فيما بعد.
ولنبدأ أولاً من الجانب الفني: كان هناك خلل في برنامج العملية التدريبية، حيث لم يكن هناك وضوح في برنامج المنتخب التدريبي، فكان من المفترض أن يتم وضع دائرة تدريبية مدتها اسبوعين لإعداد المنتخب آلا وهي فترة المعسكر التدريبي من أجل استثمار الوقت والاستعداد لمباراة سنغافورة.
وتوالت الأخطاء التدريبية وأصبحت تنحرف عن مسارها التدريبي العلمي الصحيح، ولاحظت بعد مرور ثلاثة ايام من التدريب أن الحمل التدريبي يأخذ مسار الشدة العالية، والتي تسمى في علم التدريب "القوة المقرونة بالسرعة" ولمدة ثلاثة أيام متتالية، وهذا لا يجوز مطلقاً بمفهوم علم التدريب بأن تعطى ثلاثة أيام متتالية للاعبي الكرة تدريبات بهذه الشدة العالية، ما تسبب بظهور حالات الإجهاد والتعب في عضلات اللاعبين، وذلك نتيجة تجمع حامض اللاكتيك في عضلاتهم ما سبب آلام قوية فيها.
وعندها مباشرة توجهت إلى المدير الفني دقماق، وأبلغته أن هناك خللاً في العملية التدريبية، ويجب النزول في الحمل التدريبي لكي تتم عملية الاستشفاء للاعبين والشفاء من حالة التعب والإرهاق التي آلمت باللاعبين، وبعد الحديث مع دقماق تبين لي غياب العديد من الأمور الفنية التدريبية، حيث تم الاتفاق على النزول في الحمل التدريبي مع الكابتن نعيم السويركي وتوجهت مباشرة إلى الدكتور ناهض القدرة طبيب المنتخب لكي يقوم بإعطاء اللاعبين جرعات "ديك لوفين" و"فولتارين"، وتعمل على تسكين الألم في العضلات، وضرورة إجراء المساجات لبعضهم البعض لغرض فتفتة حامض اللاكتيك المتجمع في عضلاتهم، وهو السبب الرئيسي لهذه الألم وبحمد الله وخلال يومين تم شفاء جميع اللاعبين.

أسباب الخسارة
في المباراة التدريبية الأولى للمنتخب أمام فريق الداخلية وقع خلل آخر في العملية التدريبية من حيث الإعداد البدني، وبناءً على تعليمات نيلسون دقماق بعدم إعطاء اللاعبين تدريبات اللياقة البدنية بسبب المباريات التجريبية وقرب موعد مباراتنا أمام سنغافورة ما سبب هبوطا واضحا في منسوب اللياقة البدنية.
ومنذ لقائنا التجريبي الأول وصولاً الى مباراة سنغافورة، لم يأخذ الفريق سوى وحدة تدريبية واحدة للياقة البدنية، وكانت في قطر، لتطوير مطاولة السرعة مع العلم ومن الناحية العلمية أن لاعب كرة القدم كل يوم يفقد 10% من لياقته البدنية إذا لم يتدرب بشكل يومي.
أما من النواحي المهارية، فكان هناك خلل في عملية تدريب اللاعبين، وعدم منحهم الوقت الكافي ضمن العملية التدريبية، وهي طريقة تدريب اللاعب المقيد وحصر اللاعبين داخل مربعات صغيرة وتحت تأثير ضغط الخصم، وتلك من أفضل الحالات المشابهة للمباريات، بحيث تولد سرعة وحسن تصرف اللاعب في المناطق الضيقة وفي كافة أرجاء الملعب.
أما من الجانب التكتيكي، وعند سؤالي للمدير الفني حول طريقة اللعب التي سيعتمدها في المباراة، أجابني بأنها طريقة 3-5-2، وعند سماعي الطريقة فوجئت كثيراً، وأبلغته بأنه تم استخدامها من قبل الفرق العالمية نهاية الثمانينيات وبداية التسعينيات، وأثبتت فشلها وذلك لعدم توفر لاعبين بإمكانيات بدنية ومهاريه عالية جداً، خصوصاً لاعبي الوسط في أطراف الملعب، وكان هناك عملية وقوف لاعبي ثلاثي الوسط على عكس ما تعلمنا أسلوب هذه الطريقة حيث مثلثهم رأسه إلى الأعلى وليس إلى الأسفل، ما يسبب مساحات شاسعة بين المدافعين ولاعب خط الوسط.
وأنا أؤكد بأنني رفضت هذه الطريقة وأبلغته بخطورتها وأن لها محاذير خطيرة، ونصحته بأنه إذا كان مصمما للعب بها فعليه ان يقوم بتدريب اللاعبين أيضا على طريقة 4-4-2 او 4-5-1 في حالة عدم قدرة اللاعبين على تطبيق طريقة 3-5-2 كي لا يتم فقدان السيطرة على المباراة، ولكن إصرار المدير الفني على اللعب بهذه الطريقة وعدم تدريب اللاعبين على طريقة أخرى تبين وجود مخطط مسبق لنيلسون دقماق وهو ليس بحاجة إلى الاستشارة أو المشورة.
وخلال عملية التدريب كان يجب أن تتم عملية بناء الهجمة من الحارس الى المدافعين الى لاعبي الوسط ومن ثم إلى الهجوم وبالتدريج، حيث يوجد هناك تدريبات لكل خط من هذه الخطوط في بناء الهجمة ومن ثم الربط بينهما وصولاً إلى هدف الخصم، لكن للأسف أن هذه الطريقة لم تتبع وافتقدها لاعبونا خلال التدريبات.
أما الشق الدفاعي فلم يتم التدريب على طريقة وقوف اللاعبين أثناء استحواذ الخصم على الكرة بحيث كانت المسافات بين لاعبينا متباعدة، ما سهل عملية الاختراق لفريق الخصم، الذي من المفترض أن يكون هناك بعض التمارين للمدافعين لعملية التغطية أي "العمق الدفاعي" وتقليل المسافات بين اللاعبين واللعب مدافعين كمجموعة وليس كأفراد وهذا ما حصل في المباراة وتسبب بخسارتنا بنتيجة ثقيلة 4/صفر.

