رجب شاهين: غياب المنشآت العصرية جعل الرياضة الخليلية تتراجع

حاوره - فايز نصار/ من رحم المعاناة الرياضية ، وتتويجا لسلسلة من الاتصالات، وسعيا إلى المشاركة في حالة النهوض الرياضي في الخليل ، توافق عدد من رياضيي الخليل على تأسيس إطار داعم ، تتضافر فيه الجهود ، لوقف نزيف الرياضة في الخليل ، مدينة ومحافظة ، وللمساهمة في التنوير الرياضي ، وإقناع الأوساط المختلفة بأهمية قطاع الشباب والرياضة ، وضرورة بناء المرافق اللازمة لممارسة الأنشطة المختلفة.
ومنذ الإعلان عن فكرة التأسيس تصاعد الجدل في الشارع الخليلي ، بين من أيد الفكرة ، مباركا خطواتها ، ومن رأى أن الفكرة قد تساهم في تفرقة القطاع الرياضي ، ولتسليط الأضواء على الهيئة العليا لتطوير الحركة الشبابية والرياضية ، كان لنا هذا اللقاء مع رئيس المكتب المؤقت رجب شاهين .
أخ أبو رائد .. لماذا هيئة تطوير الرياضة ، في هذا الوقت بالذات ؟
الكل يعرف أن الخليل ، المحافظة الأكبر في الوطن ، حرمت من برامج الترقية الرياضية ، ولم تستفد من المنشآت الرياضية التي تبرع بها الأشقاء والأصدقاء ، بسبب عدم وعي بأهمية هذه المحافظة الحيوية ، وعاصمتها خليل الرحمن المقدسة ، وبسبب قصور في أداء المكلفين بالملفات ذات العلاقة ... ولذلك شعرنا كمواطنين ننتمي للخليل ، أن واجبنا التحرك لدفع ملفات المنشآت الرياضية على طاولة المسئولين ، وخاصة بعد تعيين الأستاذ خالد العسيلي رئيسا للبلدية ، والرجل معروف بدعمه للقطاع الرياضي ،وله علاقات عربية دولية قد تفيد الموضوع .
فقر المنشآت الرياضية في الخليل ليس ملفا جديدا ،هل هناك أسباب أخرى ؟
نعم .. الجديد أن غياب المنشآت العصرية ، جعل الرياضة الخليلية تتراجع في معظم المجالات ، ولم يصبح لرجال الخليل الفعل المعروف في المؤسسات الرياضية ، فالكل يعرف أن نتائج معظم أندية الخليل ، في معظم الرياضات تراجعت ، وهذا ما جعلنا نعلق الجرس ، خاصة وان الأمر ترافق مع تراجع في القيم الرياضية ، لدى بعض المنتسبين للحركة الرياضية ، ممن ساهموا في تراجع الدور القيادي لرياضيي الخليل ، بتقديمهم لمصالح شخصية ، على حساب مصالح الحركة الرياضية في المحافظة !!
ما هي أهم أهداف هيئة تطوير الرياضة ؟
نحن نسعى للنهوض بقطاع الشباب والرياضة ، وإقناع المسئولين بأهمية إقامة المرافق الرياضية في تفتح مواهب الشباب ، ومنافستهم لشباب العالم ، لما لذلك من دور حضاري ، يشجع شبابنا على المنافسة في المجالات العلمية والاقتصادية ، كما نسعى إلى المساهمة في تطوير الحركة الرياضية والشبابية ، والمساهمة في البحث عن مصادر لدعم المرافق الرياضية ، وإقامة المنشآت ، من خلال بناء شبكة من العلاقات المؤثرة ، مع المؤسسات المختلفة (الأهلية والرسمية) ، للمساهمة في رعاية شباب فلسطين رياضيا وثقافيا واجتماعيا .
أليس هذا من صميم عمل المؤسسات الرياضية الأهلية والرسمية ؟
نعم ، هذا صحيح ، ونحن نطرح مساعدة هذه المؤسسات ، دون اخذ دورها ، فعملنا طوعي ، هو محاولة تنوير المسئولين ، وتشجيعهم على العطاء الرياضي ، دون الدخول على خط المؤسسات المكلفة رسميا أو أهليا ، ودليل كلامي أن اجتماعات مطولة مع رئيس البلدية ومحافظ الخليل ، حركت الملفات الرياضية في الخليل خطوة إلى الأمام ، وكل المكاسب التي ستتحقق إنشاء الله ستصب في خانة هذه المؤسسات .
لماذا لم تشركوا الجميع في عملية التأسيس ؟
الكل يعرف أن مركز هيبرون سبورت بادر منذ سنة ونصف الى تنظيم ندوات رياضية ، بمشاركة شخصيات من الخليل ، ومن خارج الخليل ، ويوم 13 نيسان تنادى عدد من قادة الحركة الرياضية في الخليل ، لبحث سبل تهيئة ملعب الحسين ، ودراسة فكرة الاستاد الرياضي الكبير ، وقد مثل الحاضرون أنفسهم ، ولم يكن بينهم من جاء يحمل تفويضا من مؤسسته الرياضية ، واتفق الحاضرون على تشكيل لجنة خماسية لإعداد النظام الداخلي ، وتحضير ملف للترخيص .
