الخبز والخباز
محمود السقا
لفتني، كما لفت غيري، التصريح الصادر عن اتحاد الكرة، ونشرته الصحف، مؤخراً، وتضمن ان الاتحاد عَهد ملف مشاركة فلسطين في التصفيات التمهيدية الـمؤهلة لنهائيات مونديال 2010 الى رئيس الاتحاد، احمد العفيفي، وهي اشارة واضحة لا تخطئها عين الـمراقبين والـمتابعين، وتشير بوضوح الى ان القوم عاقدون العزم على انهم سوف ينافسون بقوة، وانهم سوف يستنفرون جهودهم من اجل ان يصيبوا الهدف الـمنشود والكبير، والـمتمثل بالتأهل الى دور الـمجموعات، هذا على افتراض ان فلسطين سوف تتخلص من مطب سنغافورة، وبعده اليمن، كي تقتحم دوري الـمجموعات الصعب والعسير.
لقد فعل الاتحاد الاسيوي خيراً، عندما لجأ الى سلوك التصفيات التمهيدية، مستغنياً، بذلك، عن دوري الـمجموعات، الذي ظل مهيمناً منذ سنوات، وتم التخلص منه حديثاً، وهو تأكيد صريح وواضح بأن الاتحاد الاسيوي، برئاسة محمد بن همام، مصمم على تحسين وتطوير صورة الكرة الاسيوية.
اختيار العفيفي للاضطلاع بمهمة منتخب الكرة الاول، مهم، لأنه يعطي جدية وانضباطاً في عملية الاعداد والاستعداد، لكنه يشير، وبصراحة متناهية الى ان ثمة قصوراً وعدم ثقة في لجنة الـمنتخبات، والا لـماذا يمسك العفيفي، نفسه، بمقود الـمنتخبات؟
ربما يلجأ العفيفي الى اتهامي بتأليب وتحريض لجنة الـمنتخبات عليه، وربما يسارع بعض الـمتربصين، وما اكثرهم، الى الذهاب الى ما هو ابعد من ذلك، حينما ينعتني، احدهم، بحشر انفي في امور ليست من اختصاصي ولا تندرج تحت بند صلاحياتي الكتابية.
ومثل هذا الكلام أتوقعه، لا سيما في ايامنا هذه، حيث نصطدم بحائط ظاهرة الـمزايدات الشنيعة والـمنتشرة، طولاً وعرضاً، في حقول وفضاءات الحركة الرياضية، وحيث لا هم لبعض الـمشتغلين بالرياضة، الا التربص والكيد وما شابه وشاكل ذلك.
أقول وبمنتهى الصراحة والـموضوعية، ان امساك العفيفي بملف اعداد منتخب فلسطين لتصفيات كأس العالـم التمهيدية، ينطوي على تسرع، فإما ان يُعطى الخبز لخبازه حتى وان اكل نصفه، وإما ان يعلنوا وعلى رؤوس الاشهاد عدم صلاحية لجنة الـمنتخبات.