اسباب شخصية
من خلال متابعتنا للمعسكر التدريبي، تبين لنا أن اللاعبين الذي شاركوا في المعسكر لم يشاركوا في المباراة الرسمية، هل لك أن تحدثنا بصراحة عن السبب الحقيقي وراء ذلك؟
أنا شخصياً أعترف بأن هناك تأثيرات كبيرة جداً كانت على المدير الفني كي يشرك أكبر عدد ممكن من اللاعبين المحترفين في مباراة سنغافورة، وغض النظر عن اللاعبين المحليين، الذين اشتركوا في المعسكر التدريبي، رغم أن إمكانيات هؤلاء اللاعبين لا تختلف عن اللاعب المحترف، علما أن اللاعبين الذين شاركوا في المباريات التدريبية خلال المعسكر أثبتوا أحقيتهم في ارتداء زي الوطن وأن يكونوا أساسين في المباراة الرسمية كونهم يمتازون باللعب الرجولي والحماس أكثر من اللاعب المحترف.
   أما بخصوص تقييمي للمعسكر التدريبي، فأنا أعتقد أنه لم يكن له أية فائدة للمنتخب، خاصة وأنه ضم 18 لاعباً على مدار اسبوعين، والمفارقة أنه لم يشترك من هؤلاء اللاعبين سوى اربعة من ضمنهم الحارس، وأن اللاعبين الذين اشتركوا في المباراة وصلوا الى قطر ودخلوا مباشرة ارض الملعب، وهذا بحد ذاته كارثة اضافية، خاصة وأن اللاعبين وصلوا قطر وهم مرهقون لعدة أسباب منها وصولهم الى مطار الدوحة وعودتهم الى مطار فرانكفورت وعودتهم مرة أخرى في نفس اليوم واشراكهم في اليوم الثاني في المباراة الرسمية والمصيرية.

مهام كبيرة في انتظاري
بصفتك مدربا عاما للمنتخب، ومن خلال إجاباتك يتضح أن دورك كان إرشاديا أكثر من أن يكون عملياً وواقعياً، وكان من المفترض أن يكون لك دور بارز في اختيار اللاعبين، وطريقة اللعب، خاصة أن المدير الفني لا يملك آية معلومات عن اللاعب المحلي؟
في بداية الأمر، أود أن أوضح أنني شخص مهني وأعرف بالضبط ما هي المهمة المنوطة بي كمدرب عام، وفي ظل وجود مدير فني هنا يكون دوري فقط الاستشارة والمشورة وتقديم النصح، وتكون الكلمة الأولى والأخيرة للمدير الفني في اتخاذ أي قرار لأنه في نهاية المطاف يتحمل المسؤولية.


