شريط الأخبار

الرئيس ووحدة اتحاد الكرة

الرئيس ووحدة اتحاد الكرة
بال سبورت :  

محمود السقا

القيادة الحكيمة والرشيدة هي التي تبدع، وهي التي تبحث عن افضل الطرق والأساليب من اجل ان تقلع وتنهض، بعكس القيادة الخاملة والساكنة، فهي لا حول لها ولا طول، ومن ابرز اعراض القيادة الضعيفة، عدم قدرتها على الادارة، فترى المؤسسة القائمة عليها مفككة وهشة، وتتناهشها الانقسامات، ومع ذلك، فان المسؤول الأول لا يحرك ساكناً، فيزيد من حدة الانقسامات، ويؤجج اوارها.
لا أتحامل على رئاسة اتحاد الكرة اذا ما اعتبرتها المسؤولة الاولى عن الحال البائسة والمُزرية، التي بلغها الاتحاد، لا سيما على صعيد الانقسام، الذي يعصف به، فيمنع البعض، خصوصاً الذي ينشد العمل، ويرنو الى النهوض من اكمال مشواره، لأنه لا يعقل انه في الوقت، الذي يبذل شخوص هذه الشريحة قصارى جهدهم من اجل النهوض والارتقاء، فان غيرها لا يكتفي بالانزواء والتقوقع وعدم التفاعل، بل انه يضع العصي في دواليب العاملين، سواء بصورة سافرة وربما يندى لها الجبين، او في الخفاء، وهذه النوعية لم ترتدع، ولم تتوقف حتى عند الاضواء الحمراء، بل انها ماضية في سلوكها، الأقرب الى الغيّ.
   امام واقع حافل بالسوداوية، فان رئيس اتحاد الكرة، يلتزم الصمت المُطبق، واذا اراد التخلي عن صمته، فانه يخرج علينا بتصريحات مثيرة للجدل على شاكلة، انه سيتولى، بنفسه، مسؤولية ادارة المنتخبات الوطنية، وكأن مشاكل الاتحاد الكثيرة والمتعددة أصبحت محصورة، فقط، بالمنتخبات، أما الانقسامات، وسياسات الضرب من تحت الحزام بين السواد الأعظم من اعضاء الاتحاد، فانها على ما يبدو لا تعني رئيس الاتحاد، لا من قريب ولا من بعيد.
ويبدو ان رئيس الاتحاد نسي، تماماً، انه المسؤول الاول والأخير عن وحدة الاتحاد، واذا اصيبت هذه الوحدة بمكروه، فانه يُحاسب عليها، فكيف اذا علمنا انه يعلم ان هذه الوحدة مضروبة في مقتل، وانها تعاني كثيراً بفعل ما يشبه حرب داحس والغبراء بين العديد من الاعضاء، وبدلاً من ان يضع رئيس الاتحاد حداً لهذا العبث، فانه يغض الطرف عما يجري، وهذا الموقف المؤسف معناه: ان الرئيس يمنح اضواءه الخضراء لاستشراء ظاهرة المناكفة، والتربص والكيد.
   ان المطلوب من رئيس الاتحاد ان يميز بين الذين يريدون العمل، والذين لا يهمهم من الاتحاد الا مغانمه وامتيازاته، فاذا سجل نجاحاً، ولو نسبياً، على هذا الصعيد، فانه يضع قدمه على اول درجات سلم النجاح الحقيقي.

مواضيع قد تهمك