الإدارة تكليفا وليست تشريفا..!!
ناصر العباسي
يبدوا أن العديد من المقالات والكلمات والتي تخرج علينا كل صباح عبر صفحاتنا الرياضية باتت تفتقد لأهميتها وتأثيرها عند البعض, ورغم أ ن معظمها يتمحور حول عملية الإحلال والتبديل بهدف الإصلاح والتغير في عمل مؤسساتنا الرياضية وأهمها وزارة الشباب والرياضة واللجنة الأولمبية وصولا إلى الإتحادات والروابط المختلفة والهيئات الإدارية في أنديتنا المحلية إلا أنها مجتمعة لا تلقى آذان صاغية .
ويبدوا أن قراءة تلك المقالات باتت لا تعني شيئا عند البعض , رغم التحفظ على تكرار بعض المواضيع والتي تصل لدرجة الملل بأقلام البعض من الزملاء , وتندرج عند البعض تحت مفهوم " حكي جرايد" فهناك من يسعى من وراء الكتابة لتحقيق مكاسب شخصية له ولمؤسسته التي يعمل بها, وهناك من يسعى لتلميع فلان أو علان من أجل الشهرة ومسح الجوخ لوجود قواسم مشتركة تفيد الطرفان وربما لأنهم يحملان نفس الصفات , ويصل البعض لأسلوب تصفية الحسابات عن طريق الكتابة إذا إحتاج الأمر لذلك وربما بطرق أخرى.
وإذا نظرنا إلى النصف الآخر من الكأس المملوء فإننا نرى أن البعض يتق الله بما يكتب ولا يقول إلا الحقيقة كونه يتسم بالشفافية ويعتمد فقط على النقد البناء المرتكز على الإحترام المتبادل وهدفه هو المصلحة العامة دون الإلتفات إلى ما هو أبعد من ذلك .
قال لي أحد الزملاء ساخرا : لماذا ترهقون أنفسكم بالكتابة ؟ فلا فائدة من ذلك !! كونهم يقرأون ويفهمون جيدا لكنهم لايطبقون !! وأكمل الزميل حديثه : إنهم مقتنعون بالصواب والخطأ لكن الإصرار على الخطيئة هدفهم من أجل الحفاظ على مصالحهم الشخصية وكراسيهم الهشة !!.
قلت له يا صديقي نعم إنهم على دراية كاملة بما يفعلون ويعلمون جيدا إمكاناتهم الرياضية والإدارية المتواضعة على حد كبير , فمنهم لا تمس الرياضة له بصلة , ومنهم من فرض عليه منصب إداري بفعل الإكراه لغياب الكفاءات ولكي يشغل بذلك الفراغ ومنهم من سلك طرق ملتوية وخادعة للوصول إلى مبتغاه , لكن من يحترم نفسه ويحترم مفهوم الرياضة فمن الصعب ان تراه بجانبهم أو يساندهم .
يا ساده : إن علم الإدارة الحديثة وبمفهومه البسيط يقول أن المنصب الإداري لا يأتي إلا بالتكليف وليس بالتشريف ..!! وأن الدول المتحضرة تعرف الإعلام بأنه السلطة الرابعة وليست الخامسة أو العاشرة , وقد تصل أحيانا إلى السلطة الثانية أو الأولى في بعض الأوقات لقدرتها على التغير وتعديل المفاهيم السلبية كونها تقدر مفهوم القلم والكلمة .
إن البعض بإمكانه أن لا يقرأهذاالمقال !! إذا ما تطابقت عليه صفات ما تحدثنا عنه سابقا ولانه حتما سيصيبه صداع شديد وألم في المعدة مما يترتب عليه تناول العديد من أكواب عشبة الميرمية العربية لتخفيف ذلك الألم .
وما يؤسف أيضا أن البعض يكون متلهف على قراءة تلك المقالات ليس من باب الأخذ بما هو صحيح فيها بقدر حب المطالعة والتسلية و رغم أنهم مقتنعون ببعض الآراء لكنهم لا يكترثون وسرعان ما يستخدمون الصفحات الرياضية لمسح زجاج سيارتهم الأمامي أو الخلفي أو زجاج المنزل وما يتبقى يفرد على طاولات الطعام حفاظا على نظافة المنزل ولا أعلم إذا كان هناك فوائد أخرى..!!
نقول لكل هؤلاء إتقوا الله بما تفعلون بل وكفوا أيديكم عن الرياضة والرياضيين وحكموا ضمائركم ولو لمرة واحدة عما تفعلون وستفعلون وإلى اللقاء في حديث دوري آخر.
قال الشاعر :
أسمعت لو ناديت حيا لكن لا حياة لم تنادي
ونار إذا نفخت بها أضاءت لكنك تنفخ في رماد