لكن اسمح لي أن أقول لك بأن المسؤولية جماعية وليست فردية كما تعتقد، وكان من الأجدر أن تنسحب وتعود للوطن قبل التوجه الى قطر، كي تثبت وتوضح للجميع أن الأمور في مصر لا تسير وفق الاتجاه السليم وأن هناك كارثة ستلم بالمنتخب؟
صحيح المسؤولية جماعية، ولكن بنسب متفاوتة، فلا يجوز لي أن أفرض رأيي على المدير الفني وقدمت له كل ما أستطيع من إرشادات ونصائح، لكنني اكتشفت خلال المعسكر التدريبي أن هناك مخططا مرسوما لدى المدير الفني يعمل على تنفيذه دون الأخذ بهذه النصائح كونه كان يسترشد من أشخاص خارج المعسكر ويمتثل لنصائحهم وإرشاداتهم.
وأنا شخصياً لا أؤمن بالهروب من الواقع، طالما أنني قبلت بهذه المهمة وسافرت لمرافقة المنتخب كان لا بد لي من إنهاء هذه المهمة بغض النظر عن وضعي وقناعتي الشخصية فيما يحدث على أرض الواقع، وأنا أعتبر أن هذه المرحلة كانت مفيدة لي بإيجابياتها وسلبياتها الكثيرة لكي تكون نواة للمرحلة القادمة من خلال التجاوز عن تلك السلبيات ومعرفة كل شخص ضمن التركيبة الجديدة لدوره وعمله.
ولو أنني اعتذرت وعدت إلى الوطن قبل إجراء اللقاء لاتهمت بأنني وراء تلك النكسة خصوصاً بعد استبعاد لاعبي المحافظات الشمالية كي لا يفسر بأنني تعاملت مع الموضوع بردة فعل، خاصة أنني مدرب عام منتخب فلسطين وليس منتخب غزة أو الضفة.


على ذكر استبعاد لاعبي المحافظات الشمالية، من وجهة نظرك وبصفتك مدرب عام المنتخب، هل تعتقد أن استبعاد اللاعبين مهني ومبني على أسس سليمة أم أن هناك دوافع شخصية وراء الاستبعاد؟
حتى يكون الشخص واضحاً ومنصفاً في هذا الموضوع أعتبر أن الاستبعاد كان استبعادا شخصيا وبعيدا عن المهنية، وأعتقد بأن هناك ظلما كبيرا وقع على اللاعب سميح يوسف خاصة أن اللاعبين الذين تم تثبيتهم في القائمة النهائية ليسوا أفضل من سميح، كونه يمتاز بمهارات فردية ورجولية أكثر من هؤلاء ولديه إمكانيات من العطاء اللامحدود لما يمتاز به من فدائية وحماس.
هناك أخطاء كثيرة وقعت في عملية اختيار اللاعبين والاستبعاد، لأنه كان هناك قرابة ثلاثة عشر لاعبا محترفا مدرجة أسماؤهم ضمن القائمة المرسلة الى الاتحاد الدولي قبل بداية المعسكر وهذا دليل واضح على وجود اتفاق مسبق بين الاتحاد والمدير الفني على اشراك أكبر عدد ممكن من اللاعبين المحترفين والاعتماد عليهم في هذه المرحلة.
وقد أحضر المدير الفني معه أربعة لاعبين من سورية وكان في حساباته ضم هؤلاء للقائمة النهائية ما صعب عملية الاختيار وكان كلما اعتذر لاعب محترف عن الحضور كان يضم لاعبا محليا للقائمة.


خلال المقابلة التي نشرت قبل أيام مع محمود خليفة إداري البعثة، تحدث بصراحة عن ضعف شخصية المدير الفني وتردده في كثير من الأحيان وتخبطه في اتخاذ القرارات وضرب مثالاً حياً عندما أخرج فهد العتال فانه كان ينوي إخراج فادي لافي، ومن خلال إجاباتك يتضح نفس الانطباع، هل هذا بالفعل ما لمسته في شخصية المدير الفني؟
أعتذر عن الإجابة عن هذا السؤال لأنه يمس بشخصية زميل لي أحترمه بغض النظر عن الإشكاليات التي حدثت أو الاختلاف في الرأي، وأن أخلاقيات المهنة التي أعمل فيها، تفرض علي احترام الغير وعدم التجريح، على الرغم من تقيمي الشخصي، فأنا أحتفظ برأي.

