الصباح: قرار البقاء او الاستقالة سيتحدد بعد انتهاء ازمة اللاعبين العالقين في الاردن
غزة- محمد العمصي/ بين نارين .. هل أستقيل أم أبقى؟ ربما أن اعتبارات كثيرة تقف اليوم أمام اتخاذ قراري النهائي، ويقف على رأسها احترامي للجهاز الفني والتدريبي وأربعة عشر لاعباً لا زالوا عالقين في الأردن بانتظار لحظة الفرج بعودة ميمونة إلى ارض الوطن.
بهذه الكلمات بدأ المدرب محمد الصباح حديثة لـ "ايام الملاعب"، حيث اتبعها بالقول: صحيح أن رغبتي في الاستقالة كانت قبل البطولة كبيرة، لكنني أؤكد أن الوضع ما زال قائماً، بانتظار عودة الجهاز الفني والتدريبي والتشاور الكامل تمهيداً لاتخاذ القرار المناسب.
تسألوني لماذا؟ أقول لكم أن الوضع السابق والحالي لا يبشر بشيء للكرة الفلسطينية، فلا انفراج في الأفق وسط الكم الهائل من العقبات التي تقف في وجه تطوره، مع تأكيدي إنني راض عن أداء الوطني في غرب آسيا، ولكن ليس بقدر طموحي الكبير، فما مر به المنتخب ولا زال يمر به حتى بعد المشاركة أصعب بكثير مما يتوقعه عقل البشر.
لن أهرب
وبالعودة إلى السؤال ذاته حول رغبته في الاستقالة أم الاستمرار عاد وأفضى الصباح بما يجول في خاطره، فأكد أن الأمر صعب ويحتاج إلى دراسة مع الجهاز الفني ووقفة تمحيص وتقييم، فلا أريد مثلاً أن أعلن استقالتي في هذا الوقت الصعب فيتهمني البعض بأنني اهرب من مواجهة الواقع، إضافة إلى أنني لا أريد أن أخيب ظن الجهاز بي واتخذ قراراً دون علمهم ، فليس هذا من طبعي والمدرسة التي انتمي لها القائمة على التشاور الكامل والأخذ بآراء زملاء المهنة الواحدة.
وأكد الصباح أن العمل في الفترة الماضية والحالية ليس مريحاً خاصة مع مدى المشاكل المصنوعة بأيدينا خلافاً عن معيقات الاحتلال وبرامج الإعداد وعدم تحمل مكونات المنتخب لمسؤولياته.
ندمت على ذلك
وابدى الصباح ندمه فنياً بما جرى في بطولة غزب آسيا على عدم وجود لاعبين وسط مبدعين وموهوبين، حينها طلبنا توضيحاً أكثر للأمر فأجابنا بالقول انه يوجد لاعبين في وسط الملعب ينفذون خطة المدرب وأصحاب سرعة مميزة، لكنها تفتقر إلى الموهبة الكاملة، إضافة إلى عدم وجود بديل قوي لصائب جندية وهذه مسؤولية يتحملها الجهاز الفني.
المهاجم الفلسطيني مظلوم
واعترف الصباح بأن المهاجم الفلسطيني مظلوم خاصة لافي وعتال، فإمكانية التهديف لديهما تبقى ضئيلة، لأننا اتبعنا أسلوب الدفاع، ولمن ينتقد ذلك أقول انه لو أتى إلى المنتخب الوطني أفضل مدربي العالم فلن يغير طريقة الأداء إلى 3/4/3 أو 3/5/2 خاصة في ظل الظروف التي يعيشها الجهاز الفني والتدريبي واللاعبين وإمكانياتهم ومرحلة إعدادهم والخلافات الداخلية وخلافها.
وأكد أن الوطني لم يكن دوماً يلجأ إلى الدفاع البحت، ولعب في بعض المباريات الدولية السابقة مهاجماً، وخطة اللعب تخضع في الأساس إلى مدى قوة الخصم الذي نلعب أمامه، ونحن تعاملنا بواقعية شديدة مع مباريات غرب آسيا مقارنة مع إمكانيات وواقع لاعبينا.
هذه انطباعاتي عن المحترفين
وعن انطباعاته عن المحترفين الذين شاركوا في بطولة غرب آسيا، فند الصباح مشاركة اللاعبين بالقول انه تفاجأ من مستوى اللاعب يوسف مزيان المحترف في الوحدات الأردني الذي لم يكن موفقاً حيث ظننته بمستوى أفضل، إضافة إلى كون اللاعب عمر خليل بمستوى لاعبي الوطن المحليين، أما فادي لافي والعتال فاعتقد أن مستواهما يتطور من مشاركة لأخرى كون تجارب الاحتراف الناجحة كان لها الوقع الجيد على أدائهما.
ولم يخف الصباح ثقته بكافة اللاعبين الذين شاركوه لأنهم الأفضل على مستوى الوطن، لكنه أكد أن عدة لاعبين ظهروا بشكل جيد منهم عبد اللطيف البهداري كونه لعب لأول مرة مع المنتخب الوطني وله مستقبل واعد، إضافة إلى فادي دويك في المباراة الأولى مع الإشادة دوماً بفدائية الحارس رمزي صالح.
مطالبة الاتحاد تثبيت أجهزة الفنية
وأشار الصباح الى أن أهم النقاط الذي سيتضمنه التقرير الفني الذي سيقدمه إلى الاتحاد هو ان عدم تثبيت الأجهزة الفنية وعدم تواصلها وترابطها مع بعضها البعض وعدم وجود آليات إدارية ومالية للتعامل مع الكل هي من أهم أسباب التدهور الحاصل في الكرة الفلسطينية.
ولم يرد الصباح أن ينهي حديثه إلا بضرورة مطالبة الإعلام بتوخي الأخبار وعملية الانتقاد، لان الواقع المر والصعب لم يعشه البعض، إضافة إلى الضغوط الكبيرة التي يعيشها المدرب والجهاز الفني واللاعبين.
وأكد الصباح انه لم يكن في يوم من الأيام مجاملاً لأحد من اللاعبين في المنتخب الوطني، وان الصفوة التي اختارها هي الأفضل في الوطن، وانه راض عن مستوى لاعبيه الذين تغلبوا على كل الظروف وأدوا أداءً مشرفاً.
وفي نهاية حديثه تمنى الصباح أن تنتهي أزمة الجهاز الفني واللاعبين المتواجدين في الأردن بأسرع وقت ممكن خاصة أنهم يعيشون ظروفاً نفسية قاسية، مؤكداً تواصله مع كافة الإداريين واللاعبين.