ولكنك لم تجب على السؤال ، لماذا لم تشركوا الجميع ؟
سآتيك بالجواب ... بعد ذلك اجتمع المؤسسون ، الذين حضروا الاجتماع الأول ، وتم طرح توسيع مجال العمل ليشمل مناطق أخرى غير الخليل ، وفتح المجال أمام من يريد العمل في هذا الجهاز الطوعي ، من مختلف مناطق المحافظة ، وتمت لقاءات مع بعض الأخوة الذين تفهموا الفكرة ، وبعضهم انضم لهيئة التأسيس وللهيئة العامة .
إذاً لماذا هذه الضجة الكبرى على الهيئة ؟
لأن هناك من حاول الصيد في المياه العكرة ، ومارس عملية تضليل ، جعلت البعض يفهم أن المشروع يهدف إلى الشرذمة ، وأننا نسعى للمناصب ، وهنا أقول : إننا لا نلهث وراء المناصب ، لأن جميع المشاركين في التأسيس ، شبعوا مناصب ، وكلهم رؤساء ، أو أعضاء في هيآت فلسطينية فاعلة ، ثم إننا قد تعبنا حتى أقنعنا أعضاء المكتب المؤقت بقبول المهمة ، وباسمهم جميعا أقول لكل من يريد الانضمام لهذا الجهد الخير ، فليتقدم لعرض أفكاره في مقر الهيئة المؤقت بمجمع إسعاد الطفولة ، وباسم الجميع أقول أيضا : أن من يريد أن يكون في المكتب المؤقت ، فالمجال مفتوح ، وأنا سأكون أول من يتنحى ، وسأعمل كعضو عادي !!
ولكن البعض يخشى أن تساهم الهيئة في التفرقة ؟
خاص ، والرياضة الفلسطينية بشكل عام ، والهيئة التأسيسية لهذه الهيئة تضم رجالا من كافة القطاعات الرياضية والاقتصادية ورجال الأعمال والتربويين وأعضاء المجلس التشريعي ... وغيرها ، والكل يعرف أن رجالا مثل محمد البكري وأنور أبو عيشة ومحمد عمران القواسمي وأحمد الناجي وماجد عسيلة وعبد الرؤوف أبو اسنينة ورجب شاهين طالما عملوا للمصلحة الرياضية في الخليل ، مدينة ، ومحافظة ، بل وفي مدن وقرى ومخيمات المحافظات الأخرى ، ومعظم أندية الخليل الطيبة تذكر جهود رجب شاهين "مثلا" في تأسيسها ، وهذا واجب أذكره فقط للرد على من يتهمون الهيئة بالعمل على التفرقة .
هل سيكون عملكم محصورا في مدينة الخليل ؟
كما قلنا أن البداية هي الخليل ، ولكن المادة الخامسة من نظام الجمعية الأساسي تنص على حق الهيئة في فتح فرع أو أكثر داخل فلسطين ، أما العمل فمن الآن سنعمل في كل مناطق المحافظة الكبرى ، ونحن نرتب للقاءات مع رؤساء بلديات المحافظة ، لشرح الفكرة والتعاون في هذا المجال ، وتأكيدا لكلامي نحن في انتظار من يحثنا على العمل ، ولو في تنظيف الملاعب ، في أي مكان من فلسطين ، لا في ملاعب محافظة الخليل فقط !!
هل صحيح أنكم زججتم بأسماء أشخاص بين المؤسسين ، دون وجودهم معكم ؟
تواقيع الجميع محفوظة في كل الاجتماعات ، وكل التقارير التي نشرت في الصحف كانت بمصادقة أمانة السر ، وما زال الباب مفتوحا لمن يريد الالتحاق في سلك الهيئة .
كم عدد المؤسسين ؟
أولا ليعلم الجميع أن قائمة المؤسسين لم تغلق ، لأننا لم نجهز حتى الآن النظام الداخلي ، وعدد المؤسسين وصل إلى 36 بإضافة مجموعة من الأخوات ، وشرط الاشتراك في التأسيس بلوغ الثلاثين من العمر ، أما شرط العضوية في الهيئة العامة فبلوغ الخامسة والعشرين .
هل تعتقد أن الظروف مواتيه لنجاح هذه الهيئة الفتية ؟
نعم بفضل الله ، وبهمة الخيرين ، وبتعاون الأسرة الفلسطينية ، لأن محافظة الخليل تملك أكبر قاعدة جماهيرية ، سواء لشباب الخليل أو للظاهرية او ليطا وغيرها من الأندية ، وهذه الجماهير تستحق أكثر .
أخ أبو رائد ... هل من كلمة أخيرة ؟
أولاً نشكر عطوفة محافظ الخليل السيد عريف الجعبري على دعمه لجهودنا ، ونشكر سعادة رئيس بلدية الخليل ، الأستاذ خالد العسيلي على تفاعله مع برامجنا ، وتقديمه مقرا مؤقتا للهيئة في مجمع إسعاد الطفولة ، مع كل ما يلزم للمقر من أثاث وغيره ، والشكر موصول لمركز هيبرون سبورت ، والقائمين عليه ، وخاصة الحاج عادل أبو عيشة ، والشكر أيضا لكل أبناء المحافظة الكبرى ، الذين اجتمعوا في جلسات مراثونية مع مجلس الهيئة ، وعبروا عن دعمهم وتأييدهم ، خاصة وان المعنيين يمثلون كل مناطق المحافظة ، من قرى ومخيمات ، وهم من خيرة أبناء الحركة الرياضية .
وفي الأخير أقول :إنني على ثقة أن هذه الهيئة وجدت لتبقى بإذن الله ، بدعم ومساعدة وتأييد كافة القطاعات الرياضية والاقتصادية والتربوية وغيرها .