هل ستصلح الكرة الفلسطينية
قبل أيام نشرت وسائل الإعلام خبر مفاده تكليفك بمهام المدير الفني خلال المرحلة المقبلة، هل تملك رؤية واستراتيجة واضحة المعالم للمنتخب، خاصة وأن المنتخب يمر بأزمة كبيرة؟
بعد نتيجة سنغافورة المؤلمة لنا جميعاً، وتعرض المنتخب الى هجمة إعلامية بعد سلسلة النتائج المخيبة للآمال، أعتقد بأن لدي شيئا ملموسا يمكن أن أقدمه للمنتخب في المرحلة المقبلة، شريطة العمل ضمن فريق يريد العمل للمصلحة العامة وليس للمصلحة الشخصية.
رؤيتي للمرحلة المقبلة أنني سأتكفل بوضع برنامج تدريبي مكثف لمرحلة إعداد المنتخب للدورة العربية وفق أسس علمية صحيحة وسوف يتم التركيز على اللاعبين المحليين بغض النظر عن انتمائهم الجغرافي، وأكررها مرة أخرى أنني مدرب لفلسطين، وليس لأي رقعة جغرافية محدده، وكل من يرغب العمل ضمن الفريق الموحد يجب أن تكون له نفس الرؤية، العمل لفلسطين، وسأطالب الاتحاد باعتماد معسكرات تدريبية داخل الوطن بالتنسيق مع الكابتن نعيم السويركي، لكي لا نثقل على صندوق الاتحاد في المعسكرات الخارجية، والتي أعتقد أنها لن تغير شيئاً في المرحلة الحالية.
أما بخصوص لقاء الإياب أمام سنغافورة أقولها بكل صراحة ليس بيدي عصا سحرية "أقول للشيء كن فيكون والعياذ بالله"، فنحن بحاجة إلى معجزة ربانية لكي نجتاز سنغافورة، لكن أقول أننا سوف نقدم عرضا مشرفا يعيد ولو جزء بسيط لهيبتنا المفقودة، وأنا أرفض مبدأ الانسحاب لان هذه المشاركة هي مشاركة رسمية عالمية ضمن أجندة الاتحاد الدولي ويجب علينا احترام هذه الأجندة.
ستواجهني مشكلة، بأنني لا أستطيع تغيير القائمة المرسلة للاتحاد الدولي ولكن سأعمل على اختيار اللاعبين المحليين بالإضافة إلى أربعة لاعبين محترفين في سورية والأردن، حيث أنني كلفت لجنة المنتخبات، استدعاء اللاعب سميح يوسف لضمه للقائمة الحالية، وايضأ أعلنها من الآن لكافة اللاعبين أن أبواب المنتخب مفتوحة لأي لاعب يكون مستواه يشرف الكرة الفلسطينية للمشاركة في الدورة العربية التي ستجرى في مصر.
وأود أن أوضح بأن هناك معادلة رياضية هي المفتاح الأساسي للنجاح لأي مهمة في هذا المجال، وهي تتكون من اللاعبين - الجهاز الفني - الادارة - الجمهور، وأضيف إليها ركناً أساسياً لا يمكن تجاهلة، آلا وهو الإعلام لما له من دور مميز في تقدم المنتخب، فالمطلوب من هؤلاء جميعا التناغم والانسجام فيما بينهم.

كلمة أخيرة
أتمنى من جمهوري الحبيب أبناء وطني الغالي أن تبقى الثقة فيما بيننا موجودة، وأن لا يتم الحكم علي بشكل متسرع، خاصة وان استمراري مع البعثة رغم وجود أخطاء ادارية وفنية كبيرة، لكن وطنيتي حتمت علي الاستمرار.
وأنا أعد الجميع وأعاهدكم بأنني سأعمل كل ما بوسعي من أجل رسم صورة مشرفة لهذا المنتخب، وأن أعمل وفق المصلحة العامة في اختيار اللاعبين وإعطاء كل لاعب حقه في المشاركة بعيداً عن مصلحة النادي او البقعة الجغرافية التي ينتمي إليها هؤلاء اللاعبين.

مواضيع قد تهمك